تجدد صراع البيعات بين تنظيم القاعدة، وبين تنظيم داعش، الذي يبدو أنه يطمح إلى ما هو أكثر من الاستيلاء على بعض المناطق هنا أو هناك، بل إنه يسعى ليحل محل تنظيم القاعدة وانتزاع قيادة حركة الجهاد في جميع أرجاء العالم. ففي اليمن أعلنت جماعة أنصار الشريعة بولاية صنعاء وذمار بالأمس، بيعتهم لأبو بكر البغدادي، مما يشير إلى تراجع كبير للقاعدة التي يقودها الرجل الثالث في التنظيم ناصر الوحيشي. وقالت أنصار الشريعة في بيانها: نعلن نقض البيعة من الشيخ أيمن الظواهرى، ونبايع خليفه المؤمنين إبراهيم ابن عواد البغدادي على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأننا لن نتريث بعد الآن لأن تريثنا لا يولد إلا الاعتقالات والقتل من الشيعة، ونعلن عن تشكيل كتائب مسلحه تتخصص بدكهم. في المقابل، نشرت صفحة مزمجر الشام بتويتر، ما يؤكد أن أبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة سيتوجه في الأيام القليلة المقبلة للانفصال عن تنظيم القاعدة الأم. وقالت الصفحة إن الجولاني ركب سيارته أكثر من مرة يريد التوجه لمبايعة داعش في بداية تمدد البغدادي، إلا أن العقلاء جعلوه يعدل عن ذلك، ونحن نعيش اليوم في سوريا ظاهرة "التكفير السياسي" و"التكفير للمصلحة" فأصبحت المباحات مناطا لتكفير الفصائل لبسط النفوذ والاستيلاء على المقدرات، فقد تمكنت مجموعة تابعة لفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية من قتل "أبو محمد التونسي" أمير تنظيم داعش في الغوطة بعد شهور ظل فيها متخفيًا.