علَّق عدد من الباحثين والخبراء في الإسلام السياسي على مبادرة حزب “,”النور“,”، الذراع السياسية للدعوة السلفية التي أطلقها خلال مؤتمر صحفي أمس، للحوار بين أبناء الوطن الواحد لإنهاء حالة الصراع والاستقطاب التي يشهدها الشارع المصري. الباحث الإسلامي في الشأن الإخواني سامح عيد، قال ل“,”البوابة نيوز“,” إنه يعتبر أن الخلاف داخل السلفيين في التعاطي مع الأحداث حقيقي، ونتاج ذلك انقسام حزب النور. واعتبر عيد أن المبادرة حقيقية، وأنها جاءت بناء على فقه المصالح الذي يدرسه السلفيون، والذي يؤدي بهم إلى المرونة في بعض الأحيان، في الوقت الذي بدأ فيه السلفيون، بحسب الممارسة السياسية، تزداد خبرتهم. وأكد عيد أن الخطوة حقيقية للإصلاح بالفعل، وإن كان لم يستبعد وجود تنسيق مع جماعة الإخوان في ذلك. وقال الباحث أحمد بان، مدير مركز النيل للدراسات السياسية، إن المبادرة هي محاولة لإنقاذ نظام مرسي، وأنهم مدفوعون من قبل خيرت الشاطر الذي أنشأ الهيئة العامة للحقوق والإصلاح، لتكون أداة لتنسيق المواقف السلفية في صالح جماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة. وقال إن الجماعة شعرت بعدم تجاوب جبهة الإنقاذ مع مبادرات الرئيس للحوار، وأنه أصبح معزولاً، فكان من الطبيعي فتح طريق جانبي، ومسار آخر لحل المشكلة، مؤكدًا أن شخصيات حزب النور ليست مسيسة بشكل كافٍ، وأنها لم تتعود من قبل على طرح مبادرات أو حلول، بل هي معتادة على الوصاية، والفترة الفائتة التي حدث فيها الانشقاق داخل حزب النور دللت على أن الإخوان لهم دور كبير داخل السلفيين، بعدما رأوا اصطفاف القوى المدنية، وجاء حزب الوطن للخروج من الوصاية. علي عبدالعال، الباحث المتخصص في الشأن السلفي، علَّق على قبول عدد كبير من المعارضة والقوى الثورية لمبادرة حزب “,”النور“,”، وقال إنها المبادرة الوحيدة التي لاقت استجابة من المعارضة، ومنها عمرو موسى، وحزب الوفد، والمصريين الأحرار، في وقت ظهر فيه العنف بقوة، وأصبحت الأحداث غطاء للعنف المتبادل داخل مصر. وأضاف بقوله إن من يعتبرون أن مبادرة حزب النور لتربيطات انتخابية لابد أن يعرفوا أن الكتاتني وافق على المبادرة، وأن بعض الإخوان رفضوها ورفضوا شرطين منها تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وإقالة النائب العام، والحزب السلفي كبير وله تأثير على الطرفين، لوجود عدد كبير منه في مجلس الشورى، وجماهير عريضة في الشارع، وهو لا يقصد الانتخابات بل هو تطور كبير في أدائه السياسي. ولم يستبعد عبدالعال وجود تنسيق مع جماعة الإخوان في إطلاق تلك المبادرة، التي يتوقع لها النجاح. من جهة أخرى قال القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي، إنه لا يمانع في المبادرة طالما ستؤدي للمصالحة الوطنية، وتلتزم بأهداف الثورة، ولكنه أكد أن حزب النور والإخوان لهما أخطاء فادحة، وأنه لا يستبعد تنسيقهما في تلك المبادرة للخروج من المأزق الذي وضعا فيه الدولة. أما القيادي الشيعي محمد الدريني، فقال إنه يقرأ المبادرة في إطار توزيع الأدوار بين الإخوان والسلفيين، الذين يتحالفون معًا في إطار السيطرة على الدولة بالكامل، مشيرًا إلى أن المبادرة جاءت في إطار تربيطاتهم وأجندتهم الخاصة.