لقد تعود المواطن فى جزء كبير من حياته أو على الأقل قى ظل نظام الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" أن يخاف الاقتراب من المرور بجوار حراس الرئيس،وربما اكتسب الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر" شعبية كبيرة لأنه كان يصافح الجماهير وهو فى موكبه داخل وخارج مصر،وهناك بعض الأمور التى تجعل الحارس الشخصى للرئيس يضع يده على قلبه من بعض تصرفات الرئيس العفوية الذى يريد أن يتقرب إلى الشعب فنرى الرئيس وقد تخلى عن كل التقاليد المعروفة وخالف خطة الحراسة،وإن كان هذا مقبولا لدى الجماهير فهو غاية فى التعب والإرهاق لدى أفراد الحراسة الخاصة الذين إن حدث مكروها للرئيس فهم أول من توجه لهم أصابع الاتهام فى ظل أجواء مشحونة،ولا شك أن الحراسة المكلفة بتأمين موكب الرئيس ربما تجد نفسها لأول مرة تتعامل مع رئيس دولة بتلك البساطة وهو يريد أن يخفف العبئ عنهم لكنه يرهقهم حيث أراد أن يريحهم،وبخاصة فى موضوع الصلاة لأن الرئيس "مرسى" تعود على أداء صلاة الفجر حيث يبدأ يومه بالصلاة ثم بأذكار الصباح ثم بورد الرابطة الذى سيكون هو الوحيد الذى يربطة بجماعة الإخوان المسلمين،وأظن هذا من حقه ويكفيه أن استقال من الجماعة والحزب،اللهم إلا إذا تم وضع إعلان دستورى مكمل يقول أنه فى حالة تلبس الرئيس بأنه يقول ورد الرابطة فيكون بذلك قد خلا منصب الرئيس،ولنا أن نتخيل الرئيس "مرسى" وقد حان موعد صلاة المغرب وقبيل الصلاة نادى على من معه فى القصر وبدأ فى أذكار المساء،وتلك الأذكار ليست فقط لجماعة الإخوان المسلمين..بل هى لكل المسلمين،لكن الذى يميز الجماعة هو الاستمرار فى عمل الشئ تحت أى ظرف فلو تخيلنا أنه جمعهم وبدأوا فى تلك الأذكار ودعاء الرابطة الذى نصه كالتالى: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب اللهم هذا اقبال ليلك وادبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي اللهم انك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك وتعاهدت على نصرة شريعتك فوثق اللهم رابطتها وأدم ودها واهدها سبلها واملأها بنورك الذي لا يخبو واشرح صدورها بفيض الايمان بك وجميل التوكل عليك وأحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة في سبيلك انك نعم المولى ونعم النصير اللهم آمين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم" الحقيقة جلست أتخيل هذا المشهد الفريد من نوعه حيث يجلس الرئيس ومعه الحرس فى حلقة ربانية وهم يرددون دعاء الرابطة،لكن ستظل مشكلة تواجه الرئيس حينما يأتيه قائد الحرس ليسأل الرئيس هذا السؤال المفاجئ كيف أنضم لجماعة الإخوان المسلمين لأن قائد الحرس ومن معه ربما لا يهتمون بدعاء الرابطة..لكنهم بعد أن يرددوه أكثر من مرة ويعجبهم كلماته المنتقاة بعناية ربما يسألون عن كيقية الدخول فى الجماعة،والرئيس هنا سيكون أمام إشكالية سياسية فهو يعلم أن مشكلته الوحيدة فى الرئاسة أنه كان إخوانيا بل كان أحد قيادات الإخوان البارزين والإشكالية التى ستواجهه هل سيرسله إلى المسئول الإدارى فى محافظته أم سيقول له أنا لست فى جماعة الإخوان وهذا أمر لا يخصنى،وأمر كهذا لم ولن يخفى على الإعلام الذى سيخرج علينا فى اليوم التالى بمانشيت عريض: "قائد الحرس الجمهورى ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين"،"الرئيس مرسى يستخدم قصر الرئاسة فى الترويج لجماعته"،"السفير الأمريكى يستفسر عن صحة الأخبار المتعلقة بقائد الحرس"،"توفيق عكاشة : أنا مش قلت لكم إن رئيس المخابرات من الإخوان ومراته متنقبة" والحقيقة أنا شغوف بأن أسأل هذا السؤال هل سيظل الرئيس "مرسى" مواظبا على ورد الرابطة حيث أنى أرى من وجهة نظرى الضعيفة أن الرئيس "مرسى" وصل إلى تلك المكانة بمثل هذا الدعاء البسيط والذكى فى نفس الوقت فمن يتأمل كلمات "ورد الرابطة" يراه وردا سياسيا مطعما بصبغة دينية،والدعاء به تذكير للحاكم بقضية نزع أو انتزاع الملك من صاحبه،وكلمة الملك أشمل من الحكم وأعم،وكم أتمنى لو أن الرئيس "مرسسى" لا تنسيه مشاغل الحكم عن هذا الورد بالذات الذى سيكون همزة الوصل بينه وبين المرشد العام للإخوان المسلمين وحتى أحدث شبل انضم لهم،فضلا عن أن هذا الدعاء سيكون بمثابة التذكير للرئيس بأن الذى أتاه الملك قادر على أن ينزعه،,انا أتوجه بسؤالى إلى حملة الدكتور "مرسى" إذا كانت لها علاقة به الآن كم مرة منذ إعلانه رئيسا للجمهورية لم يقل فيها ورد الرابطة الذى هو الحارس الحقيقى له..لكن لا أستيع أن أنهى هذا الموضوع قبل أن أقول للرئيس "مرسى" رفقا بحراسك فلديهم كل العذر فى تصرفاتهم فهم لم يتعودوا على أن يكون الرئيس ملتحما بالجماهير،وفقك الله يا سيادة الرئيس،وجعل الخير على يديك،ورزقك البطانة الصالحة التى تعينك على مصالح الشعب،وكفاك شر الذين يتربصون بك وبمصر الدوائر. أبوالمعالى فائق أحمد الأمين العام المساعد لحزب العمل الجديد وأمين الحزب بمحافظة الغربية [email protected]