أضع الصور أمامي.. أتأملها أحاور من فيها وما بها من شخصيات وأماكن وأزمنة أحاول استعادة ما كان في صورته الصحيحة.. لقد زاملت في حياتي شخصيات لا أذكر عددها.. وصادفت شخصيات ووضعت بيني وبين البعض أحيانا جدارا من عدم الثقة لكن تأثير تلك الشخصيات يقل.. عن التأثير الذي أحدثته في نفسي من شخصيات في الأفلام التي قاموا ببطولتها.. لم أتعرف عليهم بالخيال في الأفلام التي عبرت عن جانب من شخصياتهم وأيضا ما لمسته من جانب من حياتهم.. نوازعهم وتجاربهم وحيراتهم وماعانوه.. لكن تأثيراتهم الشخصية علي حياتي ظلت قائمة.. ومازلت التقيهم علي شاشات السينما أو علي شاشات التليفزيون. لم تكن شخصية فاتن حمامة أو ماجدة كما جسدتا الشخصيات التي قدماها في السينما كما يراها الشاهد.. وإنما هي شخصيات مختلفة في الحياة. كان صراع الشهرة بينهما واضحا ومعروفا للجماهير ولي شخصيا. ورغم أن فاتن حمامة بدأت مشوارها السينمائي في أواخر عام 1939 في فيلم "يوم سعيد" الذي قام ببطولته محمد عبدالوهاب وإلهام حسين وكانت في السابعة من عمرها في ذلك الوقت إلا أن مشوارها الحقيقي في السينما بدأ في عام 1948 عندما قدمها المخرج حسن الإمام في فيلم "اليتيمتين" والتي شاركها بطولته ثريا حلمي ونجمة إبراهيم وفاخر فاخر ومحمد علوان واستطاع أن يرسم لها شخصية ابنة الطبقة المتوسطة التي تعاني كثيرا مثل بنات جيلها في ذلك الوقت وقد استطاع أن يركز علي هذه الشخصية التي عرفت بها فاتن حمامة خلال سبعة أفلام قام بتقديمها في نفس الشخصية وهي أفلام "أنا بنت ناس" و"أسرار الناس". و"أنا بنت مين". و"قلوب الناس". و"الملاك الظالم". وآخرها كان فيلم "لن أبكي أبدا" حيث كانت وصلت إلي درجة كبيرة من الشهرة وكان الفيلم من إنتاج حسن رمزي.. وأصبحت تلقب بسيدة السينما العربية.. ولأن حسن الإمام كان يناديها باسم الدلع وهو "تونه" فقد اشترطت علي حسن رمزي. شرطا تعجيزيا هو أن تتقاضي خمسة آلاف جنيه في الفيلم. وكان هذا المبلغ يعتبر مغالي في طلبه ووافق حسن رمزي علي التعاقد معها علي المبلغ.. إلا أنها طلبت منه أن لا يناديها حسن الإمام باسم الدلع "تونه" كما كان يفعل في السابق بل يتحدث معها علي أساس أنها فاتن حمامة وابلغ حسن رمزي رغبتها إلي حسن الإمام وبعدها لم تقف فاتن حمامة أمام كاميرات حسن الإمام. في الجانب الآخر ظهرت "ماجدة" التي كانت تلقب بعذراء الشاشة وهي المنافس لفاتن حمامة.. فقد بدأت في الوقوف أمام كاميرات السينما في فيلم الناصح شاركها بطولته إسماعيل يس وفريد شوقي وهو من إنتاج عام 1949 أي بعد أن بدأت فاتن حمامة في البطولة بعام وأكثر. وكانت بداية ماجدة في الأفلام الكوميدية حيث قامت ببطولة فيلم آخر بعد ذلك هو "ليلة الدخلة" بطولة إسماعيل ياسين وحسن فايق وعبدالفتاح القصري ومن اخراج مدير التصوير "مصطفي حسن"، واللافت للنظر أن الفيلمين حققا ايرادات ضخمة لم تكن متوقعة.. إلا أن ماجدة وضعت نصب عينيها فاتن حمامة.. فاتجهت بعدها إلي الأفلام الاجتماعية خاصة بعد أن رشحها المخرج أحمد بدرخان في فيلمين في عام 1952 هما الإيمان.. مع محمود المليجي وحسن رياض والفيلم الثاني مصطفي كامل وهو فيلم من الأفلام الحركة الوطنية في مصر حيث قامت ببطولته لأول مرة أنور أحمد وكان وكيلا لوزارة الشئون الاجتماعية مع حسين رياض وماجدة. ثم اسند إليها المخرج أحمد ضياء الدين بطولة فيلم "ومرت الأيام" ودعوني أعيش إلا أن هذه الأفلام لم تصل إلي مستوي الأفلام التي كانت تقوم ببطولتها فاتن حمامة حيث إنها من البداية وضعت في عينيها منافسة فاتن حمامة.. فقررت الاتجاه إلي الإنتاج لتحقيق هذه الهدف.. واختارت رواية الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس "أين عمري" لتكون باكورة إنتاجها وأخرجها لها أحمد ضياء الدين وشاركها في بطولة الفيلم يحيي شاهين وأحمد رمزي وزكي رستم وميمي شكيب وأمينة رزق.. وكان إنتاج هذا الفيلم في عام 1956. ومنذ هذه الفترة ظهر التنافس الشديد بين فاتن حمامة وماجدة ولكنه لم يؤت هذا التنافس ثماره إلا في عام 1960 عندما عرض فيلم "نهر الحب" الذي قامت ببطولته فاتن حمامة وعمر الشريف وزكي رستم وفؤاد المهندس وكان عرضه في سينما ميامي بالقاهرة.. والفيلم من اخراج عز الدين ذو الفقار وكان منتجه حلمي رفلة قد وضع آمالا عريضة حول تحقيق الفيلم ايرادات كبيرة خاصة أن الفيلم تقوم ببطولته فاتن حمامة وعمر الشريف الذي تزوجها بعد أن تم طلاقها من المخرج عز الدين ذو الفقار.. ولأن الأخير هو مخرج الفيلم فقد وضع المنتج وشركة التوزيع آمالا ضخمة لتحقيق