في الحلقة الماضية فتح الرئيس مبارك قلبه. وتحدث عن حكايته مع القوات المسلحة من البداية. فاجأنا الرئيس وفتح أبواب غرفة عمليات القوات الجوية لأول مرة في التاريخ ليستكمل فيها حواره المهم مع الإعلامي عماد الدين أديب ليري المشاهد علي أرض الواقع كيف تمت عمليات التحضير الشاقة لحرب أكتوبر والتي انتهت بمحو عار 1967 واستعادة الأرض. وداخل غرفة العمليات امتد الحوار وكشف الرئيس العديد من المواقف في حياته العسكرية بداية من التحاقه بسلاح الطيران ومرورا بالأيام العصيبة التي عاصرت نكسة 1967 وبعدها. وكيف تمت عملية بناء القوات المسلحة والتي بدأها الفريق محمد فوزي.. وكيف تم تحديث سلاح الطيران. والشهور الأربعة التي قضاها داخل غرفة العمليات قبل الحرب ولم يبت فيها يوما في بيته.. كيف كان الجميع قلقين من قرار الحرب والرئيس مبارك الوحيد الذي قال إن سلاح الطيران جاهز. وكيف تحرك الطيران يوم 6 أكتوبر وماذا فعل هو. وكيف تحرك الطيران يوم 6 أكتوبر وماذا فعل هو.. وكيف حقق الطيران المصري هدفه دون أن تزيد خسائر عن 3% ولماذا انفجر جنود مصر مطلقين شعار الله أكبر دون تلقين وكيف عبروا القناة دون انتظار للأوامر ولماذا صدرت الأوامر بتطوير القتال رغم أن الأهداف المطلوبة تحققت لمعاونة سوريا. واليوم يستكمل الرئس كلمته للتاريخ ويشرح أسباب ثغرة الدفرسوار ولماذا رفض فكرة الانسحاب وحذر من خطورتها وأصر علي استكمال القتال. يحكي الرئيس قصة اختياره نائبا لرئيس الجمهورية والصلاحيات الكثيرة التي منحها له الرئيس السادات وجعلته تقريبا مسئولا من كل شئون الرئاسة ومطلعا علي كل بعض القضايا وله خاتم خاص باسمه. وفي الوقت نفسه عرضه لمقالب سياسية كثيرة. الرئيس مبارك كشف أيضا ان قرارات الرئيس السادات لم تكن سببا في الثغرة وانه لم يكن يتدخل في عمل القادة داخل غرفة العمليات بل كان يستمع للجميع. الرئيس أجاب عن أسئلة مهمة عديدة منها: - هل حرب أكتوبر كانت بضوء أخضر من أمريكا لتحريك مفاوضات السلام؟ - هل كانت هناك قنوات اتصال سرية بين السادات وأمريكا. - هل قصرت مصر في معاونة سوريا خلال الحرب. - هل انهار السادات بسبب الثغرة. - هل المناورات المشتركة انتهاك للسيادة الوطنية. - وهل توجد قوات عسكرية لدول أجنبية في مصر. وفيما يلي نص الحديث: عماد أديب: سيادة الرئيس كما يعلم الجميع نحن تعودنا علي صراحتك وانت كشاهد علي العصر وشاهد علي هذه الحرب وأحد أبطالها كيف ولماذا وفي أي ظروف حدثت الثغرة في الدفرسوار؟ الرئيس مبارك: منطقة الدفرسوار كانت نهاية عمل الجيش الثاني ونهاية عمل الجيش الثالث فهي منطقة حدود بين الجيشين.. وطبعا بعدما تقدمت القوات كان لابد من وجود هجوم مضاد.. وكانوا يدبرون لهجوم مضاد قبل ذلك فدخلو من هذه الثغرة وعملوا الكوبري وأنا أتذكر ان الكوبري كان يوم 14 أكتوبر وكان الرئيس السادات يلقي خطابا في مجلس الشعب وطلب منا ان نضرب الكوبري فحركنا الطائرات من منطقة أبوحماد ووجهت للكوبري ضربات قوية واظن انهم بعد ذلك بنوه ووضعوا كتلا صخرية ودخلوا هذه المنطقة من الدفرسوار وبعد ذلك انتشروا وأصبحت المسألة مختلفة "قوات مصرية وقوات اسرائيلية" في نفس المنطقة والمطلوب كان قتها ان نتعاون ونضرب في القوات الاسرائيلية ولكن طائراتنا القادمة من مطار فايد كانت تدخل وتضرب علينا بعد أن اختلط الأمر عليهم وفي الفترة من 14 حتي يوم 22 اكتوبر نفذنا في الثغرة عددا من الطلعات الجوية يساوي ثلاث اضعاف عدد الطلعات التي خرجت منذ 6 أكتوبر حتي يوم 14 حيث بلغت 3500 طلعة. عماد أديب: كون عددا الطلعات التي تم تنفيذها في الثغرة كان مثل الطلعات التي تمت منذ بدء الحرب حتي يوم 14 يؤكد شراسة المعركة ودور القوات الجوية وانه لم يكن مجرد قبول بوجود الثغرة بقدر ما كان رد فعل قتالي عليها. الرئيس مبارك: كان القتال قويا جدا وكان المطلوب منا انه توجد قوات عند مطار فايد ونريد ضربها بالقاذفات الثقيلة فأسندت المهمة لقائد اللواء وطلبت منه ان يرسل لي الطيار الذي سيخرج لتنفيذ المهمة وجاء الطيار في غرفة العمليات فعرضت عليه الخريطة امام قائد اللواء وقلت له ستخرج من القاهرة وتسير علي ارتفاع منخفض من خطر السير المحدد وتسير بسرعة علي سطح الارض - لأنه لا توجد مرتفعات في المنطقة - الي ان تصل الي المنطقة المحددة وهناك تلقي بالقنابل وتدخل علي البحيرة وحذرته من ان يلف فوق الارض لأنه سيكون هناك صواريخ مدفعية ورشاش تضرب وقلت له ان المسطح العرضي في الدوران سيكون كبيرا لذلك من الأفضل ان تدخل في البحيرة لمدة ثلاث أو أربع دقائق وفوقها اعمل الدوران لتعود مرة اخري من خط السير.