تيتانيك.. اسم السفينة التي حيرت العالم وأيضا عنوان لفيلم اذهل العالم .. فالسفينة الافخم التي صممت وفقا لاحدث المعايير التكنولوجية وقتها منذ قرن من الزمان في إبريل 1912 وبدت كأنها مدينة عائمة علي سطح المياه لم تصمد في قلب المحيط بعد انطلاق أولي رحلاتها إلا أربعة أيام لتتهاوي غرقا خلال 3 ساعات فقط بعد ارتطامها بجبل جليدي ليغرق 1500 شخص وينجو 700 شخص فقط من اصل 2200 راكب. ومن خلال المأساة قام المخرج جيمس كاميرون بالتنقيب في أعماق تلك السفينة لينسج قصة حب شديدة العذوبة والرقي خلال رحلة السفينة من انجلترا إلي أمريكا بين جاك وبين روز. جيمس كاميرون مخرج الفيلم وكاتب السيناريو والحوار له أيضا والمشارك في انتاجة راهن في عام 1997 عندما بدأ عرض تيتانيك علي الوجهين الجديدين ليوناردو دي كابريو ليجسد دور جاك وكيت وينسلت التي جسدت دور روز ودفع بهما الي صدارة المشهد من خلال سيمفونية حب سينمائية خالدة حافلة بالكثير من المعاني والمشاعر الانسانية. فالشاب جاك أحد ركاب الدرجة الثالثة والذي ينتمي إلي طبقة الفقراء ويهوي الفن التشكيلي تجمعه الصدفة للقاء روز تلك الفتاة الجميلة التي تنتمي إلي طبقة النبلاء والمخطوبة إلي شخص ثري لا تحبه ودائمة الاشمئزاز منه لكنها تحت ضغوط من والدتها التي تذكرها بأنهم بعد وفاة والدهم أصبح موقفهم المالي خطير وانهم بحاجة الي هذا الزواج للخروج من عثرتهم.. تستمر المعاناة فالتمرد يصاحب روز في كل تصرفاتها والحلم يرافق جاك في كل خطواته. إلي ان يلتقيا جاك ممثلا عن الفقراء وروز ممثلة عن النبلاء وكل منهما يدخل عالم الاخر ويندمجان فيه سواء بصعود جاك الي درجة الارستقراطيين أو بهبوط روز الي الدرجة الثالثة وسط المهمشين لكنهما يحلقان في مقدمة السفينة بقصة حبهما رافضين جميع أشكال القهر والتعنت وانهاء صراع الراسمالية والبروليتاريا. قصة حب تشبه الثورة، فالثورة مستمرة بين جاك روز لتحطيم جميع التابوهات وقهر حالة الفساد المجتمعي.. ورغم جميع محاولات الضغط عليهما باعتقال جاك مثلما اعتقل الثوار في مصر او بتعنيف روز وتقييد حلمها مثلما قيل عن فتاة التحرير إيه اللي نزلها وغيرها من المشاهد التي تمزج الثورة بالسينما بالحب بالابداع. وسط كل ذلك ترتطم السفينة بكل الصراعات ومختلف الطبقات بجبل جليدي وقتها يبحث الجميع عن النجاة عن فرصة تبدو يائسة للحياة، تيتانيك الفيلم الذي عرض في عام 1997 استقبلته دور العرض المصرية مجددا منذ أيام لكنه يعرض هذة المرة بتقنية الثري دي او الصورة ثلاثية الابعاد وذلك بمناسبة مرور ذكري غرق السفينة تيتانيك.. ورغم ان الفيلم سبق عرضه منذ 15 عاما وعرض ومازال علي شاشة المحطات الفضائية إلا انه يلاقي اقبالا غريبا من الجمهور لمشاهدته بنسخته الثري دي مع العلم أن الفيلم يعرض بنفس أبطاله وأحداثه والفارق فقط في التقنية. كان فيلم تيتانيك قد حقق 1.8 مليار دولار عند عرضه ليتربع علي عرش الايرادات في العالم - لاحظ ان الرقم يعادل ميزاينة دولة ولم يحقق بمشروع نهضة ولا بخصخصة قناة السويس بل من صناعة سينما حقيقية - وظل تيتانيك متصدرا الايرادات في العالم مثلما ظل "اللمبي" صاحب الايرادات التاريخية في مصر عندما تجاوز ال 30 مليون جنيه - لاحظ ان اللمبي لم تتجاوز تكلفته مليون جنيه وبحسابات النسبة والتناسب والفارق بين الجنيه المصري والدولار الأمريكي تكتشف سر المعادلة الصعبة - ظل تيتانيك متصدرا إلي ان تراجع للمركز الثاني بعد ان نجح فيلم افاتار في تخطيه ليستقر تيتانيك ثانيا علي مستوي الايرادات في العالم إلي جانب حصولة علي 11 جائزة اوسكار من أصل 14 جائزة رشح لها الفيلم.