شدد عدد من الخبراء والمستثمرين الزراعيين المهتمين بزراعة القمح علي أهمية أن تسعي حكومة د. هشام قنديل لتوفير الكميات المطلوبة من تقاوي القمح المعتمدة والعالية الإنتاجية لتغطية كل المساحة المقرر زراعتها في الموسم الشتوي بهدف تحقيق حد من الاكتفاء الذاتي.. كما شدد علي ضرورة أن تسعي وزارة الزراعة وخاصة بعد ثورة 25 يناير المجيدة لزيادة المساحة المزروعة بالقمح وبأصناف عالية الإنتاجية حتي لا نضطر لاستيراد جزء كبير من احتياجاتنا من الخارج وبأسعار مرتفعة. وأشار الخبراء إلي أن وزارة الزراعة العام الماضي قد صرحت علي زراعة أكثر من 0،5% من مساحة الأرض المخصصة لإنتاج القمح بأصناف قديمة منخفضة الإنتاجية تعطي 10 و11 أردب فدان. وطالبوا بضرورة إزالة المعوقات الكثيرة التي كانت تضعها وزارة الزراعة في فترات سابقة والتي كانت تحول دون زراعة الأرض المخصصة للقمح بأصناف عالية الإنتاجية وتحول بالتالي دون تخفيض الاكتفاء الذاتي من القمح. أشار علي شرف الدين رئيس غرفة الحبوب باتحاد الصناعات إلي أهمية تغطية تقاوي القمح المعتمدة العالية الإنتاجية لكامل المساحة التي تزرع بالقمح لكي تتمكن مصر من تحقيق حد آمن من الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول.. مؤكد أن المزارعين العام الماضي قد زرعوا 40% فقط من المساحة بأصناف جيدة. وأوضح أن مشكلة زراعة القمح تكمن في عدم وجود سياسة واضحة من الحكومة ومؤسسة الرئاسة بشأن زراعة القمح، حيث كان يجب وضع خطة لزيادة المساحة المزروعة بالقمح بجانب العمل علي توفير نوعية جيدة من التقاوي بأسعار مدعمة تزرع بها كل المساحة المزروعة بهذا المحصول وليس 40% فقط! ولفت علي شرف الدين إلي أن مركز البحوث الزراعية وبالتحديد قسم بحوث القمح بالمركز يجب أن يلعب دورا مهما في النهوض بإنتاجية القمح ومد الفلاحين بالتقاوي العالية الإنتاجية الرخيصة والمقاومة للأمراض. وشدد علي أهمية أن يسعي الدكتور صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بجدية لتوزيع الكميات المطلوبة من التقاوي المعتمدة من الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي علي المزارعين في جميع محافظات مصر من أجل زراعة كل المساحة المخصصة بالأصناف الجيدة. أسعار القمح ويطالب شرف الدين بضرورة إعلان سعر توريد القمح المحلي في الموسم الجديد والذي يجب ألا يقل عن 400 جنيه للأردب بأي حال من الأحوال. وأشار علي شرف الدين إلي أن وزارة الزراعة يجب أن تتمسك بهذه الأسعار لتشجيع المزارعين علي زراعة 3،7 مليون فدان في الموسم الجديد. وقال: للأسف الشديد الأصناف الجيدة من التقاوي لم يتم تعميمها لأسباب مختلفة بعضها يرجع إلي ارتفاع أسعار هذه الأصناف وعدم إنتاج كميات تغطي كل المساحة المزروعة.. وبعضها الآخر يرجع إلي القصور في حملات التوعية حيث مازال قطاع كبير من الفلاحين يعتمد علي استخدام التقاوي المخزنة من العام الماضي والتي تعطي إنتاجية محدودة تصل ل 11 أردبا للفدان أو أقل من ذلك!! زيادة المساحة ومن جانبه يؤكد د. عبدالعظيم طنطاوي مدير مركز البحوث الزراعية الأسبق علي أهمية تشجيع المزارعين علي شراء تقاوي وزارة الزراعة المعتمدة التي تعطي إنتاجية تصل إلي 20 و22 أردبا وعلي أهمية أن نخطط لزيادة المساحة المزروعة بالقمح وبأصناف جيدة حتي لا نضطر لاستيراد معظم احتياجاتنا من الخارج. ولفت إلي ضرورة وضع حلول جذرية للمشكلات الأخري المرتبطة بضرورة تحديد أسعار مجزية للقمح قبل موسم زراعته بوقت كاف وبما يضمن هامش ربح كبيرا للفلاحين والمرتبطة أيضا يزيادة نسبة الفاقد من القمح أثناء التخزين والنقل والتصنيع والإنتاج!! الارشاد الزراعي وشدد د.طنطاوي علي ضرورة التوسع في إنشاء الصوامع المعدنية من أجل تقليل الفاقد واستيعاب كميات القمح التي يتم توريدها سنويا إلي الحكومة. وقال إن ارتفاع إنتاجية الفدان يعتمد علي عدة أمور من أهمها الالتزام بالتوصيات الفنية للارشاد الزراعي، واستخدام أصناف جيدة عالية الإنتاجية وخالية من الأمراض، بجانب تعميم الميكنة وتحديد سعر مشجع لتوريد القمح قبل زراعة المحصول بوقت كاف وتوفير كل مستلزمات الإنتاج وبأسعار مناسبة. أضاف: يجب أن تسعي وزارة الزراعة إلي زيادة المساحة المزروعة بالقمح.. ولن يحدث ذلك إلا إذا كان هناك سعر ضمان للقمح وصندوق لدعم الحاصلات الزراعية الرئيسية كما هو الحال في كل الدول المنتجة للحبوب. الزراعة المطرية ومن جهته يؤكد المهندس الزراعي عطية سليمان مستثمر زراعي بوسط سيناء وعضو مجلس الشوري السابق علي أهمية زيادة إنتاج التقاوي المعتمدة العالية الإنتاجية لكامل المساحة التي تزرع بالقمح في سيناء وفي غيرها من المناطق الجديدةوالوادي والدلتا لكي نحقق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول المهم. ولفت إلي أن معظم زراعة القمح في سيناء تعتمد علي الأمطار وتعطي إنتاجية عالية مؤكدا علي أهمية أن يسعي قطاع الارشاد الزراعي إلي تشجيع المزارعين في سيناء والمناطق الجديدةوالوادي والدلتا علي شراء تقاوي وزارة الزراعة المعتمدة التي تعطي إنتاجية تصل لأكثر من 20 أردبا. ويشير إلي أن الجمعيات التعاونية الزراعية يجب أن تحرص علي توفير كميات مناسبة من التقاوي العالية الإنتاجية للمزارعين في المناطق الجديدة وفي غيرها.. لكي لا يضطر الفلاح لاستخدام التقاوي المخزنة من العام الماضي وهي تعطي إنتاجية ضعيفة تتراوح بين ،11 12 أردبا للفدان. وأضاف: يمكن أن يؤدي تعميم إنتاج صنف جيزة 10 وصنف جيزة 9 وجيزة 7 إلي زيادة في إنتاج القمح بشكل كبير.. إلي جانب ذلك فالقمح من المحاصيل التي يمكن زراعتها في التربة الرملية بنجاح كبير يفوق بمراحل أرض الوادي السمراء.. ويمكن أن يروي بالمياه الجوفية وهي موجودة في كل صحاري مصر.