في ظل ركود الاقتصاد العالمي تعمل الصين علي تنمية استثماراتها الخارجية والنهوض باقتصادها ومساعدة الدول الاخري علي الخروج من الازمات الاقتصادية حيث بلغت الاستثمارات الصينية في الخارج 77.22 مليار دولار امريكي في 4425 مشروعا خارجيا في 141 دولة ومنطقة العام الماضي. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها أن الاستثمارات الصينية المباشرة نمت في الخارج في القطاعات غير المالية 28.6% علي اساس سنوي في عام 2012 بصورة اسرع مما كان بالعام الاسبق وفقا لارقام جديدة كشفت عنها وزارة التجارة الصينية . وجاء معدل النمو السنوي أعلي من الرقم 1.8% المسجل في عام 2011 والرقم 25% المسجل في فترة نوفمبر يناير العام الماضي. وقد استثمرت الصين 77.22 مليار دولار امريكي اجمالا في 4425 مشروعا خارجيا في 141 دولة ومنطقة العام الماضي . وقال شن دان يانج المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية ارتفعت الاستثمارات الصينية المباشرة في روسيا 117.8% علي اساس سنوي في عام 2012 وفقزت في الولاياتالمتحدة واليابان 66.4% و47.8% علي التوالي وفقا لشن. وقال شن ان دورة رأس المال التي حققتها المشروعات الصينية المتعاقد عليها في الخارج 116.6 مليار دولار امريكي اجمالا في العام الماضي بزيادة 12.7% علي اساس سنوي. وخلال تلك الفترة بعث 512 الف صيني للعمل في الخارج تحت اطار عقود تعاونية للعمل بزيادة 60 الف شخص عما كان في عام 2011. واوضحت المعلومات الصادرة عن وزارة التجارة ان الاستثمارات الصينية المباشرة في الخارج في القطاعات غير المالية بلغت 62.53 مليار دولار امريكي في الفترة من يناير الي نوفمبر من العام الماضي، بزيادة 25% عن الفترة المناظرة من عام 2011 وكان نصيب مشروعات المقاولات الصينية 10.24 مليار دولار امريكي من القيمة الاجمالية للاستثمارات العام الماضي، بزيادة 18.7% عن الفترة المناظرة من عام 2011 وتم توقيع عقود جديدة بقيمة 12.88 مليار دولار امريكي بزيادة 12.9%. ومن جانبه قال دافيد كوتشينو رئيس غرفة التجارة للاتحاد الأوروبي ل?شينخوا? إن الاستثمارات الصينية في أوروبا ما زالت في مراحل نموها الأولي وسوف تنمو بالتأكيد وخلال السنوات المقبلة، سيواصل الطلب علي المنتجات والتكنولوجيات والعلامات التجارية الأوروبية نموه. وتابع الخبير الاوروبي القول إن الصين بحلول 2020 ستصبح أول أو ثاني أكبر سوق استهلاكي في العالم، وأن دفعة قوية لها كي تصبح اقتصادا ابتكاريا ومستداما من الناحية البيئية يعني أنها سوف تواصل اجتذاب ودفع انتقال التكنولوجيا أو ستشتري صراحة تكنولوجيات اجنبية. وأفاد قائلا أن المسح الخاص بثقة الأعمال الذي تصدره الغرفة الأوروبية سنويا يبين باستمرار أن واحدة من اقوي المزايا التنافسية للشركات الاوروبية في الصين هي جاذبية المنتجات الجديدة التي تعرضها. ويري الخبير أن التدفق الحر لرأسمال الاستثمار الحقيقي أو الاستثمار غير المضارب قصير المدي جيد للجميع ويضمن للمشروعات الأكثر استحقاقا أن تجتذب وتكافئ المستثمرين المغامرين فيها. وقال كوتشينو ان الصين استفادت لسنوات من الاستثمار الاوروبي وتواصل استفادتها منه. وبالمثل فإنه حان الوقت لأوروبا كي تستفيد من الاستثمار الصيني سواء كان استثمارا أخضر أو استثمارا في أصول معسرة أو عمليات دمج واستحواذ أو غير ذلك. وتابع أن أوروبا ينبغي أن ترحب بالاستثمار الصيني. فالمنافع تتضمن الاستثمار في رأس المال وايجاد الوظائف وعوائد الضرائب المحلية ومساعدة القطاعات الهامشية وتعزيز العلاقات والتفاهم مع الشركاء المحتملين الذي قد يسمح بزيادة التوسع في أوروبا أو في الصين. وأنه بالنظر الي ان الاستثمار الصيني سيجلب معه ايضا قدرا اكبر من التنافسية وعدم اليقين بالنسبة لبعض أصحاب المصالح، سوف يتعين علي المستثمرين الصينيين مثلهم في ذلك مثل أي مستثمر آخر أن يحترموا إجراءات الموافقة علي الاستثمار وقوانين منع الاحتكار ومتطلبات اذعان الشركات . وقال شياو ليان، باحث بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ان الاستثمارات الصينية أسهمت بشكل كبير في الحد من الفقر في الدول الافريقية خلال السنوات الماضية من خلال دعم جهود افريقيا تجاه تحقيق الأهداف الانمائية للألفية. و انه خلال السنوات العشر الماضية حققت افريقيا نموا اقتصاديا سريعا ومستقرا وخفضت معدلات الفقر، كما حققت تقدما تجاه تحقيق الأهداف الانمائية للألفية. وقال شياو ان ملف مساعدات الصين لافريقيا هو التطور الأهم علي الأرجح في القارة منذ نهاية الحرب الباردة. لقد ساعد في زيادة الاهتمام بالفرص الاقتصادية المتاحة في افريقيا، كما ساعد في زيادة الاهتمام بافريقيا في الشئون العالمية. ووفقا لشياو، تأتي إسهامات الصين في افريقيا في مرحلة ديناميكية من تاريخ القارة بعد سنوات من نظر الدول الغربية إليها علي انها قارة ميئوس منها. ووصف جريس مايالاكولانجوا من المجلس المسيحي في تنزانيا الصين كواحدة من كبري الدول المستثمرة في قطاعات التعدين والزراعة ومشروعات البنية التحتية، من بينها الطرق والكباري والعقارات.