في حواره التليفزيوني "كلمة للتاريخ" فتح الرئيس مبارك قلبه وعقله قبل أن يفتح ملفات الحرب والسلام وتفاصيل التحول من الهزيمة إلي النصر.. وبعد العشر الدقائق الأولي من الحوار فاجأ الرئيس مبارك الاعلامي عماد الدين أديب بأن اصطحبه الي مركز قيادة القوات الجوية وإلي غرفة القيادة المركزية التي تمت فها التجهيزات والتحضير للضربة الجوية الأولي وأديرت من داخلها حرب 73. وكان الرئيس مبارك قد أعطي تعليماته قبل اجراء الحديث بدخول الكاميرات لأول مرة في التاريخ الي هذه المواقع المهمة حتي يري المشاهد المصري العربي علي أرض الواقع كيف تمت عمليات التحضير الشاقة التي انتهت بالانتقال من خانة الهزيمة إلي قائمةالنصر. وكشف الرئيس مبارك في حواره لعماد الدين أديب عن رؤيته كشاهد عيان ومعاصر لحادث "نكسة 67".. وفتح ملفات حرب الاستنزاف، واعادة تنظيم القوات المسلحة والتدريب والتخطيط للعمليات. ومن داخل غرفة العمليات للقوات المسلحة وغرفة عمليات القوات الجوية شرح الرئيس بالتفصيل ماذا جري وكيف تمت الاستعدادات. وتوقف طويلا عند اسعد لحظات حياته بعد نجاح الضربة الجوية التي جاءت نتيجة عمل متواصل لفريق ضخم من كل التخصصات التزموا بالحسم وأدوا مهامهم ببسالة صنعت أول خيط في نصر أكتوبر. واسترجع الرئيس مسيرة حياته العسكرية مؤكدا أنه رفض أي وساطة تدفع به الي أي موقع كما أنه رفض ان يهتم بأي طيار تحت فكر "الوساطة" حتي ان شقيق رئيس الجمهورية وقتها كان طيارا لكنه لم يعامل أي معاملة خاصة. وفيما يلي نص الحوار: عماد أديب: نحن نشكر سيادتك لاستضافتك لنا في هذا اليوم الهام، ذكري 25 ابريل 1982 والتي ستبدأ بعد ساعات من الآن، نشعر بأن هذا اليوم الهام في تاريخ شعب مصر وفي تاريخ العسكرية المصرية، يستحق أن نقف أمام هذا الملف، الذي مهما تحدثنا عنه كثيرا فلن نوفيه حقه، ونحن علي ثقة تامة بأن سيادتك ستسعدنا وتعطينا من وقتك لتوضح للسادة المواطنين ما حدث في تجربة مشوار طويل وعريض، بدأ منذ عام 1949 من حياتك وجهادك ومشوارك العسكري حتي هذا التاريخ. الرئيس: كل سنة وأنت طيب. عماد أديب: وأنت طيب يا سيادة الرئيس. الرحلة الطويلة للوصول الي 25 ابريل 1982 بالنسبة للمقاتل والمجاهد الطيار محمد حسني مبارك بدأت منذ عام ،1949 انها رحلة طويلة بلغت 56 عاما من الكفاح المستمر، ويمكن القول انها من أهم المحطات التي نقف أمامها، ونحن نفتح هذا الملف، والحدث الذي ربما أدي الي تحول رئيسي في حياتك وحياة العسكرية المصرية وهو هزيمة ،1967 فرغم انه حادث مؤلم الا أن له آثاراً مهمة. - سيادة الرئيس أنت كشاهد عيان ومعاصر لحادث 5 يونيو ،1967 أين كنت وماذا حدث؟ الرئيس مبارك: كنت قائد لواء قاذفات وقائد قاعدة بني سويف الجوية، وفي ذلك الوقت كنا في حالة طواريء مستمرة لمدة 15 يوما، ولدينا طائرات محملة بالقنابل والذخائر وغيرها وفقا لتعليمات قائد القيادات الجوية والقيادة العامة، ومن الطبيعي ان يستمر الطيار لمدة 15 يوما يطير ليلا ونهارا، حتي تتعود يده علي الطيران، لكن يوم 5 يونيو كان الطيارون منذ 15 أو 14 يوما لم يضعوا أرجلهم في أي طائرة. عماد أديب: وما السبب؟ الرئيس: كانت هناك عملية تحديث مكثفة للطيران ليتحمل مزيداً من الاستعدادات لعمليات قادمة، ولم نكن نعرف ما هي العمليات، وفي 5 يونيو صباحا، اتخذنا قراراً بإعادة تدريب الطيارين، لأن الطيار عندما يبتعد لفترة طويلة عن الطائرة القاذفة الكبيرة والثقيلة قد يهاب الطائرة. - وفي التاسعة وعشر دقائق صباحاً تحركت خمس طائرات واحدة تلو الأخري في تشكيل، وكانت السحب تغطي منطقة بني سويف، ولكنا طرنا واخترقنا السحب، واتجهنا في الصحراء ناحية الفيوم قليلا، وكنا سنعود مرة أخري، ولكن بعد الاقلاع بخمس دقائق، أبلغنا برج المراقبة ان هناك هجوما علي المطار، فسألت: "هجوم إيه" فقال: "المطار بيضرب" والطائرات المحملة بتضرب" فكررت السؤال في دهشة: "انت بتقول إيه" قال: "الطيران المحمل بيضرب، وهناك طائرات انفجرت واشتلعت بها النيران، وجار ضرب الممر".. أصابني الذهول مما قاله، وسألت: وأين سوف ننزل؟ قال: لا تنزل حتي غرب القاهرة.