قال مسؤولون مصرفيون، إن البنوك العاملة في مصر، شهدت زيادة في عمليات سحب الأموال على مدار الأيام القليلة الماضية، لإقبال المتعاملين على توفير السيولة اللازمة، للوفاء بالتزامات عيد الفطر، فيما نفوا علاقة هذه الزيادة بدعوات سياسية لسحب المدخرات من البنوك لمواجهة ما وصفوه ب “,” الانقلاب العسكري“,” على الشرعية . وقال محمد بركات، رئيس اتحاد المصارف العربية ورئيس مجلس إدارة بنك مصر، أحد أكبر البنوك الحكومية، إن ازدحام البنوك بالعملاء وزيادة معدلات السحب يرجع لرغبة المتعاملين في الحصول على السيولة المناسبة لتوفير ما يلزم من سلع استعدادا للعيد . وأضاف بركات، أن هذه الأيام تشهد كذلك صرف المعاشات، فضلا عن إقبال المواطنين على الحصول على فئات البنكنوت الصغيرة المستخدمة في التهاني بالعيد . وقال:“,” لا توجد سحوبات مسيّسة، أو بناء على دعوات سياسية .. كل ما يقال بشأن ذلك محض شائعات لا أساس لها من الصحة “,”. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولت دعوات تطالب المودعين بسحب أموالهم من البنوك كوسيلة لمواجهة ما وصفوه ب“,”الانقلاب العسكري“,” على الشرعية، أو بدعوى أن مصر مقبلة على إفلاس اقتصادي على خلفية توسع الحكومة الكبير في الاقتراض من القطاع المصرفي لسد عجز الموازنة العامة . وقال رئيس بنك مصر:“,” الودائع في البنوك تتزايد بشكل مستمر.. وضع القطاع المصرفي مستقر ولا يعاني أية مشكلات “,”. ووفقا لبيانات حديثة صادرة عن البنك المركزي المصري، فقد ارتفعت قيمة الودائع في البنوك إلى تريليون و159.7 مليار جنيه في نهاية شهر مايو 2013 ، مقارنة بنحو تريليون و147.8 مليار جنيه في نهاية شهر أبريل الماضي بزيادة 11.9 مليار جنيه . وقال عبد الحميد أبو موسى، محافظ بنك فيصل الإسلامي:“,” الأوضاع مستقرة والسحوبات عادية بالمقارنة بالفترات المناظرة في السنوات الماضية “,”. وأضاف أبو موسى في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء :“,” من المعتاد أن تزيد السحوبات قبيل الأعياد وهذا أمر لا يمثل مشكلة بالنسبة للبنوك “,”. وقال إن أحد أسباب الزحام الذى شهدته البنوك بداية من الأسبوع الحالي، هو إقدام بعض الشركات على صرف مكافآت وحوافز لموظفيها قبل العيد، إضافة إلى أن وقت تقديم الخدمات المصرفية تم تقليصه في رمضان، وهو ما يدفع المتعاملين للتواجد في وقت واحد للحصول على الخدمات المصرفية . وحدّد البنك المركزي المصري مواعيد عمل البنوك بالنسبة للجمهور خلال شهر رمضان لتبدأ من التاسعة والنصف صباحا وحتى الواحدة والنصف بعد الظهر . وقال محافظ بنك فيصل الإسلامي، إن القطاع المصرفي المصري قوى، وحجم السيولة الموجود في البنوك يعطى مؤشرا جيدا على إمكانية استغلالها في تنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة فور حدوث استقرار سياسي واقتصادي للبلاد . وحسب مسؤولين مصرفيين، أجرت البنوك على مدار الأيام الماضية عمليات صيانة لأداء ماكينات الصرف الآلي ( ATM ) ووضعت خطة لتغذية كافة الماكينات لضمان تلبية كافة الخدمات للعملاء خلال عطلة عيد الفطر . وقال خالد شاكر، المدير العام بالبنك المصري الخليجي، إن السحب من ماكينات الصرف الآلي ارتفع خلال الأسبوع الحالي لاحتياج العملاء للسيولة لشراء احتياجات العيد . وقرر البنك المركزي المصري تعطيل العمل بكافة البنوك من غدا الخميس وحتى الأحد المقبل، على أن يتم استئناف العمل بالبنوك صباح الاثنين الموافق 12 أغسطس 2013 . وقال حازم حجازي، مدير عام الفروع بالبنك الأهلي المصري أحد أكبر البنوك الحكومية :“,” هناك نظام مراقبة يتابع حركة السحب من الماكينات لضمان سرعة التحرك عند حدوث أي عطل فنى “,”. وأضاف حجازي:“,” اتخذنا كافة الاحتياطات لضمان استمرار عمل ال ATM لتلبية احتياجات العملاء من السحب والايداع طوال فترة العيد “,”. وقال عبد الحميد سليمان، رئيس قطاع الحاسب الآلي في بنك مصر إيران للتنمية، إن ماكينات الصرف الآلي الموجودة في المراكز التجارية وتجمعات التسوق، تشهد إقبالا كبيرا على السحب، في أيام العطلة، مقارنة بنظيرتها الكائنة أمام فروع البنوك والمؤسسات الحكومية . الأناضول