أبرز كتاب بالصحف المصرية الصادرة اليوم، في مقالاتهم متانة العلاقات بين مصر والإمارات والأخوة التي تجمع الشعبين ، وأهمية الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة الإمارات الشقيقة والتى تبدا رسميا فى وقت لاحق. وكتب ياسر رزق رئيس بحرير "الأخبار" فى مقاله" ورقة وقلم "تحت عنوان" أجندة "السيسى" فى شتاء ساخن"، أن هذا شتاء مصريا ساخنا، إيقاع الحركة فيه محموم يتسارع يوما بعد أخر على مسارات شتى .. وبالتوازى لا يجدى فى حالة مصر أن تندفع فى مسار وتبطئ فى أخر أو تتعثر ، ولايصح لدولة كمصر أن تتشرنق على ذاتها وشئونها وتنعزل عن الاقليم ، فلا تشارك فى تحديد مصيره وصياغة مستقبله الذى لاينفصل عنه مستقبلها ، مؤكدا أنه كلما كانت مصر حاضرة فى إقليمها وقضاياه ، كان صوتها مسموعا فى العالم الذى يعرف بحكم تجارب الماضى والحاضر أنه حيثما ولت مصر وجهها كانت قبلة العرب . وقال: إنه شتاء حافل باجندة عمل متخمة داخليا وخارجيا ، عمل دءوب لا يهدأ فى مشروعات العام الواحد وأهمها حفر قناة السويس الجديدة التى ينظر اليها العالم بإعجاب كنموذج لسرعة الإنجاز وكرمز لالتفاف الشعب المصرى حول رئيسه باستجابته لدعوته لهم بالاكتتاب التى حصدت 64 مليار جنيه فى 8 أيام وكنواة لمشروع أكبر هو تنمية منطقة القناة التى تقع فى قلب إقليم مضطرب لم يعد يعرف سوى الهدم ، واستعدادت غير تقليدية تجرى على قدم وساق لتنظيم مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى الذى يقام فى شرم الشيخ من 13 إلى 15 مارس المقبل؛ ليكون أو اطلاله حقيقية من العالم على مصر الجديدة التى تتحدث بلسان العصر لنحو 3 الاف من رؤساء الشركات العالمية ورجال الاعمال والبنوك والاقتصاد فى مصر والعالم فضلا عن حشد كبير من قادة الدول ورؤساء الحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية . وأضاف أن هناك إجراءات تتخذ لاتمام المرحلة الثالثة والاخيرة من خارطة الطريق وهى الانتخابات البرلمانية التى ستبدأ أخر أيام الشتاء فى 21 مارس ، وترتيبات تتم لاستضافة القمة العربية فى القاهرة مع نهاية مارس وبدء حلول نسمات الربيع حيث سيتم تسليم رئاسة القمة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى . وأشار الى أن أخر رسالة أطلقها الرئيس السيسى فى أخر زيارة خارجية له وكانت للكويت منذ نحو أسبوعين أن مصر قد عادت .. قال يومها: إن الهدف من زيارته هو أن نقول للعالم أن مصر رجعت لمكانتها ودورها ، وقبل تلك الزيارة بأربعة أيام طرح السيسى من جامعة الازهر فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف دعوته لثورة دينية تجدد الخطاب الدينى للعالم الاسلامى بعد أن تسبب المتطرفون فى تصوير المسلمين على أنهم 6ر1 مليار متعصب يريدون قتل 6 مليارات انسان هم باقى سكان العالم ، ولم تكن دعوة السيسى فى الاحتفال كلمة فى مناسبة وإنما جاءت مناسبة لتوجيه كلمة كان يتوق لقولها منذ زمن وعبر عنها لأول مرة حين كان وزيرا للدفاع عندما تحدث عن إسلام الجماعة وإسلام الدولة وخطورة الاسلام السياسى على صورة الدين ، موضحا أن تلك الدعوة لم تنل حق قدرها ولم يلتقت اليها الغرب وإعلامه الا بعدها بأسبوع حينما وقع حادث الاعتداء على مقر صحيفة " شارلى إبدو" فى العاصمة الفرنسية وأصبحت محورا فى أحاديث قادة الدول المشاركين فى مسيرة باريس للتنديد بالارهاب وفق شهادة الرئيس الفلسطينى محمود عباس . وأضاف ياسر رزق فى مقاله أن رسالة العودة المصرية وطموحات الداخل المصرى وقضايا الاقليم العربى ودعوة اصلاح الفكر والخطاب الدينى وتصحيح صورة الاسلام