جاء الاعلان عن عدد من مشروعات النهضة لمصر بعد ثورة 25 يناير أبرزها مشروع النهضة للدكتور أحمد زويل ومشروع النهضة لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ليطرح التساؤلات حول مشروعات النهضة التي شهدتها مصر عبر العقود الماضية وأسباب فشلها ومستقبل المشروعات الجديدة ونسبة نجاحها وآليات وقواعد عملها؟ والضمانات اللازمة لنجاح وفاعلية هذه المشروعات؟ وشهدت مصر الحديثة العديد من مشروعات النهضة والتي بدأت بنهضة محمد علي باشا والتي حققها من خلال الاهتمام بالتعليم العالي وإيفاد البعثات العلمية للخارج وانشأ قاعدة صناعية كبيرة سواء في مجال صناعة النسيج من خلال تأسيس 18 مصنعا للغزل والنسيج في المدن المصرية الكبري وصناعة السكر ومضارب الأرز والصناعات المعدنية كصناعة ألواح الحديد والنحاس وقطع الغيار للمصانع المختلفة ، وفي مجال الزراعة مازالت بصمات محمد علي واضحة عليها فقد بدأ بمسح الأراضي وتنظيم الضرائب عام 1813 وحرر الفلاحين من التبعية لنظام الالتزام ووزع الأراضي علي الفلاحين علي شكل ملكية انتفاع كما انشأ أسطولا مصريا عظيما أقام ترسانة كبيرة للسفن بالإسكندرية وغيرها . بداية يوضح عباس عبد العزيز عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة أن الفساد المالي والسياسي كان السبب الرئيسي وراء فشل مشروعات النهضة السابقة والدليل أن مشروع النهضة الذي تم طرحه في بداية الثمانينات كان يسير بخطي ثابتة في بداياته إلي أن دخل عليه الفساد وبدأ مخطط التوريث ومن وقتها والأوضاع بدأت تنتقل من سييء لأسوأ ولكن هذا لا يمنع من أن نبدأ من جديد في إقامة مشروعات نهضوية نحدد من خلالها آفاق المستقبل ، مضيفا أن نجاح هذه الخطة مرتبط في الأساس بضرورة عودة الأمن للشارع المصري أولا وقبل أي شيء والذي أدي غيابه في الفترة السابقة إلي إغلاق العديد من المصانع وهروب الاستثمارات للخارج إلي جانب المشاكل التي عاني منها قطاع السياحة، مؤكدا أن الأولوية الرئيسية لمجلس الشعب حاليا هي عودة الأمن وبناء عليها سيتم طرح مشروعات النهضة المقترحة. ويضيف عبد العزيز أن حزب الحرية والعدالة في مرحلة إعداد مشروع نهضة متكامل يضع في أولوياته العمل علي حل مشكلة البطالة وإصلاح الهيكل التعليمي عن طريق إحداث ثورة تعليمية إلي جانب إصلاح منظومة الصحة وأيضا منظومة التأمين الصحي والتأمين الاجتماعي، منوها أن عجز الموازنة القائم حاليا إلي جانب ارتفاع معدلات الدين العام الداخلي والخارجي وأيضا مشاكل الدعم والضرائب تمثل عائقا أمام تحقيق هذه الخطة ولكنها في نفس الوقت تمثل تحديا ويجب علينا التغلب عليه وعدم الاستسلام لهذه المشاكل عن طريق الإبداع والابتكار في التعامل مع موازنة الدولة فترشيد النفقات بات مطلبا ضروريا مع الوضع في الاعتبار أن الفساد كان يأكل جزءا كبيرا من إيرادات الموازنة مما يعني أن القدرة علي تحجيم الفساد سوف يسهم في زيادة الإيرادات إلي جانب الاهتمام ببعض القطاعات المهملة في السابق ومنها مجال الإنتاج الزراعي والحيواني إلي جانب قطاع المشروعات الصغيرة وغيرها من الأفكار المطروحة علي مائدة الحوار والتي من خلالها يمكن زيادة الإيرادات. ويؤكد عبد العزيز علي أن النظام السابق ترك للشعب المصري تركه ثقيلة من المشاكل ودورنا حاليا هو مواجهة هذه المشاكل والعمل علي حلها ، مضيفا أن طريق الإصلاح يجب أن يبدأ من الآن عن طريق مجلس الشعب فهناك ملفات خطيرة وحساسة تحتاج إلي حلول حاسمة ومنها ملف الدعم الذي يحتوي علي فساد كبير إلي جانب المشاكل المتعلقة بعجز الموازنة والدين العام ، منوها أن مشروع النهضة تجهيزه حاليا علي أن يتم البدء في تنفيذ بعض بنوده التي تحتاج إلي تحرك سريع ومنها تنفيذ قرار القضاء الإداري بوضع حد أدني وأقصي للأجور والذي يمكن تحقيقه عن طريق إعادة هيكلة ملف الدعم .