الفيل كان على علاقة بنملة، ثم لما ملَّ منها قرر أن يقطع علاقته بها فصارحها، قالت له :"حرام عليك تسيبني ارحمني وارحم الفيل اللي في بطني"! وبما أن الفيل أصبح متورطا مع النملة بالجنين اللي في بطنها إذن فما الحل؟! ربما تقول: الحل أن يكون الفيل شجاعا ويقرر أن يتزوج النملة ولا يخشى عاقبة ما يعلنه على أهله وعشيرته من "معشر الفيلة"، لو لاموه أو أنبوه أو داسوه حتى بخفافهم – جمع خف- أو أرجلهم الثقيلة فهو أيضا فيل ويتحمل كل ذلك من أجل أن يكون رجلا بجد، قصدي" فيلا بجد" أما نفسه وأمام حبيبته الفيلة و أمام ابنه اللي ممن يضيع مستقبله لو تخلى عنه وهو لا يزال جنينا في بطن أمه ربما تقول: يعني النملة "بنت الذين" وهي اللي تستاهل مين قال لها تروح تعمل علاقة مع فيل ويوجد في معشر النمل الكثير ممن يقدر يعمل عملته وتخلف نملة ولا من شاف ولا من دري فتستاهل ما جرى لها وما سوف يجري لها سيما لو بطنها كبرت جدا بسبب الجنين الكبير بطبعه طبعا وانفضح أمرها. وربما تقول: يعني الفيل يدهس النملة بطرف أصبع رجله الصغير، وينهي مشكلة النملة ومشكلة ما في بطنها وتنتهي الحكاية لكن... الفيل له قلب ويشعر ويحس - مش زي ناس- ولا تسمح له عواطفه الجياشة و لا أريحيته أن يميت من كانت ذات يوم حبيبة قلبه وأم ولده في المستقبل، فقرر أن يكون رجلا بجد ويتحدى الدنيا كلها ويتزوج النملة و"اللي يكون يكون". طبعا انسجمتم مع الحكاية الخيالية ومسكتم الأنفاس، إذن تعالوا نترك الخيال وندخل على الجد بعض الشيء. النكتة السابقة هي ترجمة لعلاقة الرئاسة بالمعارضة لا تسألني من الفيل ومن النملة؟ فالمهم أن النملة حامل من الفيل واللي في بطنها فيل منه. وهذه هي الحقيقة المرة التي نعيشها الآن.. المعارضة تورطت في العلاقة باعتبار من يحسبها هي النملة، والفيل أيضا متورط باعتبار أنه هو المؤسسة الرئاسية التي لها صبغة الشرعية. الذين ينظرون إلى أن الرئاسة هي التي تورطت في القضية الحالية في أزمة الإعلان الدستوري والدستور الجديد، وورطتها كبيرة كورطة الفيل نفسه بين بني أهله من" الفيلة" ومن هنا فعلى الفيل قصدي مؤسسة الرئاسة أمامها المواجهة مع النفس ومع مجتمع الفيلة وقبلها مجتمع النمل، وتصليح الغلطة باعلان الزواج بشجاعة أو الانسحاب وتحمل ما ستصير إليه الأمور والذين ينظرون إلى أن النملة هي السبب أي أن المعارضة هي السبب وأنها فرطت في شرفها وشرف أمة النمل" كلها وعليها أن تتحمل ثمن هذه اللحظة التي فقدت فيها عقلها وانساقت وراء عواطفها، وعليها أن تخلص نفسها من الورطة بما تراه مناسبا بحيث تحفظ "شرف العيلة"، قصدي"عيلة النمل" . كيف يخرج الفيل من تلك الورطة؟ وكيف تخرج النملة قبله من تلك الورطة؟ الرأي عندي أن يقوم عقلاء من معشر الفيلة وعقلاء من معشر النمل، ويجلسوا في مكان هادئ من الغابة المشتعلة نارا الآن ( قصدي مصر) ويطرحوا المشكلة بشفافية وبدون مواربة، ثم يستمع الجميع للجميع وتؤخذ كل الآراء والاقتراحات من الطرفين ثم تستقر الجلسة في النهاية على رأي يتمثل في الموافقة على الزواج الرسمي واعتبار ما في بطن الفيلة ابنا شرعيا للفيل وليغض الجميع الطرف عن السؤال التقليدي من المخطيء؟ ومن الجاني ؟ لأنهم لو تمسكوا بهذا السؤال فلن يجدوا إجابة واضحة ولا حلا للمعضلة.. يا عقلاء مصر اعملوها وتصالحوا من أجل الوطن واطرحوا سؤال:" من الجاني " جانبا. [email protected]