جلست فى إحدى الغرف الخاصة بمحكمة شمال الجيزة، بعد أن أرهقتها هموم الحياة ومشاكلها، بدت وكأن الزمن نال منها كثيرا، وأرغمها على الخضوع له، تنتظر دورها لكى تتمكن من تقديم الأوراق الخاصة بقضيتها لتنال حريتها بعد أن غدر بها زوجها، بعد زواج استمر 6 سنوات طردها خلالها من البيت، ليطلبها مرة أخرى فى بيت الطاعة. تقول إيمان رفعت ذات الأربعين ربيعا: «كان حلمي زي يى فتاة بأن تكون لديها أسرة وبيت وأولاد، وانتظرت لتحقيق ذلك ولم يحرمنى الله من تحقيق حلمى، فقد تقدم لخطبتى الكثيرون، ولكن وقع الاختيار على زوجى المهندس حازم محمد، فمن بين هؤلاء شعرت معه براحة نفسية، كما أن حالته المادية جيدة فهو يملك جميع مقومات الحياة المرفهة من منزل وسيارة وعمل، ولذلك نال موافقة أهلي، وتمت خطبتنا التى لم تتجاوز الكثير، ثم بعدها زفافنا الذى لم يمض عليه عام واحد، حتى وضعت طفلتى الأولى وقد أطلقت عليها اسم ندى». وتضيف إيمان: «شعرت حينها بسعادة لا أستطيع وصفها، فقد بدأت جميع أحلامى تتحقق خاصة بعد زواجى، حيث التحق زوجى بعمل جديد فى أحد التوكيلات الخاصة بالسيارات، وكان يتقاضى راتبا يتجاوز ال7 آلاف جنيه شهريا، ومرت الأيام والفرحة تملأ المنزل، ولكن سرعان ما تغير كل شيء، وخاصة بعد قدوم الطفل الثانى الذي لم نستعد لاستقباله، فقد جاء الطفل الثانى أنثى جميلة وأطلقنا عليها اسم سلمى، ومنذ وقتها وبدأت المشكلات تظهر، فقد أصبح زوجى فى حالة مزاجية سيئة، ولم يعد يحتمل أحدًا، كما كان دائم الشجار معى وإهانتى سواء بالسب أو الشتم، لم يكتف بذلك بل تطور الأمر وقام بالتعدى علىّ بالضرب، وحاولت مرارا تحمله من أجل بناتى ولكن دون جدوى، فهم مازالوا فى سن صغيرة، كما امتنع ايضا عن الإنفاق على المنزل». تسكت الزوجة للحظات وهى تبكى، وتستكمل قائلة: «فى أحد الأيام حضر زوجى من عمله مبكرا، وشعرت بأن هناك شيئا يزعجه، فأسرعت إلية لمعرفته ولكنه رد ببعض الكلمات قائلاً: «مفيش حاجة ومتسأليش عن شيء»، وحاولت عدة مرات معه ولكن دون جدوى، احتقن وجهه بشدة وبدأ يتشاجر معى وتعدى على بالضرب، وهنا كانت المفاجأة فقد قام بالاستيلاء على النقود التى كانت بحوزتي ، وطردى أنا وأولادي من المنزل». وتضيف: «لم أجد أمامى طريقا سوى الذهاب لمنزل أهلى والمكوث هناك لفترة، والتى تمكن زوجى خلالها من بيع منقولاتى الزوجية وكل ما يخصنى داخل الشقة، ولم أعره اهتماما، ومرت الأيام ولكنى فؤجئت بإرساله إنذارا لى على يد محضر يطلبني في بيت الطاعة، مدعيًا على خلاف الحقيقة أنه صالح للسكن، وعندما توجهت إلى المنزل وجدته مسكنا غير آدمى ولا يتناسب مع حياتنا السابقة، وغير ملائم لمعيشة الطفلتين، ولم أجد سوى رفع دعوى قضائية برقم 697 لسنة 2014 للطلاق منه». من النسخة الورقية