انطلاقا من إيماني بأن الإدلاء بالصوت في الانتخابات هو واجب الوقت، وأن دعم الدكتور مرسي فريضة وطنية، وضرورة ملحة لإنقاذ مصر، والعبور بها نحو بر الأمان بإذن الله رب العالمين، أدليت بصوتي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج، وإنني إذ قمت بهذا الاختيار عن اقتناع تام، وبعد دراسة عميقة أدعو إخواني المصريين في كل مكان أن يفعلوا مثله؛ من أجل مصر وشعبها، للأسباب الآتية: أولا: أن مرسي رجل على علم، فهو أستاذ جامعي، له العديد من التجارب والأبحاث، بجانب خبرته السياسية، حيث كان فارسا برلمانيا له صولاته وجولاته تحت قبة البرلمان، وقد حاز بسببها على لقب أفضل برلماني في العالم. أما شفيق فيبدو لي فراغ ذهنه، وسطحية تفكيره، وضحالة ثقافته، فهو لا يستطيع أن يقيم جملة من الكلام دون تأتأة أو وأوأة، كثير الخطأ، وقد لاحظ ذلك أعضاء حملته فبدأوا يكتبون له ما يقول، وقد لاحظتُه وهو يلقي خطابه الأخير يضع أصبعه على السطر؛ خشية أن تضيع منه الكلمات، فيفتضح أمره وينكشف ستره، ومثل هذا الشخص يكون أسيرا لمن يوجهونه، ويكتبون له. ثانيا: أن مرسي رجل صادق، لم نجرب عليه كذبا فيما فات، وأحسبه يريد أن يكون كذلك فيما هو آت، ولذلك تراه حريصا على ألا يقول شيئا غير مقتنع به، أو غير واثق من إمكانية تحقيقه، وتلك لغة لا يتحدث بها إلا الرجال الذين يعرفون للكلمة قدرها، وللوعود قدسيتها، حتى وإن كانت غير مكتوبة. أما شفيق، فإن الكذب يخرج من فيه بكل بجاحة وبلا خجل أو حياء، شأنه شأن أعضاء الحزب الوطني المنحل، الذين كانوا يكذبون ويصدقون أنفسهم بكل غرور واستعلاء، وأُبشَّره بمصير مشابه لمصيرهم في القريب العاجل بإذن الله تعالى. وآخر ما فضح نفسه به ادعاؤه بأن الإخوان هم الفلول، وهم النظام السابق، وهم الذين ارتكبوا مذبحة الجمل، ذلك الكذب الذي بررته حملته بأنه لم يكن في وعيه عند قوله، وهنا أتساءل: كيف يطمح رجل يغيب عن الوعي إلى حكم بلد في حجم مصر؟!!! ثالثا: أن مرسي رجل طاهر اليد، برئ الذمة، لم تثبت عليه أي واقعة فساد، ولم ترفع ضده أية قضية، بل عاش طيلة حياته مكافحا للفساد معارضا للمفسدين، حتى ألقي بسبب ذلك في غياهب المعتقلات. أما شفيق، فإنه إن لم يكن مدانا حتى الآن فهو مشبوه، قُدِّم ضده 160 بلاغا على الأقل، تطعن كلها تقريبا في ذمته المالية، كما تتهمه بالفساد والمحسوبية وإهدار المال العام، وكلها تهم كفيلة عند ثبوتها بإيداعه السجن بجوار مثله الأعلى، الملوثة يداه بقتل الشهداء، وإراقة دماء المصريين الشرفاء. رابعا: أن مرسي رجل متواضع تدعمه قاعدة شعبية عريضة متنوعة، بينما شفيق رجل متكبر مغرور دموي، ولا يقف وراءه إلا فلول الحزب الوطني المنحل، ونسبة قليلة من المواطنين البسطاء، وكثير من أصحاب المصالح الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم، ويخططون ويدبرون لاسترداد الأموال التي يدعمونه بها من قوت الشعب المصري المسكين أضعافا مضاعفة، كما كانوا يفعلون مع الخائن المخلوع، بجانب الأفراد الذين غاظهم ضياع نفوذهم وذهاب سطوتهم، وفقدان مصادر النهب والسلب التي كانوا يعيشون عليها. خامسا: أن مرسي صاحب مشروع نهضوي تقدم به لانتخابات الرئاسة، وهو لا يمانع في دمج المشاريع الأخرى معه، ليصبح مشروعا مكتملا لائقا بمصر المستقبل، يحقق لها المكانة الاقتصادية والسياسية، ولشعبها العيش الكريم والرفاهية. بينما شفيق كل همه ومنتهى طموحه أن يوفر للمواطن المصري رغيف خبز وكوبا من الشاي(يا حلاوة) وأين ستذهب إذن ثروات مصر وخيراتها التي تعدل ثروات الأرض كلها؟ كما ورد في كتاب الله الحكيم. سادسا: أن الأول رجل وطني يعلي مبدأ المواطنة، ويوجه حديثه للشعب المصري بكل مكوناته، بينما شفيق يعمل على إذكاء الفتنة الطائفية من خلال حديثه عن ظلم المسيحين، وأن تمثيلهم في البرلمان حاجة تكسف، إلى غير ذلك مما يؤثر على اللحمة الوطنية. هذا وغيره بجانب أن إسرائيل تحتفل بخوضه جولة الإعادة، ولاحتفالاتها بذلك دلالات لا ينبغي إغفالها عند الاختيار. د. صبحي المليجي كلية اللغة العربية بشبين الكوم [email protected]