مشروع "تطوير كورنيش النيل" الذي يتبناه وزير الإسكان محمد إبراهيم سليمان، أثار ومايزال يثير جدلاً ساخناً بين الخبراء، ما بين نوعين ومعارض. ونظراً لخطورة هذه القضية التي ترتبط بنهر النيل شريان حياة مصر فان "العالم اليوم" تواصل الحوار الحر والمتحضر بين جميع الآراء دون مواقف مسبقة سوي الانحياز للحقيقة ولمستقبل مصر. وفي السطور التالية ننشر الرسالة التي وصلتنا من الأستاذ أحمد ربيع الغرباوي، ونرحب بالرأي والرأي الآخر. النيل يستحق أن يكون محمية طبيعية بقلم: أحمد ربيع الغرباوي السيد الأستاذ جمال عنايت رئيس التحرير التنفيذي تحية طيبة... اطلعت علي الحوار البناء الذي أجريتموه مع معالي الدكتور مهندس إبراهيم سليمان وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ونشر بجريدتكم الموقرة بالعدد 4249 الصادر في 25 يناير 2005.. أبدأ بتحيتكم لعرضكم موضوع الحوار بشكل علمي مبسط ساعد كل المهتمين علي فهمه بعد أن زاد اللغط والاستنتاجات غير العلمية من تشويش الأفكار علي مثل هذه القضية التي تهم 75 مليون مصري وكذا أولادهم وأحفادهم حيث إنها قضية مصيرية لارتباط المصريين ارتباطاً عضوياً بنهر النيل منذ آلاف السنين. إنني لا اختلف نهائياً مع ما عرضه معالي الوزير من حقائق علمية عن حركة النيل كما أنني أحييه علي فتح هذا الملف والتصدي له وإن كنت أري أن هذا قد جاء متأخراً ولكن المهم أنه بدأ. يتركز اختلافي مع معالي الوزير في نقطة واحدة وهي الغرض الذي سيستخدم فيه مصطلح الأرض بالضفة الشرقية لنهر النيل الذي سينشأ نتيجة لإضافة ما سيتم تركيكه من طين بالضفة الغربية، واختلافي في استخدام هذا المسطح الجديد كطريق للسيارات هو ما يزعجني حيث إن حركة المرور ستزيد تلقائياً من تلوث النيل ويظل السؤال الذي طالما سألناه "هل من المنطقي أن نسمح للسيارات أن تمر علي ضفاف نهر النيل ثم ننشئ متنزهات وحدائق عامة بالمناطق الصحراوية؟!" ألا نأمل أن يساعدنا وزيرنا الشاب خريج أعرق جامعات مصر وكندا علي أن نغير صورة الماضي الكئيبة بأن يتحول كورنيش النيل بالقاهرة وكورنيش الإسكندرية الساحرة من ممرات للسيارات إلي حدائق عامة.. ألا نستطيع أن نخطط بنهر النيل كمتنفس لمدينة وصل تعدادها إلي 15 مليون نسمة. لقد استوردنا فكرة كورنيش الإسكندرية من فرنسا ونحن لا نعلم إن كان من خططها بفرنسا قد اعتذر عنها أم لا!! إن المسطحات المائية والمناظر الطبيعية قد أوجدها الله لاستمتاع الإنسان بها ولم توجد لأن تكون ممرات للسيارات وبيئة خصبة للتلوث. مرحباً بالمسطح الجديد رئة للقاهرة مرحباً به متنزهاً للأغنياء والفقراء مرحباً به بداية لرفض حركة السيارات علي جانبي نهر النيل، قلنا جميعاً مبروك لمعالي الوزير مع بدء الحركة المرورية علي الطريق الدائري وكذا محور 26 يوليو واتمني أن نقول له ألف مبروك عندما يبدأ بشجاعة العالم في شق طرق محورية جديدة للقاهرة تغطي احتياجات الأجيال القادمة وأن يحرر النيل العظيم من هذا التلوث بتحويل كورنيشه (علي فترات) إلي حدائق عامة، فالنيل يستحق أن يكون محمية طبيعية ومعالي الوزير أدري مني بالمحميات الطبيعية التي رآها وعاشها بكندا.