هى الأوراق الرئيسية فى الملفات التى يحملها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارتية هذا الاسبوع الى ابوظبى حيث يشهد القمة العالمية عن مستقبل الطاقة والى دافوس حيث يشهد عامال المنتدى الاقتصادى العالمى بسويسرا ، وهما ثانى وثالث إطلالة لمصر الجديدة على المجتمع الدولى ، بعد الإطلالة الأولى فى نيويورك عندما أشار الرئيس "السيسى" فى القمة الدولية للمناخ والدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة . وقال: إن الرئيس السيسى سيلتقى اليوم مع الشيخ محمد بن زايد ولى العهد لظروف مرض رئيس الدولة الشيخ خليفة ليجرى مباحثات مطولة بعد مراسم الاستقبال الرسمية تتركز على التعاون بين مصر والإمارات والأوضاع بالمنطقة وقضية الإرهاب، موضحا أن التواصل بين البلدين والقيادتين لم ينقطع منذ ثورة 30 يونيو والعلاقات تشهد أوج متانتها بعد عام الفتور فى ظل حكم الإخوان ، وقبل المباحثات يلتقى الرئيس مع رجال أعمال إماراتيين ومصريين فى اجتماعين متتاليين للنقاش حول فرص الاستثمار فى مصر على ضوء مشروع القانون الجديد والفعاليات التى سيتضمنها المؤتمر الاقتصادى . وشدد على أن التقدير الذى يكنه شعب الإمارات وقادته لمصر وقائدها كان وراء دعوة الرئيس السيسى ليكون المتحدث الرئيسى أمام قمة الطاقة فى جلستها العامة غدا بحضور ممثلى 170 دولة من صناعة السياسة وقادة الأعمال ، وقال: إن كلمة الرئيس ستتناول فى مجملها التحديات التى يواجهها العالم فى مجال الطاقة وخطط مصر القومية فى مجال الطاقة المتجددة كالشمس والرياح ومشروع مصر لانشاء محطات نووية لتوليد الكهرباء كما ستتناول مسعى مصر لتكون مركزا إقليميا فى مجال الطاقة فى ضوء إنشاء القناة الجديدة التى ستقلل من زمن عبور ناقلات البترول والغاز وكذلك شبكة انابيب الغاز بها ، مشيرا الى أن الحضور المصرى على هذا المستوى أمام هذا الحشد الضخم فرصة للترويج للمؤتمر الاقتصادى ، خاصة أن جانبا من أهم المشروعات التى ستطرح خلاله تتعلق بالاستثمار فى مجال الطاقة المتجددة . ونوه الكاتب أن الرئيس السيسى سيقضى ليلتين فى القاهرة بعد عودته من ابوظبى قبل أن يطير الى سويسرا مساء الأربعاء ليبدأ من صباح اليوم التالى برنامجا مكثفا فى القمة الخامسة والاربعين لمنتدى دافوس العالمى ، الذى يشارك فيه أكثر من 2500 مشارك من 140 دولة ، يمثلون حكوما ومنظمات اعمال وؤسسات اكاديمية وكبار الشركات العالمية وياتى على راسهم قادة 40 دولة من بينهم بجانب الرئيس عبد الفتاح السيسى ، الرئيس الفرنسى ، والمستشارة الالمانية ، ورئيس وزراء الصين ، ورئيس وزراء إيطاليا ، وعاهل الأردن ، ورئيس تونس ، ورئيس جنوب أفريقيا ورؤساء وزراء العراق وتركيا وباكستان ، ووزير خارجية أمريكا ، مشيرا إلى أن المنتدى ينعقد هذا العام تحت شعار السياق العالمى الجديد .. فى ظل التحديات الحرجة التى يواجهها العالم ، وقد سبق انعقاد المنتدى بأيام صدور تقرير له عن أبرز المخاطر العالمية فى العام الجديد وجاء فى صداراتها من حيث احتمالية الحدوث تصاعد الصراعات بين الدول ومن حيث القدرة على التاثير أزمات المياه ولم تخل القائمة من الارهاب وخطر انهيار الدولة . ويتناول الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته صباح الخميس أمام الجلسة العامة الرئيسية للمنتدى ، التطورات التى شهدتها مصر سياسيا على صعيد تنفيذ خارطة الطريق بدءا بالاستفاء على الدستور ، ثم انتخابات الرئاسة واخيرا الانتخابات البرلمانية التى ستبدا فى الاسبوع الرابع من مارس المقبل ، وكذلك الاصلاحات الاقتصادي التى تمت