لابد أن تسأل نفسك عندما ترى الصورة شديدة الوضوح ثم تجد كثيراً من الناس تتصرف كأنهم يرون شيئاً مختلفاً تماماً , فهل لم تستطع الناس أن تر وضوح الصورة ام انهم يرونها ولكن لسبب ما اختاروا ان يغضوا البصر عن الحق. بالطبع قد يصاب الناس بالعمى المؤقت لهذه الأسباب إما بجهل أو خشيه و خوف أوتضارب فى المصلحة. فإذا قلنا أن هناك ثورة وأن الثورة قامت على حكم ظالم فاسد الى النخاع . وإذا كان الفساد بيًن من فساد مالى وإدارى واخلاقى . ثم تكون اليد العليا فى حكم بعد الثورة لنفس النظام السابق الفاسد!!!! فقد ختمت مقالى السابق بهذه الفقرة : ولا أخفى حيرتي وتعجبي من عدم تصد أحد في هذه الأمة لهذا الأمر !! أين شرفاء هذه الأمة ! لايمكن أن يكون هؤلاء هم قادتنا وزعماءنا ، هؤلاء الذين من أهم مبادئهم التوافقات والموآمات والتنازلات ، هؤلاء الذين أبو أن يكونوا عبيداً لله محتكمين لشرعه ورضوا أن يكونوا عبيداً للمجلس العسكرى والمحكمة الدستوريه محتكمين لشرعتها الضالة. ولايخفى على احد أن المحكمة الدستورية والمجلس العسكرى هما النظام السابق ولاشك ان ما لهم من قوة الأن مازالت تفوق اى قوة أخرى فيكفى انهم دون غيرهم لهم القدرة على حل البرلمان (السلطة التشرعية المستقلة بذاتها المنتخبة) واستبعاد وفرض مرشحين للرئاسة بمنتهى الفجر واستمرار السيطرة على السلطة التنفيذية وأخيراً السيطرة على الوزارات السيادية فى السلطة التنفيذية فى اول حكومة برضى او بعدم رضى من رئيس الجمهورية المنتخب وأن اول من يتم تعينة فى فريق الرئاسة هو رجلهم كأول مستشار لرئيس الجمهورية بحجة الإستفادة من خبرته الطويلة والعميقة فى الإقتصاد. وعند هذا الحد يجب أن يكون لنا وقفة في محاولة منا لضبط وفهم الأمور بشكل منطقى إن استطعنا ونسأل بعض الأسأله : بلغت ديون مصر عام 1981 لحظة استلام مبارك الحكم : 15 مليار جنيه ( حوالي 21 مليار دولار في ذلك الوقت). وديون مصر الآن بعد 30 سنة من حكم مبارك : الديون الداخلية : 888 مليار جنيه الديون الخارجية : 200 مليار جنيه الإجمالي : 1088 مليار جنيه. علما بأن هناك حوالي 20 مليار جنيه شطبت عام 1991 . وكان الجنزورى · مدير معهد التخطيط 1977 · وزير التخطيط 1982 · وزير التخطيط والتعاون الدولي يونيو 1984 · نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي أغسطس 1986 · نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط نوفمبر 1987 · رئيس مجلس الوزراء يناير 1996 - أكتوبر 1999 اى أن الجنزورى كان المسؤل الأول عن هذه الأرقام التى لاتدل إلا عن فشل. هل هذه هى الكفاءة والخبرة التى يرجوها السيد رئيس الحمهورية ! ولا نتكلم هنا عن الفساد وعن صحة هذه الأرقام من واقع السجلات الرسمية, فلايوجد عندى أدنى شك أن الصورة ستكون اسوء بكثير إذا اضفنا ما تم نهبه وسلبه فى خلال هذه الفترة. والسؤال الأن ما هو المبرر واللغز فى استمرار هذا الرجل؟؟؟؟ فهذه ليست بداية الأحداث ولكن البداية هى ماسلطت الضوء عليه فى المقالات السابقة والتى اعتبرتها اجراس ونواقيس كنت أظن أنها شرارة لثورة على أستمرار النظام السابق ومجلسه العسكرى وسلطاته القضائية والتشريعية والتنفيذية. فلقد حاولت أن أجد لنفسى مبرر لتأيبد الرئيس المنتخب وكنت اتمنى ذلك يكفى أنه حامل لكتاب الله, او على الأقل التفاؤل بأننا على المسار الصحيح ولكنى وجدت كثير من العقبات والتسأولات التى حالت بينى وبين ذلك وهى : 1. لماذا صمت على إستبعاد مرشحين بغير وجه حق كما بيننا 2. لماذا صمت على فرض مرشحين من النظام السابق الفاسد وإلغاء تشريع من السلطة التشريعية المنتخبة 3. لماذا إستمر فى سباق الإنتخابات وإعطاء الشرعية للمجلس العسكرى والمحكمة الدستورية ولجنة الإنتخابات 4. كيف أعلن فائز فى الإنتخابات مع أن المجلس العسكرى والمحكمة الدستورية ولجنة الإنتخابات كانوا يدعمون مرشحهم شفيق بكل قوة 