الحدث الأول.. خرجت المظاهرات في الصين احتجاجا علي تغيير مناهج دراسية في اليابان بما يخفي جرائم ارتكبها اليابانيون وقت الحرب العالمية الثانية، خرج الصينيون خالطين القديم بالجديد يذكرون بوحدة عسكرية يابانية أجرت تجارب بأسلحة جرثومية في عام 1937 في الصين قتل فيها الكثيرون ومازالت قضايا مطالبة ضحاياها بالتعويضات ترفع أمام المحاكم حتي الآن ومازالت المحاكم اليابانية ترفضها - وكان آخرها منذ أيام - تنفيذاً لسياسة الدولة التي تفيد بأن قضايا ضحايا الحرب العالمية الثانية سوتها معاهدات ما بعد الحرب وليس لأحد الحق في المطالبة بشيء بعد ذلك. لكن الصينيين لا ينسون حقوقهم ففي حين خرجوا يحتجون علي علاقات اليابان مع تايوان التي يعتبرونها اقليما صينيا منشقا ويعترضون علي مساعي اليابان للحصول علي مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي فإنهم رفعوا لافتات تقول "لا تنسوا مذبحة نانجينج" وتركت حكومة الصين الشعب يعبر عن غضبه ويطالب بما يعتبره حقه في تصحيح التاريخ في كتب دراسية يحصل عليها التلاميذ في مدارس اليابان. الحدث الثاني.. كرمت إسرائيل منذ فترة وجيزة عددا من الارهابيين الذين نفذوا جرائم وتفجيرات في مدينتي القاهرةوالاسكندرية في عام 1954 بتكليف من الحكومات والمخابرات الاسرائيلية فيما عرف باسم فضيحة لافون تضمنت الجرائم زرع قنابل أمام مكتب بريد الاسكندرية وفي أماكن أخري بالقاهرةوالاسكندرية يرتادها الاطفال والأبرياء وظلت إسرائيل علي مدي 50 عاما وتنكر مسئوليتها عن هذه العملية الارهابية كما تتنكر لمنفذيها وبسبب هذه الفضيحة سقطت حكومة إسرائيل في ذلك الوقت والآن ملكت إسرائيل من القوة ومن استضعافنا ما جعلها تعترف بهذه الجرائم بل وتفخر بها ونكر من تبقي من منفذيها علي الملأ دون أن يهب أحد لنصرة أصحاب الحق أو مطالبة حكومة إسرائيل بعد اعترافها هذا بحق الضحايا أو حتي باعتذار رسمي لمصر وشعبها عن هذه الأعمال التي تفخر بها. الحدث الثالث.. شهد حي الشاطبي بمدينة الاسكندرية مؤخرا جنازة رسمية عسكرية مهيبة، رفات بحارة بريطانيين قتلوا قبل 200 عام في مصر في معركة أبو قير البحرية بقيادة الأدميرال نيلسون عام 1798 وخلال عمليات استكشافية في خليج أبو قير في عام 1801 وكان الاسطول البريطاني بقيادة نيلسون قد انتصر علي نابليون بونابرت في معركة حاسمة قبالي الساحل المصري انتهت بتدمير الأسطول الفرنسي. وتم العثور علي رفات البحارة قبل عامين في عملية تنقيب عن الآثار علي جزيرة نيلسون في خليج أبو قير. ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي تشهد فيها أرض مصر تكريما لمقاتلين في حروب دارت علي أراضينا دون أن يكون لنا فيها ناقة أو جمل دمرت بلادنا وقتلت أبناءنا وهدمت المنازل وشردت الأسر وزرعت الأرض بالألغام دون أن نكسب شيئا سوي أن نكون ساحة صراع بين القوي الكبري في العالم. ولم يفكر مسئول في مطالبة هذه القوي الكبري التي خاضت حروبها علي أراضينا بنزع الألغام التي خلفتها هذه الحروب والتي مازالت تقتل أبناءنا حتي اليوم لم يطالب أحد بتعويضات عن القتلي والمشوهين بسبب هذه الألغام فقد مرت الأعوام وسقطت حقوقنا بالتقادم لكن حقوق غيرنا لم تسقط، أما حقوق من يموتون بالألغام كل يوم فقط ضاعت بسبب واحد فقط هو أن ليس وراءها مطالب.