يعاني سكان الجزر اليونانية من مشكلات معيشية كثيرة تفاقمت مع الأزمة الاقتصادية التي تضرب اليونان في حين تمتلك جزرهم العديد من الفرص الاستثمارية التي يمكنها تحسين واقعهم بشكل كبير. ويقول سبيروس ثيوتيكوس المستثمر في مجال الرخام بجزيرة تينوس (147 كم جنوب شرق أثينا)، إن الجزر لا سيما صغيرة الحجم وقليلة السكان لديها مشكلة في التواصل مع البر اليوناني عبر السفن خاصة في فصل الشتاء وفي بعض الأحيان تنعزل تماما بسبب رداءة الأحوال الجوية كما أن بعضها يعاني من انقطاع في التيار الكهربائي لفترات غير محددة إضافة إلي أن خدمات مهمة مثل المشافي المتقدمة غير موجودة ويضطر السكان لنقل الحالات الخطيرة إلي أثينا. وأضاف ثيوتيكوس للجزيرة نت أن أسعار المواد القادمة من المدن اليونانية مثل المحروقات تكون مرتفعة بسبب تكاليف النقل بينما المواد الزراعية التي تنتج في الجزر نفسها تكون معقولة التكلفة ومن المشجع أن ضريبة القيمة المضافة في الجزر منخفضة بحيث تصل إلي 13% تقريبا في حين تصل في المدن اليونانية إلي 23% وأشار إلي أن بعض الجزر تنتج الرخام أو مواد تجارية أخري وهو ما يسهم في انعاش اقتصادها بينما بدأت تنتشر مشروعات مثل إنتاج الطاقة النظيفة بمولدات تعمل بالهواء وتشكل السياحة والخدمات الدعامة الرئيسية لاقتصاد الجزر. وزير البحرية ومنطقة بحر ايجه كوستيس موسوريليس أشار للجزيرة نت إن مشكلات الجزر اليونانية تنبع من كونها سوقا صغيرة ومحدودة الموارد الطبيعية، وهناك صعوبات في وصلها بالبر اليوناني مضيفا أن الوزارة حاليا تعكف علي تحضير مشروعات لجزر تنتج منتجات نوعية وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وتحسين الخدمات للمواطنين عبر التقنية والحكومة الالكترونية ودعم الإدارات المحلية. وتابع موسوريليس الذي كان يرأس مؤتمرا عقد في مدينة بريوس حول الجزر اليونانية أنها تصرفت خلال الأزمة الاقتصادية الحالية بشكل أفضل من باقي المناطق وذلك لأسباب منها السياحة والرحلات البحرية باتجاه المدن التي تدعم الاقتصاد المحلي إضافة إلي تصدير بعض المنتجات المعتمدة علي التقاليد والتقنية معا. وأشار الوزير اليوناني إلي أن الأزمة ضربت شريان الحياة في الجزر وهو خط الملاحة الذي يربطها بالبر لاسيما تلك التي لا تملك حلولا بديلة وتحاول الوزارة مواجهة هذه المشكلة عبر الطائرات البرلمانية. وأثني موسوريليس علي الاستثمار السياحي والثقافي في هذه الجزر معتبرا أنه موجه إلي سوق عالمية واسعة كوستيس موسوريليس الأزمة ضربت شريان الحياة ف يالجزر وهو خط الملاحة الجزيرة نت. وأشار أنه رغم الأزمة الاقتصادية في أوروبا فإن عدد سياح الخارج لم ينخفض بينما انخفض عدد السياح الداخلين كما أن الجزر لديها عشرات المرافئ وأماكن رسو المراكب السياحية وهذا يشكل حافزا للمستثمرين واعتبر أن جعل الجزر قادرة علي المنافسة مع المقاصد السياحية الأخري في البحر المتوسط مسألة تخص الإنتاج مضيفا أنه حتي في مجال السياحة لابد أن تكون اليونان أكثر إنتاجا بحيث تصبح المشروعات السياحية أكثر انفتاحا وعطاء. ثيوذورس مانجانيوتيس رئيس بلدية جزيرة كيمولوس (180 كم جنوب شرق أثينا) أشار إلي أن جزيرته الصغيرة تغلبت علي مشكلة البطالة عبر شركة تعدين تشغل نحو عشرين شخصا من أصل سكان الجزيرة البالغ عددهم 900 شخص لكن تبقي مشكلتا الاتصال مع البر والصحة بدون حل موضحا أن أسعار المنتجات القادمة من أثينا مرتفعة كذلك. أما يانيس روسوس رئيس غرفة صناعة وتجارة مجموعة جزر كيكلاذيس المكونة من 33 جزيرة جنوب بحر ايجه فأشار للجزيرة نت إن الجزر الصغيرة ترتفع فيها أسعار المواد القادمة من أثينا لكن هناك تغير في الأسواق حاليا بسبب الأزمة مما يرشح الأمور للتغير. وأشار روسوس إلي أن ارتفاع أسعار المحروقات خلال الفترة الماضية يصعب الأمور علي السفن التي تربط الجزر بأينا وتخصص الدولة اليونانية لهذه الجزر رحلات مدعومة منها وذلك بسبب قلة المردود المادي لتلك الرحلات وأشار إلي أن الفترة الأخيرة شهدت اهتماما من رجال أعمال ومتقاعدين أوروبيين وعرب لشراء منازل لهم في الجزر اليونانية. وتمتلك اليونان قرابة ستة آلاف جزيرة كبيرة وصغيرة في بحري ايجه والايوني منها 227 مأهولة وتكون بذلك أكبر دولة متوسطية من حيث عدد الجزر.