هما عايزين ايه؟ يريدون ان نهاجر ونترك لهم البلد.. دا "بعدهم" انهم يعيشون في وهم اسمه السيطرة والحكم، وفي سبيل ذلك يسلكون كل الطرق المشروعة وغير المشروعة، ومن أكاذيب وتلفيق الاتهامات وتكفير المعارضين. لم تتم الاستجابة للمطالب الشعبية والقوي المدنية بتأجيل الاستفتاء علي الدستور رغم أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي منح اللجنة التأسيسية شهرين لاستكمال كتابة الدستور.. ولكن تم ضرب ذلك في عرض الحائط وانتهوا من الدستور علي عجل من أمرهم.. وأقيم الاستفتاء رغما عن أنف الجميع. وانقسم المصريون إلي قسمين المؤيدون والمعارضون وسادت حالة من التخبط والارتباك بين كل أجهزة الدولة.. وأصبحنا فريقين كلا يتربص بالآخر.. وكل فريق يتصيد الأخطاء.. وساد بيننا جو من عدم الثقة وحالة من الاستقطاب السياسي.. كل فريق يحشد انصاره.. فجوة شاسعة بين أبناء الوطن وأصبحنا أعداء.. مظاهرات واحتجاجات دامية سقط فيها قتلي وجرحي بالعشرات.. بل بالمئات.. من المسئول عن ذلك؟ كان يمكن حقن الدماء لو أنه تم تأجيل الاستفتاء وإعادة صياغة بعض المواد الخلافية التي جاءت في الدستور.. ولكن المؤكد ان لهم مصلحة في ذلك اني أقصد هنا رئيس الجمهورية والإخوان المسلمين بحزبها الحرية والعدالة.. وجميع التيارات الدينية. انقلاب اخلاقي لم نر له مثيلا في مصر قبل ذلك كل واحد ينصب نفسه زعيما وقائدا يجتمع حوله مئات أو آلاف من المناصرين له يؤيدونه بالسمع والطاعة.. كل واحد منهم يبحث عن منصب ويكون له من الكعكة نصيب كبير. في هذه الاجواء المضطربة يخرج علينا أنصار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل في مظاهرات واحتجاجات تجاوزت السلمية إلي العنف المادي والعنف اللفظي وتحدث الاشتباكات ويقع عشرات الجرحي والمصابين.. وتتعطل مصالح المواطنين.. أمام مدينة الإنتاج الإعلامي.. والتجاوز والخطأ الكبير في مهاجمتهم لمقر حزب الوفد باعتراف مدير الأمن العام أنهم من أنصار حازمون ويقومون بكسر البوابة ودخلوا لمقر الحزب يحرقون كل ما يصادفهم ويدمرون السيارات وواجهات المبني.. وكان في خطتهم أيضا الاعتداء علي مقر جريدة "الوطن" و"الفجر" و"الاسبوع" دون وازع ديني أو اخلاقي.. وينكر الشيخ حازم أبوإسماعيل انهم قاموا بهذا الفعل وانه سيقاضي الداخلية وكل من يتهمهم بمثل هذه الاتهامات. الغريب والعجيب أيضا انه في مداخلة الشيخ حازم أبوإسماعيل مع عمرو الليثي في برنامج "90 دقيقة" بقناة المحور وكان ضيف البرنامج د.عصام العريان حيث يؤكد الشيخ حازم في مداخلته انهم أي الحازمون سيدخلون انتخابات مجلس الشعب القادم وسيحصدون جميع كراسي المجلس بنسبة 100% فقال له عصام العريان طب سيبوا لنا حاجة.. وكأن مصر عزبة يتقاسمها أبوإسماعيل والإخوان المسلمين.. مأساة خاصة أيضا انه لايزال أنصار جماعة الإخوان يحاصرون المحكمة الدستورية رغم تأكيدات رئيس لجنة الانتخابات المستشار زغلول البلشي بانه سينهي الحصار قبل عملية الاستفتاء.. وعندما أراد رئيس المحكمة يوم الاحد الماضي دخول المبني فوجده محاصرا رجع الرجل الي بيته مؤثرا السلامة من أي إهانة مادية أو لفظية أليس هذا عبثا وبلطجة وبحاجة من بعض التيارات الدينية لأن تتظاهر وتعتصم أمام المباني الحكومية يعطلون أعمال المواطنين وينصبون أنفسهم أصحاب الأمر والنهي. أين وزارة العدل؟ أين الرئيس محمد مرسي؟ ألم يصله هذه التجاوزات الفجة؟ وهذه الأفعال التي تضرب دولة القانون.. يجب عمل وقفة مع كل من يتجاوز أيا كان سواء من التيارات الدينية أو من القوي المدنية والأحزاب يجب احترام القانون وعدم المساس بمصالح المصريين. أكثر من مئات الشكاوي رصدتها منظمات حكومية ومنظمات مدنية ومراقبون للاستفتاء علي الدستور في مرحلته الأولي.. وهي نفس الانتهاكات والخروفات التي حدثت من قبل في انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس الشعب السابق.. مخالفات وتجاوزات بالجملة من جماعة الإخوان المسلمين والتيارات والاحزاب الدينية وذلك لتمرير الدستور رغم العوار الذي اعترف به كبار فقهاء القانون في مصر.. من هذه المخالفات التي تم رصدها وحدثت في غالبية اللجان الفرعية في المحافظات قلة عدد القضاة المشرفين علي الصناديق مما تسبب في عملية بطء شديد ووقوف الناخبين في طوابير طويلة لعدة ساعات منهم من ترك الطابور وعاد الي بيته دون استفتاء ومنها ايضا ان هناك قضاة ليسوا بقضاة وهذه مخالفة شديدة تستوجب بطلان الاستفتاء وهناك ايضا بطاقات ليست مختومة.. والحبر الفوسفوري مغشوش واسماء غير موجودة في الكشوف وتأخر في فتح اللجان.. ولجان تغلق ابوابها في السابعة رغم قرار مده الي الحادية عشرة مساء. كل هذه الخروقات.. بالاضافة الي ان الاستفتاء جاء بغير إرادة جميع اطياف المجتمع المصري.. الأمر الذي دفع أكثر من 20 ائتلافا ومنظمة حقوقية الي رفضهم للاستفتاء لأن هذه المخالفات كافية لابطاله . ظهرت نتيجة المرحلة الأولي بنسبة 57% لمن قالوا "نعم" ونسبة 43% لمن قالوا "لا".. وهي نسبة كبيرة للرافضين للدستور.. وأما النسبة الكبيرة لمن قالوا "نعم" فانها لا تظهر حقيقة إرادة المواطنين لأن الكثير منهم لم يقرأ الدستور وقالوا "نعم" لكي يخلصوا ويستقروا كما زعموا بذلك. وتبقي المرحلة الثانية السبت القادم وهي التي ستحسم مصير الدستور وأيا كانت النتيجة فإن الثقة في النظام وجماعة الإخوان المسلمين والتيارات الدينية قد فقدت وهبطت شعبيتهم بسبب ممارستهم للعنف وترويع المواطنين. انني علي ثقة بأن الاقبال سيكون في المرحلة الثانية كبير يفوق المرحلة الأولي في المحافظات الباقية. الناس أصبحوا أكثر وعيا وأكثر فهما بنيّات وتوجهات واطماع التيارات الدينية.. اتمني أن يتم الاشراف القضائي علي كامل اللجان والتصدي لأي انتهاكات أو مخالفات. وليعلم الجميع د.مرسي وجماعة الإخوان وكل من يدعي الزعامة أن السلطة زائلة.. السلطة زائلة.. وإرادة الشعوب هي التي تنتصر في النهاية.