تعيش المنظومة الصحية في قطاع غزة حالة من الانهيار شبه الكامل، في ظل العدوان المستمر والحصار المفروض منذ سنوات. والمستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما تجاوزت أعداد الجرحى والمصابين الطاقة الاستيعابية للمنشآت الصحية، ما يهدد بكارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة في المنطقة. اقرأ ايضا حكومة غزة: استشهاد 9 أطفال أشقاء نموذج دامغ على جرائم الاحتلال بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن النظام الصحي لم يعد قادرا على تلبية الحد الأدنى من احتياجات الجرحى والمرضى، في ظل استمرار انقطاع الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة، إضافة إلى تعطل العديد من الأجهزة الطبية الحيوية بسبب القصف أو انعدام الصيانة. ومنذ أكثر من 17 عاما، يعاني قطاع غزة من حصار خانق فرضته سلطات الاحتلال، ما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية للمؤسسات الصحية، وتعذر تحديث المعدات أو استيراد ما يلزم من أدوات وأدوية. ومع تصاعد الهجمات الأخيرة، ارتفعت أعداد الضحايا بشكل يومي، ما أدى إلى تجاوز القدرة التشغيلية للمستشفيات التي تعاني مسبقاً من قلة الكوادر الطبية المؤهلة والمستلزمات الأساسية. ورغم بعض النداءات الدولية، فإن الاستجابة كانت محدودة. دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "هدنة إنسانية فورية، فيما أبدىرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قلقه من "تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في غزة. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ خطوات عملية تساهم في وقف النزيف الإنساني، ما يثير تساؤلات حول جدية المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تجاه المدنيين. المستشفيات تتحول إلى ملاجئ تحولت العديد من المستشفيات إلى مراكز إيواء مؤقتة للنازحين، ما زاد من الضغط على الطواقم الطبية وقلل من قدرتها على تقديم العلاج. وأفادت مصادر محلية بأن مشاهد المرضى الذين يتلقون العلاج على الأرض أو في الممرات باتت اعتيادية، في ظل نقص الأسرة والأدوية ووسائل التعقيم. الحاجة إلى تحرك عاجل وتدعو المنظمات الإنسانية إلى فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية بشكل عاجل. كما تطالب المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي لوقف التصعيد والسماح للمنظمات بإغاثة المدنيين وإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.