ما إن سمع المغاربة نبأ إعلان رؤية هلال شهر شوال، وأن غدا الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك، حتى انهمك الكثيرون منهم في شراء ملابس جديدة لأطفالهم وإعداد حلوى العيد، فضلا عن تبادل التهاني . وتحرص النساء المغربيات، كما هو الحال في سائر بلدان العالم الإسلامي، على إعداد حلويات تقليدية خاصة للاحتفال بهذه المناسبة الدينية. وتعد الحلويات المغربية، التي تتنوع أشكال وطرق إعدادها باختلاف مدن ومناطق البلاد، إلى جانب الشاي المغربي المميز، وجبة الإفطار الأولى التي تتناولها الأسر المغربية مباشرة بعد الانتهاء من أداء صلاة العيد. الاستعداد لعيد الفطر يبدأ في المغرب مع انقضاء ليلة السابع والعشرين من رمضان بكل ما يرافقها من أجواء روحانية، سواء عبر المبادرة إلى إخراج زكاة الفطر، أو شراء الملابس للأطفال، فيما يعج مطبخ كل بيت بالتحضيرات لصناعة كعك العيد وحلويات أخرى تزين بها النسوة موائد الأسرة في أول فطور لها بعد انقضاء شهر رمضان . وأغلب الحلويات المغربية، التي تصنع في أيام عيد الفطر وغيره من المناسبات والاحتفالات الدينية، هي ذات أصول أندلسية أصيلة استقدمها معهم المهاجرون الأندلسيون الذين حلوا بالمغرب بعد انهيار الحكم الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) وهو ما ميز الحلويات المغربية عما سواها من الحلويات والأطباق التي يعرف بها الشرق العربي واشتهر المطبخ الأندلسي والمغربي بالطعم الخاص لأطباقه وبأشكال ميزت حياة الترف التي كان يعيشها الأندلسيون وتذوقهم للجمال والفنون، ومن أشهر تلك الحلويات “,”كعب الغزال“,” وال“,”غُريبة “,” . ومع وداع آخر يوم من شهر رمضان اليوم الخميس تضع المغربيات اللمسات الأخيرة على الأطباق والحلويات اللاتي يحضرنها. وفي ليلة العيد يتفحص الأطفال ملابسهم التي سيرتدونها صبيحة العيد، ومع مغيب شمس آخر أيام رمضان تتبادل العائلات المغربية التهنئة بالعيد، فيما يسافر المغتربون لقضاء العيد مع أسرهم في مدنهم.