أيام صعبة عاشها أهالي شرق الإسكندرية لمدة ثلاثة أيام متتالية، بعد أن غزت مياه الأمطار والصرف الصحي منازلهم وصعدت إلى الطابق الأول. حصار من كل جانب بدون ماء أو طعام أو حتى الذهاب للعمل أو الامتحانات، بحثًا عن مجيب ومنجد لإنقاذهم. خسائر لا تقدر بثمن تكبدها أهالي شرق الإسكندرية جراء تراكم المياه، فمنهم من تلف محله التجاري وأخر تلفت بضاعته، والأقل خسارة من ذهبت سيارته أدراج الرياح. وقالت د س، موظفة بإدارة الهيئة العامة للاستعلامات:" من أصعب المواقف التي تعرضنا لها هو عجز أم عن الذهاب إلى أولادها في المنزل بعد تراكم المياه، ووقوفهم في شرفة المنزل يصرخون ولا أحد من أهالي المنطقة يستطيع إنقاذهم". وأضافت: "لم تجد الأم سبيلا سوى سيارة مطافي كانت متواجدة أمام الشارع الغارق في مياه الصرف، وبالفعل استطاعت بمساعدتهم إنزال أطفالها". وقال م ص، صاحب محل تجاري: إن" بيوتنا اتخربت بسبب مياه الصرف والأمطار، المحال غرقت، والبضائع تلفت، كما توفي أحد جيراننا صعقا بالكهرباء بعد نزوله للشارع واصطدامه بأسلاك عارية، ومنا أيضا من كاد يسقط في إحدى بالوعات الصرف الصحي نتيجة تراكم المياه". كما لم يجد المواطنين سوي استخدام "مركب" صغير ليتمكنوا من الخروج من منازلهم، بعد أن غمرتها مياه الصرف الصحي. واتخذ الأطفال من مياه الصرف "مسبحا" بعد أداء امتحانات الفصل الدراسي الأول، إذ استبدل الأطفال ملابس الشتاء بالملابس الصيفية وارتدوا "الشورت"، والأحذية التي يكسوها المشمع حتى يتمكنوا من عبور الشارع. يأتي ذلك في ظل عجز محافظة الإسكندرية وأجهزتها التنفيذية عن إصلاح عطل بمحطة رقم 3 بمنطقة المنتزه، باعتبارها أحد المحطات الرئيسية لتصريف مياه الأمطار. وقامت هيئة الصرف الصحي ب"شفط" المياه من الشوارع الرئيسية وطريق الكورنيش، وتركت مياه الأمطار والصرف في الشوارع الجانبية لليوم الثالث على التوالي. وأصدر اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية، قرارًا بقطع مياه الشرب عن شرق المحافظة لمدة 12 ساعة، لحين عودة المياه بشكل تدريجي بدءًا من اليوم وشفط المياه من الشوارع الجانبية.