والمؤشرات الايجابية التى نتجب عنها وبرنامج المشروعات الكبرى والمؤتمر الاقتصادى الذى يتم تويجه الدعوات الحضوره كما يتطرق الرئيس فى كلمة الى خطر الارهاب الذى لا يقتصر على الشرق الاوسط ودعوته الى تجديد الخطاب الدينى ، ويلتقى الرئيس على العشاء فى نفس اليوم مع جمع من رؤساء كبريات شركات العالم فى مختلف المجالات ، ويتراس السيسى يوم الجمعة جلسة خاصة عن قضايا الشرق الاوسط يشارك فيها الملك عبد الله عاهل الأردن ، ورئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى ، ورئيس إقليم كردستان مسعود برازانى ، وتتركز الجلسة على دور المجتمع الدولى فى المساعدة على إقرار السلام والاستقرار بالمنطقة . وبعد ساعات من عودته من سويسرا يخاطب الرئيس السيسى المصريين فى الذكر الرابعة لثورة 25 يناير المجيدة وهو خطابه الأول للأمة فى هذه المناسبة منذ تولى الرئاسة ولعله سيكون الأهم منذ سلمه الشعب المسئولية . وقبل نهاية الأسبوع المقب يتوجه الرئيس إلى أديس أبابا لحضور قمة لا غنى عن حضورها هى قمة الاتحاد الأفريقى وإجراء مباحثات على هامشها مع القادة الافارقة وفى مقدمتهم الرئيس الاثيوبى لبلورة التفاهمات والنوايا الطبية فى اتفاق ملزم يراعى متطلبات اثيوبيا فى التنمية ويصون حق مصر فى مياه النيل مصدر حياة المصريين . وفي مقاله " كلمات حرة" بصحيفة "الأهرام " ، وتحت عنوان "السيسى في الإمارات " كتب أسامة الغزالى حرب ، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، هى أول زيارة رسمية له ، وسيشارك خلاها فى القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تستضيفها الإمارات ، لأن قضايا الطاقة تفرض نفسها على مصر مثلما هى مفروضة الآن على كل بلاد العالم ، وأصبحت مشاكلها والبحث من حلول لها تحتل باطراد عناوين الصحف في مصر ، بدءا من مشكلات تدبير الطاقة الكهربية ، إلى الحديث القديم الجديد عن الحاجة إن آجلا أو عاجلا إلى الطاقة النووية ، ومرورا بمسائل الطاقة الجديدة والمتجددة مثل طاقة الشمس والرياح ، ولذلك فإن قمة الطاقة سوف تجدد لفت أنظار العالم كله إلى الإمارات ، تلك الدولة الصغيرة في الخليج التى تكفلت بتنظيم هذا الحدث الدولي الكبير، والذي سوف تحضره مائة وخمسون دولة ، ويشارك فيه عدد كبير من زعماء العالم. وأضاف أنه من البديهى أن ينشغل الرئيس السيسى أيضا بالترتيب لمؤتمرين مهتمين قادمين بمصر، أى المؤتمر الاقتصادى عن "مصر المستقبل" ، وكذلك القمة العربية المقرر عقدها في القاهرة أيضا هذا العام ، وهى قمة سيكون لها مغزى خاص حيث ستعقد في ذكرى مرور خمسين عاما على القمة العربية الأولى التي دعا إليها جمال عبد الناصر في 1965 والتى تستدعى كثيرا من الذكريات و التأملات! ، غير أن أهم ما في تلك الزيارة هو أنها الزيارة الرسمية الأولى للرئيس السيسى للإمارات ، مذكرا بالموقف التاريخي الرائع لدولة الإمارات الشقيقة ودعمها غير المحدود لثورة الشعب المصرى في 30 يونيو 2013 والذي جعلها بحق ثورة عربية مثلما هي ثورة مصرية. وقال هل نسينا " بشرة خير" للمطرب الإماراتي ، ابن " خور فكان " بالشارقة محمد الجسمى والتى غناها المصريون والعرب احتفاء بالثورة و قائدها ، ووجه التحية للإمارات الشقيقة ولقادتها وعلى رأسهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، الذين كانوا بالفعل على أعلى مستوى من الشجاعة والمسئولية والوعى إزاء مصر وإزاء الأمة العربية كله. وفي مقاله بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان "مصر والإمارات " كتب فهمى عنبة رئيس التحرير ، إذا نظرنا إلي التوافق والألفة والمحبة بين الشعبين..