لم تكن سيدة عادية بل كانت كوكب يتغنى به العالم أجمع قبل العرب.. صوت رنان عذب يدخل القلوب، تحولت من مطربة إلى سفيرة لمصر في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، تجمع التبرعات للشد من أزر القوات المسلحة في وقت عانت فيه مصر من ويلات الاستعمار ومحاولات التحرر من التبعية. في ذكرى مولدها (31 ديسمبر) انتقلت "البوابة نيوز"، إلى قرية طماي الزهايرة التابعة لمركز السنبلاوين، والتي نشأت فيها كوكب الشرق "أم كلثوم"، وتبعد عن عاصمة محافظة الدقهلية أكثر من 30 كيلو، قرية يعيش أهلها حياة بسيطة لا تجد فيها حياة تليق بأهل أم كلثوم أو حتى متحف يضم تراث "كوكب الشرق" التي تغنى العالم باسمها لنجد أن أهل القرية لا يعرفون شيء عنها، ومنزلها أصبح "حظيرة لتربية الفراخ" يقطنه" عدلي سمير خالد إبراهيم" (40 سنة)، نجل شقيقها "خالد". المؤسف أن القرية لا يوجد بها أي أثر لسيدة الغناء العربي سوى تمثالا بمدخل مدينة السنبلاوين، أما القرية "مسقط رأسها" فتخلو من أي معلم يدل على أن تلك القرية هي مسقط رأس "كوكب الشرق"، ومؤخرا افتتح عدد من شباب القرية مقهي يحمل اسمها "كوفي شوب أم كلثوم". التقت "البوابة نيوز"، بنجل شقيها، المقيم بمنزلها، والذي يعد الوحيد المتبقي من عائلة الراحلة بالقرية، والذي اضطر للعمل "نقاش". يقول "عدلي" إن عمته ضربت مثلا للفلاحة المصرية، كما كان لها دور بارز في المجهود الحربي إلا إن الإعلام لا يذكر ذلك وهناك تجاهل واضح من قبل الدولة للفنانة الراحلة، كما أن مسقط رأسها لا يشهد أي نوع من أنواع التنمية أو الخدمات، ففي الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل اسمها على أحد الشوارع تجاهلهتا القيادة المصرية منذ السبعينيات، بحسب قوله. وأضاف أن أم كلثوم كانت لا تترد على القرية باستمرار نظرًا لكثرة ارتباطاتها إلا أنه التقى بها بمنزل العائلة وكان يبلغ من العمر 5 سنوات، وعقب وفاتها انتهت ذكراها ولم يفكر أحد في الاهتمام بمنزلها وتحويله إلى متحف أو إنشاء أي أثر لتخليد ذكراها. وأشار إلى أن هناك العديد من الشخصيات العربية والأجنبية يزورن القرية ويهتمون بذكراها، في ظل صمت من قبل المصريين. وقال إن الراحلة كانت متزوجة من طبيب أمراض جلدية يدعى "محمد حسن الحفناوي"، وليس كما كان يردد الإعلام أنها لم تتزوج ولكنها لم تنجب قائلا "زوجها وشقيقتها أخذوا ميراثها". وأضاف أن والده أخبره أن أم كلثوم لم تمت ميتة طبيعية، وهناك شبهة جنائية وراء وفاتها، لأن خبر وفاتها نُشر قبل وفاتها بثلاثة أيام، بحسب قوله. أما عن أهالي القرية، فهم لا يعلمون شيئا عن "كوكب الشرق"، حيث قالت "مروة"، طالبة بالمرحلة الثانوية، إنها لا تعلم عن الراحلة سوى أغانيها وأشهرها أغنية "أمل حياتي". ولفتت "فاطمة"، البالغة من العمر 75 عامًا، قالت إنها لم تراها في الحقيقة ولم تعلم عنها شيئا سوى أغانيها التي تذاع بالتلفاز والراديو. فيما طالب عدد من أهالي القرية بإنشاء مصنع لتشغيل الشباب يحمل اسم الراحلة كنوع من الاهتمام بالقرية وتنميتها، خاصة أن القرية تشهد نسبة كبيرة من البطالة، كما طالب آخرون بالاهتمام بمنزلها وتحويله لمتحف.