رغم التخفيضات الجمركية يشتكون من التشوهات الجديدة

هل ارضاء "الصناع".. غاية لا تدرك؟

التعريفة الجمركية الأخيرة التي أصدرتها الحكومة مؤخراً رغم كل ما تضمنته من تخفيضات وما عالجته من تشوهات إلا أنها لم تحظ برضاء جميع القطاعات الصناعية.. بعضها يشكو من تشوهات جديدة.. بعضها يطالب بتخفيضات أكبر.
ولاننا لا خير فينا ان لم نشد بقرار الحكومة وحسناته.. فلا خير فينا أيضاً إذا لم نقم برصد ملاحظاتهم وننقلها بأمانة إلي صناع القرار الاقتصادي، وهي تلك الملاحظات التي من المنتظر أن يتم ارسالها من جانب شعب اتحاد الصناعات المختلفة خلال أيام وربما ساعات.
ولأن ارضاء الصناع غاية لا تدرك لانهم يطلبون الأفضل لصناعاتهم وقدرتها علي المنافسة وتحقيق أفضل وضع لها في السوق المحلي أو الأسواق الخارجية نطرح ملاحظاتهم في ذلك الاستطلاع لآرائهم.
يرصد حسن زكي حسن رئيس الاتحاد العربي لصناعة البلاستيك في التعريفة الأخيرة انها شملت تخفيضات ولكنها في نفس الوقت احدثت تشوهات كثيرة ومنها البند "39 19 10" الذي فرض جمارك علي لفات السولتيب التي لا تزيد عن عشرين سم قدره 20% في حين ان البكر الاصغر جاءت نسبة الجمارك عليه أقل بكثير في حين تحتاج صناعة السولتيت إلي اللفات الكبيرة، كما انه اضاف في جميع البنود كلمة "وغيرها" وهو الأمر الذي يفتح المجال للكثير من الجدل من أجل تفسير هذه الكلمة ورغم ان الخامات تم تخفيضها بهذا التخفيض نتيجة لزيادة سعر السولار والدولار كما ان مادة البولستين والبولو بلترين المستخدمة في الصناعة التي ليس لها مثيل مصري تم تخفيضها من 1% إلي 5% وكان يجب ان تخفض إلي صفر% خاصة ان اتفاقية المنطقة الحرة العربية ستطبق بالكامل في أول يناير القادم.
الأخشاب
أما ادهم نديم نائب رئيس غرفة صناعة الأخشاب فيوضح انه لا يمكن لآحد ان ينكر ان التخفيضات الجمركية ازاحت جزءا كبيرا من المشاكل ولكن مازالت هناك بنود تحتاج إلي التغير مثل مواد الدهان التي ليس لها بديل محلي وجمركها يبلغ 55% ومواد الغراء وبعض انواعها التي لا يوجد لها اي بديل محلي وتحتاج إلي ماكينات خاصة وتم تخفيض الجمرك عليها من 23% إلي 22% فقط ويشير إلي أن البنود الجديدة في التخفيضات الجمركية احدثت تغييرات لم تكن موجودة في السابق مثل الباركيه والباب والشباك فقد كان يتم معاملتهم في فئة واحدة تخضع لجمرك 44% بخلاف رسم الخدمات، ولكن في التعريفة الجديدة تم فصل الأبواب والنوافذ تامة الصنع بحيث تخضع لجمرك قدره 52%.
اما بالنسبة للخامات المستخدمة في الصناعة مثل الكارتون الذي يدخل في صناعة الأبواب فقد أصبحت الجمارك عليه بنسبة 32% في حين دخلت الخامات الأخري تحت بند "غيرها" وبذلك يضاف اليها 12% في حين ان "تام الصنع" تبلغ الجمارك عليه 22% فقط.
الشيكولاته!
يضيف شريف عبدالخالق من أصحاب مصانع شيكولاته وعضو اتحاد صناعات الاغذية بأن التخفيضات الأخيرة عاملت المنتج النهائي مثل المنتج تام الصنع بصورة تهدد الصناعات المحلية، ويوضح ان الشيكولاته أكثر من 2 كيلو جمركها 32% في حين ان جمرك الكاكاو 55% فقط ويقول ان صناعة الكاكاو تستخدم الكاكاو البودرة وزبدة الكاكاو والسكر، وزادت الجمارك علي زبدة الكاكاو من 10% إلي 12% وفي المقابل تم ازالة 3% رسوم خدمات وهناك مشكلة مشيرا إلي انها ستواجه المصانع في رمضان وهي الألبان المحلية عليها جمارك 5% والألبان البودرة 5% والتعبئة 3% وبموجب الاتفاقية التي بيننا وبين الدول العربية فسوف يتم تخفيض الجمارك بنسبة 90% فاذا خفضت 90% من 5% المطبقة علي الألبان مما سيؤدي إلي غزو الألبان العربية ومنافسة للصناعة المحلية.
الطباعة.. والكتب
ويري أحمد عاطف رئيس غرفة الطباعة باتحاد الصناعات ان صناعة الطباعة من أكثر الصناعات التي تضررت بالتخفيضات الأخيرة فالخامات المستخدمة في صناعة الورق والكتب زادت عليها الجمارك مثل الزنك 20% والورق الجاهز 20% والكتب المطبوعة في لبنان الجمرك عليها صفر ومن الدول العربية 5% وهو ما سيؤدي إلي انعدام القدرة التنافسية لدي الصناعات المصرية.
النسيج.. والسوست
ويشير محمد المرشدي عضو بغرفة الصناعات النسيجية إلي أن الصناعات النسيجية تم تخفيض مستلزماتها في يناير 2004 ولكن التخفيضات الأخيرة تضمنت خطأ اعتقد انه غير مقصود ويتمثل ان المواد الكيماوية والاصباغ المتعلقة بالصناعات النسيجية كانت معفاة من الجمارك بموجب القرار الجمهوري الصادر في يناير 2004 ولكن مع التخفيضات الأخيرة تم اضافة فئة جمركية 2% لتلك المواد، كما ان هناك امرا اخر يمثل احد مطالب هذه الصناعة ويختص ب "السوست" المستخدمة في الصناعات النسيجية التي تم تخفيضها من 30% إلي 5% ونري ضرورة الغاء الجمارك عليها نهائيا لان نسبة استخدامها عالية في هذه الصناعة.