المصري والإماراتي فلا يمكن تصديق أن كل ذلك تكون في سنوات قليلة ، وربما بدأت علاقة مصر والإمارات قبل العصر الحديث وإعلان قيام دولة الإمارات عام 1971 بآلاف السنين فإذا كانت الحفريات والآثار التي وجدت في جزيرة دلما ترجع إلي سبعة آلاف سنة فبالتأكيد كانت هناك اتصالات بين من عاشوا عليها وبين الفراعنة في وادي النيل.. وهذا هو التفسير المنطقي لتقبل أهل الإمارات للمصريين ليعيشوا بينهم.. وحب أبناء المحروسة للإماراتيين وكأن هذا الشعور انتقل مع الجينات عبر الأجيال. وأضاف أن مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسي في أبوظبي اليوم مع قادة الإمارات وحضوره قمة الطاقة التي دعاه إليها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي تأتي في اطار دفع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتوحيد الجهود لاعادة جمع شمل الأمة العربية.. وفي نفس الوقت للتعبير عن العرفان بالجميل لموقف الأشقاء الداعم لمصر دائما في وقت الشدة ولتأكيد مساندة مصر لدول الخليج العربي أمام المخاطر والتحديات التي تواجهها الي جانب دعوة رجال الأعمال والمستثمرين وحكومة الإمارات للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي يعقد في شرم الشيخ مارس القادم. ولأن الشعبين قاما ببناء العلاقات الحميمة بين البلدين قبل ان ينميها الزعماء فإن الجالية المصرية في الإمارات التي تزيد علي ربع مليون شخص يعملون في مختلف المجالات ويساهمون في النهضة التي تشهدها الإمارات ، كما أن السياح الإماراتيين هم الأكثر زيارة لمدن مصر وقت أن كانت السياحة مزدهرة. وقال للمرأة المصرية أيضا دورها المهم في تنمية مهارات العامل المصري ليصبح واجهة مشرفة في سوق العمل بالإمارات وذلك عن طريق الدورات التي تنظمها جمعية سيدات مصر في دبي منذ نشأتها عام 1990 . وحدث ولا حرج عن التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري ، كما أن استثمارات الإماراتيين أكثر من عشرة مليارات دولار وهناك العديد من المشروعات التي تم الاتفاق عليها وأخري في الطريق ، وهناك تعاون عسكري متميز ومناورات مشتركة بين الجيشين ، كما توجد علاقات ثقافية وطيدة وكذلك رياضية وفنية ولا ننسي أغاني الفنان حسين الجسمي التي أشعلت حماس المصريين. وأكد اننا لا نحتاج للأدلة علي تميز العلاقات بين البلدين.. فهل توجد دولة في العالم لها وزير يختص بشئون مصر سوي دولة الإمارات التي وكلت هذه المهمة لوزير دولة هو الدكتور سلطان الجابر ليتابع الاتفاقيات والمشروعات المشتركة والاسراع في تنفيذها.. وهل هناك موقف أروع من ان يسارع الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة بتأييد خيارات الشعب المصري بعد 30 يونيو.. وعندما توافق الإمارات علي بناء 800 مدرسة في مصر أليس هذا ردا لجميل أجيال من المدرسين المصريين الذين توافدوا علي الإمارات للمساهمة في نهصتها التعليمية.. وكذلك فعل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي عندما قام برنامجه للتعليم الذكي بتوفير التدريب للمؤسسات التعليمية المصرية. هل نحتاج إلي دليل علي حرص قادة هذه الدولة علي الوحدة الوطنية في مصر أكثر من أن يرسل الشيخ خليفة بن زايد طائرة خاصة للبابا تواضروس ليقوم بزيارة رعوية للمسيحيين المصريين العاملين في الإمارات وأن يأمر الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة بإنشاء 22 مسجدا بأسماء شهداء رفح.. كما يظل التعاون مع الأزهر الشريف بلا حدود ستظل العلاقات المصرية الإماراتية نموذجا يحتذي به.