5. لماذا قبل أن يحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية مخالفاً للمبادئ الشرعية والدستورية لأنها سلطة غير منتخبة ولاتمثل الشعب 6. لماذا لم يدافع عن قراره بعود مجلس الشعب المنحل 7. لماذا تنازل عن الجزء الأكبر من سلطاته والاعتراف بالإعلان الدستورى المكمل 8. لماذا تنازل عن كل سلطاته السيادية فى الحكومة لصالح النظام السايق الفاسد (المجلس العسكرى) وأكتفى بالجزء الخدمى من الحكومة فلاشك أن كم التنازلات كبير وغير مبرر. فإن كل من حاولوا أن يبرروا هذا النهج على أنها السياسه والدهاء نسوا أن الله سبحانه وتعالى قد حذر نبيه صلى الله عليه وسلم من هذا النهج فى أول الدعوة من المداهنه فى قوله "قوله تعالى : "ودوا لو تدهن فيدهنون" وقد قال الفراء والكلبي : لو تلين فيلينون لك . والادهان : التليين لمن لا ينبغي له التليين ; قاله الفراء . وقال مجاهد : المعنى ودوا لو ركنت إليهم وتركت الحق فيمالئونك . وقال الربيع بن أنس : ودوا لو تكذب فيكذبون . وقال قتادة : ودوا لو تذهب عن هذا الأمر فيذهبون معك . الحسن : ودوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم . وعنه أيضا : ودوا لو ترفض بعض أمرك فيرفضون بعض أمرهم . زيد بن أسلم : لو تنافق وترائي فينافقون ويراءون . وقيل : ودوا لو تضعف فيضعفون ; قاله أبو جعفر . وقيل : ودوا لو تداهن في دينك فيداهنون في أديانهم ; قاله القتبي . وعنه : طلبوا منه أن يعبد آلهتهم مدة ويعبدوا إلهه مدة . فهذه اثنا عشر قولا . ابن العربي : ذكر المفسرون فيها نحو عشرة أقوال كلها دعاوى على اللغة والمعنى . أمثلها قولهم : ودوا لو تكذب فيكذبون ، ودوا لو تكفر فيكفرون . " وفى مواضع أخرى قوله تعالى فَ0سْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا۟ ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿112﴾ وَلَا تَرْكَنُوٓا۟ إِلَى 0لَّذِينَ ظَلَمُوا۟ فَتَمَسَّكُمُ 0لنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ 0للَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وقوله تعالى يَوْمَ نَدْعُوا۟ كُلَّ أُنَاسٍۭ بِإِمَٰمِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِىَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَٰبَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿71﴾ وَمَن كَانَ فِى هَٰذِهِۦٓ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِى 0لَْٔاخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿72﴾ وَإِن كَادُوا۟ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ 0لَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِىَ عَلَيْنَا غَيْرَهُۥ ۖ وَإِذًا لَّ0تَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿73﴾ وَلَوْلَآ أَن ثَبَّتْنَٰكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَئًْا قَلِيلًا ﴿74﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَٰكَ ضِعْفَ 0لْحَيَوٰةِ وَضِعْفَ 0لْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا والشاهد أن المداهنه والإرتكان للمخالفين فى الأصول ليس من السياسة النبوية وبالأخص فى البدايات وهو مايقع على مانحن فيه. اعلم أن كثير ممن يطوقون الى التغير السريع سيرتكنون الى انصاف الحلول وسيقولون خطوه و سيخالفونى ولكنى أخشى ان نكون منمن قال الله عليهم "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِ0لْأَخْسَرِينَ أَعْمَٰلًا ﴿103﴾ 0لَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى 0لْحَيَوٰةِ 0لدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا" واحب ان نكون ممن قال الله عنهم " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿القصص: 77﴾” او كما قال "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿الأعراف: 169﴾"