توفير العملة الصعبة للعملاء واشباع الاحتياجات الضرورية للسوق الدولار يعاود الهبوط من جديد أمام الجنيه ويفقد 40 قرشا في 3 أيام الصرافات تخضع لسعر الانتربنك مع عودة عمل الجهاز المصرفي ساهمت الاجراءات التي اتخذهتها السلطة النقدية خلال الايام الماضية في كبح جماح الورقة الخضراء ودفعها إلي التراجع امام الجنيه من جديد بعد ان ادي الاندفاع نحو حيازة الدولار إلي صعوده بشكل ملحوظ امام العملة المحلية الا ان آليات البنك المركزي في ادارة تداول النقد الاجنبي عملت علي عودة الامور إلي مسارها الصحيح. وكانت العملة الامريكية قد شهدت قفزة جديدة خلال اليومين الماضيين لتصنع سوقا سوداء تلامس فيها السبعة جنيهات الا ان المركزي احبط هذه السوق ووجه للمضاربين لطمة قوية من خلال زيادة المعروض وتلبية احتياجات العملاء الامر الذي كبد المضاربين خسائر فادحة لتفقد اكثر من 40 قرشا منذ يوم الخميس الماضي وتصل امس الي 6.65 جنيه مع هدوء ملحوظ في الطلب علي الورقة الخضراء. يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه العملات الرئيسية تراجعا تراوح بين 4و10 قروش حيث سجل اليورور 8.65 جنيه للشراء و 8.75 جنيه للبيع بانخفاض 6 قروش وهبط الجنيه الاسترليني بمقدار 10 قروش ليصل إلي 10.55جنيه للشراء و10.65جنيه للبيع. وسجل الفرنك السويسري 7.10 جنيه للشراء و7.15 جنيه للبيع قريبا من مستواه السابق فيما ارتفع الين الياباني إلي 7.40 جنيه للشراء و7.45 جنيه للبيع في حين سجل الريال السعودي 1.79جنيه للشراء و1.81 جنيه للبيع مواكبا لتراجع الدولار. يأتي ذلك عقب موجة من المضاربة علي العملة الصعبة مستغلة العطلة الرسمية للبنوك خلال يومي الخميس والجمعة. وشدد عاملون بشركات صرافة مصرية علي انتقال السوق السوداء للتعامل في الدولار من المدن إلي المناطق العشوائية، وأكدوا ان استمرار أزمة نقص الدولار مع اجازة البنوك شجع كثيرين علي التجارة في العملة الصعبة ومحاولة شراء الدولار والدخول في سوق المضاربات، لتحقيق مكاسب مالية سريعة، خاصة في ظل استمرار تراجع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.وقالوا ان سعر الدولار كسر أرقاماً قياسية منذ الخميس الماضي بعدما لامس سعره ال 7 جنيهات في السوق غير الرسمية، أو السوق السوداء، حيث ارتفع الطلب علي شراء الدولار بنسب قياسية. وقال محمود الوكيل المسئول بأحد شركات الصرافة انه فوجئ منذ أيام بأكثر من شخص يعرض عليه تدبير ما يحتاجه من الدولار لتغطية طلبات له ولكن بسعر 7 جنيهات، رغم أن السعر الرسمي للدولار لم يصل حتي الآن 6.7 جنيه. مشيرا إلي أن هذه الظاهرة تكررت مع صاحب أكثر من شركة صرافة، بل ان بعض العملاء أكدوا أنهم تلقوا عروضاً مماثلة من أشخاص يقفون أمام مكاتب الصرافة، ولكن بأسعار لا تقل عن 7 جنيهات، واعتبر محمد الابيض رئيس شعبة الصرافة بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن استمرار نقص المعروض من الدولار هو السبب الرئيسي الذي ساعد في انتشار السوق السوداء والمضاربات التي بدأت خلال الأيام الماضية من جانبه اعتبر عزت ابو زيد مدير شركة برنت للصرافة ان البنك المركزي نجح في توجيه ضربة شديدة للمضاربين علي الدولار امس بعد ان لبي احتياجات العملاء. وهو ما ادي إلي هدوء الطلب وتراجع السعر بشكل واضح مما كبد المضاربين خسائر كبيرة . واشار أبو زيد إلي ان ما يحدث ماهو الا رضوخ لاسعار الانتربنك أو السعر الرسمي معتبرا ان السوق السوداء مازالت ضعيفة وانه بمجرد استقرار الاوضاع السياسية وهدوء الاجواء المضطربة سوف يسهم في استقرار الاوضاع.