تحول شهر رمضان الكريم من شهر الصيام والعبادة وقراءة القرآن إلي شهر المسلسلات الدرامية.. وكأن الناس لا تشاهد التليفزيون سوي في رمضان.. وهذه الظاهرة، أصبحت احدي سمات الشهر الكريم في كل عام.. حيث يحرص المنتجون علي التواجد وانتاج أكثر من مسلسل ليلحق ويحجز له مكانا علي خريطة رمضان. رمضان هذا العام الذي يأتي في أوج شهور الصيف حرارة ورطوبة يحفل بحوالي 60 عملا دراميا، وهو رقم كبير لم يشهده أي رمضان سابق، وبلغت تكلفة انتاجها حوالي مليار جنيه وهو رقم لم يحدث من قبل. هناك كلام تردد بأن هناك شبهة غسيل أموال في انتاج بعض هذه المسلسلات.. وأقوال أخري تؤكد أن هذا النوع من الدراما في هذا التوقيت يحقق أرباحا خيالية لأصحابها.. وبتردد أيضا كلام عن تمويل خارجي من بعض دول الخليج.. فضلا عن سيطرة عدد كبير من رجال الأعمال المحسوبين علي النظام السابق. 60 مسلسلا من انتاج القطاع الخاص وعدد قليل من الانتاج الرسمي لشركة صوت القاهرة، ومدينة الانتاج الاعلامي وأكثر الأعمال تكلفة انتاجية كان لمسلسل فرقة ناجي عطا الله لعادل إمام بتكلفة وصلت إلي 90 مليون جنيه. يبدو أن المنتجين والفنانين ارادوا اختبار جماعة الاخوان المسلمين والتيارات الدينية الأخري والتي كانت لها تصريحات سابقة بتحجيم الفن ووضع قيود ورقابة صارمة علي انتاج الأعمال الدرامية حسب رؤيتهم. الجميع يمني نفسه بالحصول علي أكبر نسبة مشاهدة لعمله.. وهذا السباق المحموم لعرض هذا الكم الكبير من المسلسلات خلال شهر رمضان ربما يأتي عكس كل توقعاتهم ولا يحظي العمل بالقبول الكافي نظراً لكثرة الأعمال الحافلة بكل نجوم مصر.. وقد يكون العمل جيدا ويتميز بالجودة والاجادة والفكرة الراقية - رمضان ليس مقياسا أو اختبارا لجودة العمل الفني. ارتفعت ميزانيات المسلسلات هذا العام بسبب زيادة أجور النجوم والفنيين من مصورين وموسيقيين ومخرجين حيث تتراوح ميزانية المسلسل ما بين 50 مليونا، و40 مليونا و30 مليونا وربما أقل مسلسل تبلغ تكلفته حوالي 10 ملايين جنيه. والسؤال: هل يمكن تغطية نفقات وتكلفة هذه المسلسلات من خلال الاعلانات التي يعتمد عليها تسويق العمل؟ الاجابة بكل تأكيد لا.. لن يحقق أي مسلسل تكلفة انتاجه.. حيث يؤكد خبراء الاعلان بأن سوق الاعلانات في مصر انخفض كثيرا وحقق هبوطا ملحوظا في دخل الاعلانات بجميع أشكالها. غالبية نجوم وفناني مصر يتبارون ويتسابقون هذا العام كل يلعب في مسلسله معتبرا انه الأفضل والأجود.. والأحق بالمشاهدة.. نذكر منهم نور الشريف ويحيي الفخراني ومحمود عبدالعزيز وليلي علوي وميرفت أمين ونبيلة عبيد وفيفي عبده وبوسي وأحمد السقا وحنان ترك وجمال سليمان وإلهام شاهين ويسرا وغادة عادل ومصطفي فهمي وهند صبري وغادة عبد الرازق وشريف منير وتيم الحسن وصلاح السعدني ووفاء عامر حتي هيفاء وهبي وانغام.. وعدد كبير من الفنانين لم أذكرهم.. فضلا عن نجوم الصف الثاني.. وحشد كبير من الفنيين والمخرجين. رمضان.. موسم وسبوبة لغالبية الفنانين في مصر الذين يشاركون في مسلسلات هذا العام.. والكل "يأبج" ورمضان كريم. ** "ماريا" تبدأ بثها مع شهر رمضان الكريم، وماريا قناة فضائية صاحبها الشيخ أحمد عبد الله الشهير ب "أبوإسلام" رئيس قناة الأمة الفضائية.. والقناة كما يقول صاحبها متخصصة وبرامجها تبث موضوعات خاصة بالمرأة ولا يعمل بها سوي المنتقبات فقط أمام الكاميرا وخلفها باستثناء المخرج وهو رجل والوحيد الذي يعمل بالقناة وممنوع الاختلاط أو الاقتراب. اتعجب من فكرة القناة حيث يمكن لبعض المنتقبات ان يقدمن برامجهن في قناة الأمة التي يملكها أبو اسلام أو في أي قناة عربية أخري.. واذا كان كل العاملين في القناة من المنتقبات فماذا عن المشاهدين، هل هن من المنتقبات أيضا؟! لست ضد القناة ولكن اتحفظ علي الفكرة ذاتها.. ما الحكمة في أن تظهر المذيعة أو مقدمة البرنامج منتقبة، فهل يكون عليها أثم لو ظهرت محجبة برداء محتشم.. وانني أشاهد عالمات وداعيات فضليات يظهرن في القنوات الفضائية برداء محتشم ومظهر يدعو للاحترام دون نقاب.. ماذا لو انفعلت المذيعة أو مقدمة البرنامج مع ضيفها أو مع أحد المشاهدين فهل يعلو صوتها وتخرج عن المألوف.. أليس صوت المرأة عورة، أم أن وجهها فقط هو العورة؟! يا ناس الإسلام ويسر دين الوسطية وليس الغلو والتطرف في الإسلام في شيء.. رمضان كريم.