تصل معدلات بطالة الشباب ما بين سن 15 - 24 عاما في بعض بلدان أوروبا والشرق الأوسط إلي 25% أو أكثر، وفي بعض الحالات الصعبة مثل اسبانيا ومصر تقفز هذه النسبة إلي ما هو أكثر من 50%، وتقول الأرقام إن هناك 75 مليون شاب في هذه المرحلة السنية يعانون من التعطل علي مستوي العالم إلي جانب 150 مليون شاب آخرين في بطالة مقنعة، وتحويل الشباب في مقتبل العمر إلي عاطلين لا يعني فحسب للقلاقل الاجتماعية والأمراض النفيسة التي أخفها القلق، ويكفي أن تعرف أن اليابان لديها حاليا 700 ألف شاب قرروا الانسحاب من المجتمع والتشرنق في معازل محلية خاصة بهم. والمدهش في تقرير مجلة "الايكونوميست" ان هذه يحدث بينما الشركات تشكو بصوت مرتفع من عجزها عن العثور علي الكفاءات التي تحتاج إليها في العمل، وكانت شركة مان باور لخدمات التشغيل قد اصدرت تقريرا في وقت سابق من عام 2012 قالت فيه ان اكثر من ثلث أربابح الاعمال علي مستوي العالم يجدون صعوبة في مليء مالديهم من وظائف شاغرة ولم يعد نتقص العمالة المؤهلة مقصور فقط علي وظائف النخبة مثل المهندسين ولكنه امتد ليشمل وظائف المستوي المتسوط في مجال الادارة المكتبية، وفي الاسبوع الاول من ديسمبر 2012 اصدرت شركة الاستشارات مكنزي تقريرا قالت فيه انها درست بعمق أصول العمل والتشغيل في 9 دول هي امريكا والبرازيل وبريطانيا والمانيا والهند والمكسيك والمغرب والسعودية وتركيا ووجدت ان 43% من أرباب الأعمال، لا تجد العدد الكافي من العمال المهرة حتي في أدني مستويات التوظيف ومعلوم ان الشركات المتوسطة التي يتراوح عدد عمالها ما بين 50 و500 شخص صار لدي كل منها الآن 13 وظيفة خالية عند أدني مستويات سلم التوظيف أما هذا العدد في الشركات الكبري فيصل إلي 27 وظيفة خالية عند ذات المستوي من سلم التوظيف. فماذا يجري اذا؟ وما الذي يمكن ان نفعله لعلاج هذا الوضع؟ تقول مكنزي بوضوح إن الجزء الأكبر من المشكلة يرجع إلي ضعف أو انعدام التنسيق بين مناهج التعليم وسوق العلم والجزء الأكبر من الحل يتوقف علي تحقيق التنسيق الضروري بين هذين الطرفين .. المعلمين وأصحاب الأعمال وجعل التلايمذ علي صلة بالطرفين معا. ولعل أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف هي تجديد واصلاح التعليم المهني الذي يعامل مثل إبن الضرة الشقي في النظم التعليمية كلها عدا نظام التعليم الألماني بالطبع ونظم التعليم التي تأخذ بذات الرؤية الألمانية ونتيجة لذلك فإن الآباء والأبناء يتحاشون مدارس التعليم المهني حتي ان كثيرا من التلاميذ الذين استطلعت مكنزي آراءهم اختاروا الدراسات الاكاديمية علي الرغم من علمهم بأن التعليم المهني سيكفيهم شرا البحث عن وظيفة. ومع ذلك تقول مكنزي إن بعض البلدان والمدارس والشركات بعيدة النظر مشغولة حاليا بإعادة اكتشاف التعليم المهني فبلد مثل كوريا الجنوبية اقامت شبكة من مدارس التعليم المهني علي غرار النمط الألماني لمدارس تخريج الاسطوات وذلك لعلاج النقص الحاد الذي تعاني منه كوريا في أعمال الماكينات والسمكرية، وفي هذه المدارس تتكفل الدولة بكل تكاليف العملية التعليمية، وتطلق علي خريجي هذه المدارس لقب الاسطوات الشبان لعلاج أي شعور بالنقص قد يساورهم ازاء أقرانهم من أصحاب الشهادات الجامعية. ولعبور الفجوة بين ما هو نظري وما هو عملي تقوم المدارس بانشاء نسخة طبق الأصل من امكانية العمل ليتدرب فيها الطلاب كما تعقد الشركات اتفاقات مع المدارس لتدريب هؤلاء الطلاب لديها مقابل أجر حتي يتم المزج الجيد بين ما هو أكاديمي وما هو عملي وفي بلد مثل مصر هناك اتفاق بين شركة أمريكانا جروب للأغذية والمطاعم وبين المدارس المهنية علي أن يعمل الطلاب لديها نصف الوقت مقابل أجر ويقضون النصف الآخر في المدرسة. .