نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا فندت فيه أحداث العام الماضي للعالم، وركزت على الإيجابيات التي شهدها 2014، كما تكهنت ببعض الأحداث التي قد يشهدها العالم في 2015. وقالت المجلة في تقريرها إن "العام الماضي كان سيئا بالنسبة للمجتمع الدولي، لكنه شهد أحداث جيدة على مدى العام، فكولومبيا تبحث عن السلام، والمفاوضات بين الدولي الغربي الكبرى وإيران شهدت نجاحا ملحوظا، وتونس استقرت أخيرا بعد انتخابات ديموقراطية نزيهة، وقوات التحالف بقيادة واشنطن أنهت مهمتها القتالية رسميا بعد أكثر من 13 عاما مع بقاء 13 ألف جندي أجنبي في أفغانستان، بموجب مهمة جديدة تستمر عامين لتدريب القوات الأفغانية، فضلا عن استعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا قطيعة دامت أكثر من نصف قرن. وأوضحت المجلة أن كل ذلك جيدا وإيجابيا، لكنها تعد بطيئة للغاية فمعظم هذه القرارات جاء بعد جهد ومفاوضات. وعن العالم العربي، أوضحت المجلة أن سوريا والعراق وغزة دُمروا بالكامل إثر الحروب، بينما تنزلق اليمن وليبيا ومصر تجاه الحرب الأهلية. وأشارت الصحيفة إلى استمرارية الصراع بين إيران والسعودية الذي بناء عليه يتم تحديد تحدد ملامح العنف بين السنة والشيعة عبر الشرق الأوسط، فالسعودية هي أكبر قوى سنية في العالم العربي، ومع ذلك انقسم السنة العام الماضي فأصبحت قطر وتركيا في جهة، والإمارات والسعودية في الجهة الأخرى، وظهر هذا الخلاف جليا في أزمة مصر. أما عن أفريقيا، فاجتاح الفيروس المدمر "إيبولا" الكونغو وغرب أفريقيا، إضافة إلى "جماعة بوكو حرام" في نيجيريا، بينما لم تشهد السودان أي انخفاض في معدل العنف. وتابعت المجلة أن العلاقة بين روسيا والغرب ليست معادلة صفرية، فعلى كلا الطرفين العمل بشأن التهديد الإرهابي من قبل الجهاديين الغربين، وتري الصحيفة أن موسكووواشنطن قد ازدادت حالة العداء بينهما العام الماضي، لا سيما بعد أزمة شبه جزيرة القرم. وعن الصين، قالت المجلة إنها ما زالت على علاقات متوترة بجيرانها يمكن أن تؤدي إلى أزمة في شرق أو جنوبالصين. واستطردت المجلة أن "التنافس بين القوى الإقليمية الكبرى ليس جديدا، بطبيعة الحال، لكن العداء بين الدول الكبرى قد ينتج عنه إحباط لجهود مجلس الأمن، مثلما شهدنا في الأزمة السورية، والقضية الأوكرانية، فالتنافس بين القوى الإقليمية التي تتخذ شكل الندية في العلاقات قد يؤدي إلى الحروب الأهلية أو اتخاذ قرارات أكثر تعقيدا". ولفت إلى أن هناك تجارب لدول تسعي نحو الاستقرار السياسي والديموقراطية وتحاول جاهدة أن تتحرر من الحكم الاستبدادي مثل الكونغو وليبيا واليمن وأفغانستان، لكن التناحر على الموارد والمناصب في السلطة يجعلها تتخذ طريقا أخرا وهو تجديد الصراعات وانتهاء تجربتها بالفشل الذريع. وذكرت المجلة أن الدول الضعيفة والفقيرة تعد تربة خصبة لنمو التنظيمات المسلحة وخاصة المتطرفة فكريا، مثل سوريا التي أصبحت ملاذا آمنا للإرهابين، وليبيا وشمال نيجيريا والعراق واليمن. واستكملت أن العام الماضي شهد تطورا ملحوظا للجماعات الجهادية التي لا تزال خطرا متزايدا على المجتمع الدولي، فتنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش"، وتنظيم "أنصار بيت المقدس" التابع له في مصر، إضافة إلى تنظيم "بوكوحرام" في نيجيريا، وحركة الشباب الإسلامية في الصومال، كل هؤلاء يعدون خطرا كبيرا ويهددوا استقرار الحكومات عن طريق نشر الفكر المتطرف الذي يهدم العملية السياسية، فالجماعات الجهادية تستخدم تكتيكات إرهابية مروعة، وممارسات شنيعة من أجل السيطرة على مساحات شاسعة من الاراضي، وكثيرا ما تستخدم هذه الجماعات الإرهابية الأساليب الوحشية التي تمزجها مع بعض من التوعية الاجتماعية أو السياسية، خاصة في القضايا التي تخص الأمن والعدالة.