أفادت صحيفة إسرائيلية بأن الولاياتالمتحدة سلمت إسرائيل ولبنان مؤخرا خريطة بهدف تسوية النزاع بين الجانبين بشأن حقول الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، لكنهما لم يردا علي الاقتراح الأمريكي. ونقلت الصحيفة عن عاموس هوخشتاين مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الطاقة قوله في نهاية الشهر الماضي إن الولاياتالمتحدة عملت كوسيط واقترحت تعيين حدود بحرية تستند إلي القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، وإن الولاياتالمتحدة معنية بالتوصل إلي اتفاق بين كل من لبنان وإسرائيل وقبرص بشأن تعيين حدود المياه الاقتصادية لكل دولة. وأضاف هوخشتاين أن الهدف من تسوية كهذه هو تمكين شركات أجنبية من استثمار الأموال من أجل التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط من دون تخوف أمني، خاصة أن الشركة المركزية التي تنفذ أعمال التنقيب هذه هي شركة نوبل إنرجي الأميركية. يشار إلي أن الولاياتالمتحدة سعت إلي التوسط بين إسرائيل ولبنان من أجل التوصل إلي تسوية بشأن تقاسم حقول الغاز في البحر المتوسط، لأن هذه الحقول باتت نقطة توتر بين الجانبين. وتنقسم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان إلي قسمين.. القسم الأول هو خط بطول 12 ميلا من الشاطئ ويوجد في جانبيه سيادة كاملة لكل من لبنان وإسرائيل، بينما القسم الثاني هو بطول يصل إلي نحو 100 ميل ويسمي منطقة اقتصادية حصرية أو مياه اقتصادية، ويوجد في هذه المنطقة حقوق اقتصادية وبحثية في الموارد الطبيعية والصيد وغيرها. وقد أصبحت المياه الاقتصادية- بعد اكتشاف حقول غاز تقدر عائداتها بمليارات الدولارات- منطقة ذات أهمية استراتيجية أكبر. ونقلت هآرتس عن مسئولين في وزارتي الخارجية الأمريكية والإسرائيلية قولهم إن خريطة التسوية سلمتها الولاياتالمتحدة إلي إسرائيل ولبنان قبل أربعة أشهر. وأفاد مسئول إسرائيلي أن الطاقم الأمريكي الذي عالج الموضوع ضم هوخشتاين وفريد هوف الذي كان مسؤولا عن الملف اللبناني في وزارة الخارجية الأمريكية، وأنهي عمله في الأسابيع الأخيرة. وزار هوخشتاين وهوف إسرائيل ولبنان عدة مرات، وأجريا محادثات مع مسئولين في كلا الجانبين. وقال مسئول إسرائيلي إن هوف وهوخشتاين سلما اقتراحات إلي طاقم إسرائيلي برئاسة عوديد عيران، وهو دبلوماسي وسفير سابق لإسرائيل لدي الأردن والاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن الرسالة الأمريكية لكلا الجانبين هي أن اقتراح التسوية موضوع علي الطاولة وأن بالإمكان تطبيقه فورا أو في المستقبل، وأن إسرائيل ولبنان ليستا مطالبتين بتحويل الاقتراح إلي اتفاق سياسي بينهما وإنما بإمكانهما تسليم موافقتهما إلي الولاياتالمتحدة لتكون راعية لهذه التفاهمات. واقترح الأمريكيون أنه في حال موافقة إسرائيل ولبنان علي صيغة التسوية، فإن بإمكان كل جانب -وبشكل منفصل- أن يعلن عن تصحيح التعيين الحدودي للمياه الاقتصادية الخاصة به وفقا للخريطة الأمريكية.