بعد قرابة عشرة أعوام من حكم حزب العمال خفضت البرازيل أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية معدلات الفقر وقطعت شوطا طويلا في الحد من عدم المساواة وهو اتجاه يتعارض مع اتساع الفجوات في مكان آخر "أعتقد أن هذا المكسب مهم جدا للبرازيل ألا وهو تحويل البرازيل إلي سكان من الطبقة الوسطي" هكذا تقول رئيسة البرازيل ديلما روسيف في مكتبها في بالاسيو دو بلانالتو في العاصمة برازيليا وأضافت: "نريد البرازيل أن تكون دولة الطبقة المتوسطة". لقد أحرزت الرئيسة المنتخبة تقدما ملحوظا نحو تحسين كثير من الملايين في واحد من أكثر المجتمعات التي لا توجد فيها مساواة في العالم وقد ساعدت معجزاتها الاقتصادية علي انتشال من 30 إلي 43 مليون نسمة من الفقر وأوجدت أسواقا للشركات المحلية ومتعددة الجنسيات أحدثت تعادلا لدي المستثمرين العالميين. عندما تولت روسيف السلطة في يناير من العام الماضي خلفا للويز ايناسيو لولا دا سيلفا الرئيس السابق كانت هناك شكوك أثيرت حول ما إذا كان بإمكان هذه المرأة التي لم يسبق لها تولي منصب منتخب من قبل أن تسيطر علي تحالف حزب العمال الذي يضم أكثر من عشرة أحزاب. روسيف خبيرة اقتصادية متدربة وعملت كوزيرة للطاقة عندما اختارها لولا دا سيلفا بعد فوزه بالسلطة في عام ،2003 وحاولت حماية صناعاتها من خلال تدابير مثل زيادة الضرائب علي السيارات التي تضم مكونات مستوردة تصل لأكثر من 40% وأدي هذا والخطوة التي جاءت في الآونة الأخيرة لرفع الرسوم الجمركية علي مئات السلع من أنابيب الحديد إلي إطارات الحافلات إلي الشكوي المقدمة من الشركاء التجاريين بما في ذلك الولاياتالمتحدة. تقول روسيف: هذا البلد ليس مجرد مكان لتجميع الأشياء نريد دولة منتجة توجد المعرفة ونطبقها هنا ونحن نريد قوة عاملة ماهرة لكنها تعترف بأن كثيرا من مشكلات البرازيل هي أيضا محلية الصنع فمشكلات ارتفاع تكاليف الأيدي العاملة وانخفاض الإنتاجية وضعف البنية التحتية وارتفاع الضرائب مع الانفاق الحكومي الذي يمثل 36% من الناتج المحلي الإجمالي وتكثف الحكومة أيضا بيع امتيازات البنية التحتية حيث باعت بالفعل المطارات في ساو باولو بالقرب من كامبيناس وبرازيليا المدينة الأكبر في البلاد. تعطي روسيف الاهتمام بالتفاصيل مهما تكن تافهة وقد يكون هذا هو ما تحتاج إليه البرازيل في إطار سعيها لتعزيز انجازات العقد الماضي ولتستمر في ظهورها كدولة الطبقة المتوسطة.