اسوأ ما حدث بعد ثورة 25 يناير هي الرغبة المحمومة والمجنونة في الشهرة التي تحولت الي ما يشبه اللوثة التي اصابت كثيرين بعد ان دفعت بهم الاقدار وعبثية الأحداث لتصدر المشهد الاعلامي وعلي مدي العامين الماضيين رأينا العجب العجاب من اشخاص لم يتم ضبطهم قبل الثورة متلبسين بموقف اعتراضي علي رئيس او وزير او محافظ أو رئيس مدينة او رئيس حي، ولم يكن احد يعرفهم اكثر من جيرانهم أو زملائهم في العمل، وبعضهم لم يكن لهم زملاء ولا عمل لأنهم كانوا عاطلين، لكنهم فجأة وجدوا انفسهم في صدارة المشهد الثوري، رغم أن بعضهم قد تكون علاقته بالثورة انه تم تاجيره لالقاء مولوتوف او الضرب بالخرطوش، لكن الدنيا فتحت له احضانها لمجرد انه تم القبض عليه ليحوله الاعلام الي بطل قومي. والأمثلة التي تذهل العقول كثيرة علي مدي العامين او الثلاثة اعوام الماضية، فقد رأينا بائعة المناديل التي تحولت االي بطلة قومية، وتعدت شهرتها العالم كله، بعد ان تم القبض عليها لتعلن انها تعرضت للكشف عن عذريتها، وليصبح كشف العذرية الذي لم يثبته القضاء بابا واسعا للشهرة والمجد، حتي اصبحت رمزا وطنيا قوميا تقود المظاهرات وتلهث ورائها الفضائيات والصحف لاقتناص التصريحات منها. رأينا المسحول وقد تحول الي بطل قومي برغم كل ما قيل عن تاريخه وسلوكياته والذي حكاه جيرانه، وهو ما يجعلك تتحسس عقلك لتتأكد انه ما زال في مكانه بعد ان اصبح هذا النموذج هو الثوري والبطل القومي الذي تصنعه الفضائيات في اطار حرب التشويه وتكسير العظام التي لا تترفع عن استخدام ابشع واقذر الاسلحة حتي لو كان استخدام البسطاء وقودا لهذه الحرب غير الشريفة. ويبدو أن لوثة الثورة وجنون الشهرة لم يستثن حتي الشيوخ الذين دفعت بهم الاقدار نحو مسرح الاحداث فراحوا يتناسون لباسهم الازهري ويدخلون اتون السياسة وجنة الفضائيات من الباب المضمون وهو اطلاق التصريحات وربما الفتاوي الغريبة أو الشاذة التي لا تستند لدين ولا شرع ولا تترفع عن اشعال نار الفتنة واحراق الشعب في اتون الحرب الاهلية، وليس مهما كل ذلك امام جنون الشهرة والفضائيات . واستمعوا إلي الشيخس ميزو احد محدثي ما بعد الثورة وهو يقول امام المعتصمين بوزارة الثقافة يوم 30 يونيو إما الشهادة أو النصر علي التيار الاسلامي. ليس مهما ان تكون ضد التيار الاسلامي أو معه، وليس مهما ان تكون ليبراليا أو ناصري أو اشتراكي، فهذا كله من حقك، كما انه من حقك ان تعارض الرئيس وتخرج للتظاهر ضده وتطالب باسقاطه بشكل سلمي، لكن هل من الدين أو الشرع ان تتحدث عن النصر أو الشهادة ضد اخيك المصري واسأل علماء الدين الحقيقيين وليس من يلبسون عباءة الازهر للمتاجرة بها سياسيا.. ما حكم الدين في ذلك؟ وما هو موقف الازهر منه؟ كما اسأل رجال القانون الا يستوجب هذا التصريح محاكمة الشيخ ميزو؟ كما اسأل المتذرعين بالليبرالية، ومناضلوا الفضائيات .. ماذا لو صدر الحديث عن النصر أو الشهادة من احد المحسوبين علي معسكر التيار الاسلامي؟