قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أمس الاثنين: إن شركة سبيس اكسبلوريشن تكنولوجيز (سبيس اكس) ستحاول مجددا اليوم الثلاثاء إطلاق الصاروخ فالكون 9 التابع للشركة حاملا قمرا صناعيا أمريكيا للتنبؤ بالعواصف الشمسية الخطيرة. وكان من المقرر إطلاق الصاروخ يوم الأحد الماضي من قاعدة كيب كنافيرال في ولاية فلوريدا لكنه ألغي قبل دقيقتين من موعده المقرر بسبب مشكلة فنية في نظام رادار بالقوات الجوية ضروري لمتابعة إطلاق الصاروخ. وحدد يوم الاثنين موعدا جديدا للإطلاق لكن توقعات بسوء الأحوال الجوية حالت دون تنفيذ الأطلاق على أن ينطلق الصاروخ اليوم الثلاثاء. ثم تحددت الساعة 6:05 مساء بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة 2305 بتوقيت جرينتش لإطلاق الصاروخ حاملا جهازا يعرف باسم (مرصد الفضاء السحيق للمناخ) الذي تشارك في ملكيته ناسا والادارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي. ويضع إرجاء الإطلاق شركة سبيس اكس -وهي شركة سريعة النمو مقرها كاليفورنيا يملكها ويديرها رجل الأعمال ايلون ماسك- في موقف لم يسبقه مثيل إذ يتزامن إطلاق الصاروخ فالكون 9 مع عودة سفينة الشحن الفضائية دراجون يوم الثلاثاء من المحطة الفضائية الدولية. ومن المقرر أن تغادر كبسولة الشحن -التي أطلقت أثناء أحدث رحلة للصاروخ فالكون 9 في يناير كانون الثاني الماضي- المحطة الدولية الساعة 2:09 مساء بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة 1909 بتوقيت جرينتش. والمحطة الفضائية الدولية التي تشارك في ملكيتها وتشغيلها 15 دولة عبارة عن معمل تكلف 100 مليار دولار يحلق على ارتفاع 418 كيلومترا تقريبا فوق كوكب الأرض. وبعد وقت قصير من مغادرة سفينة الشحن دراجون سيقرر فريق إطلاق سبيس إكس في فلوريدا ما إذا كان سيمضي قدما في تزويد الصاروخ ذي المرحلتين بوقود من الكيروسين والأكسجين السائل لإتمام رحلته. وقالت ناسا: إن خبراء الأرصاد الجوية توقعوا يوم الاثنين فرصة ملاءمة الطقس بنسبة 70 في المئة لعملية الاطلاق مع غروب الشمس. وفيما بدأ العد التنازلي للاطلاق ستطلق الكبسولة دراجون صاروخ الدفع لمغادرة مدارها على ان تهبط بمساعدة مظلة في المحيط الهادي على بعد نحو 500 كيلومتر قبالة ساحل باجا كاليفورنيا الساعة 7:44 بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة 0044 بتوقيت جرينتش. وتعكف شركة سبيس اكس على ابتكار تكنولوجيا لاستعادة وإعادة استعمال صواريخها لخفض نفقات الإطلاق على ما يبدو. والهدف الرئيسي من عملية الإطلاق يوم الثلاثاء هو ارسال مرصد الفضاء السحيق للمناخ -وهو مشروع يتكلف 340 مليون دولار- إلى مدار للقيام بمهمة التنبؤ بالأرصاد الجوية قبل احتمال هبوب العواصف الشمسية بنحو ساعة. والعواصف الشمسية عبارة عن موجات جارفة من الجسيمات المشحونة كهربيا التي تنطلق من الشمس وتسمى أيضا (كتلة الهالة الشمسية المنبعثة) يمكنها التشويش على النظام العالمي لتحديد المواقع (جي.بي.اس) وإشارات الاقمار الصناعية الأخرى وتعطيل الاتصالات اللاسلكية والتأثير على شبكات القوى الكهربية على الأرض. وعلاوة على تزويد المرصد بمعدات لدراسة الرياح الشمسية فلديه جهازا استشعار لمراصد علوم الأرض التي تراقب الأبخرة المتصاعدة من البراكين من الفضاء السحيق فضلا عن قياس غاز الأوزون ومراقبة موجات الجفاف والفيضانات والحرائق. وسيقوم المرصد بالتقاط صور كل ساعتين للجانب المضئ من الأرض يجري بثها على شبكة الإنترنت.