لماذا يتنامي الطلب علي الألومنيوم ويرتفع سعره أسبوعا بعد الآخر؟ تقول تقارير غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية والتي أعدها محمد حنفي مدير عام غرفة الصناعات المعدنية أن آخر سعر لطن الألومنيوم يتراوح ما بين 2208-2247 دولارا للطن حتي يوم 14 فبراير الحالي مقابل 2062-2080 دولارا حتي يوم 10 يناير الماضي ومقابل 2211 دولارا حتي 31 يناير الماضي. ويقول تقرير صناعي إن حجم الإنتاج السنوي لنحو 500 ألف طن من الألومنيوم يكفي لإنتاج احتياجات السوق المحلي ويتم تصدير 40% من المنتجات للدول الأوروبية والعربية والأفريقية، ويطالب الخبراء بمزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي لمواجهة الطلب العالمي المتزايد خلال السنوات القادمة مما يجعل من الضروري دراسة التحديات التي تحول دون انطلاق هذه الصناعة وأهمها ارتفاع أسعار الطاقة، ويقدر حجم الاستثمارات المحلية في صناعة الألومنيوم بأكثر من 15 مليار جنيه في القطاعين العام والخاص. ويشير التقرير إلي أن صناعة الألومنيوم المحلية من القطاعات كثيفة العمالة لأنها تستوعب نحو 300 ألف فرصة عمل بطريقة غير مباشرة في الصناعات المغذية ويقترب حجم الإنتاج السنوي من 500 ألف طن سنويا. ويضيف أن الطلب العالمي علي الألومنيوم يتزايد بشكل مستمر مما يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، وخلال الفترة القادمة ستشهد توسعات عربية في مجال انتاج خام الألومنيوم وعلي رأسها السعودية التي يجري العمل فيها لإنشاء أكبر مصهر في العالم، كذلك الإمارات لديها مصهر ينتج مليونا يوفر مليونا و100 ألف طن إلي جانب مصهر في قطر ينتج 500 ألف طن وسلطنة عمان ينتج 500 ألف طن. ويرجع زيادة الطلب العالمي إلي أن هذا الخام بدأ يحل محل النحاس في قطاعات تصنيع الكابلات الكهربائية مما يوفر مبالغ طائلة حيث إن سعر طن النحاس يصل سعره نحو 50 ألف جنيه بينما يصل سعر طن الألومنيوم 15 ألف جنيه. أما الدول المنافسة لمصر في مجال تصنيع الألومنيوم فتأتي الصين علي رأس القائمة باعتبارها أكبر منافس علي المستوي العالمي وفي المنطقة هناك دول البحرين وقطر وعمان وبحلول 2012 ستدخل السعودية المنافسة بقوة. وهناك بعض التحديات أمام الصناعة المحلية والمنافسة الشرسة مع الصين والهند خاصة في مجال إنتاج الأدوات المنزلية والارتفاع المتزايد للطاقة مما يتطلب الإسراع بإدخال الغاز الطبيعي إلي المناطق الصناعية ونقص الأراضي الصناعية وبأسعار مناسبة للمستثمرين الراغبين في دخول مجال تصنيع الألومنيوم. ومن جانيه يري المهندس محمد حنفي مدير عام غرفة الصناعات المعدنية ضرورة الاهتمام بهذه الصناعة محليا لأن خام الألومنيوم أصبح يستخدم في الكثير من المنتجات بنسبة 85% علي رأسها الموصلات الكهربائية وتصنيع أجزاء المصابيح وأطباق أجهزة الاستقبال الفضائية وأيضا وسائل النقل البحري والبري وعربات السكك الحديدية، والمقابض والاقفال كما أن معدل الألومنيوم يصل إلي 15% في عدة قطاعات مثل وسائل الحفظ والتغليف في شكل رقائق والأثاث المنزلي للمنازل والمكاتب. جدير بالذكر أن الصرح العملاق مصر للألمنيوم نشأ عام 1972 وكان الأول في الشرق الأوسط وقد تم إنشاء أول خط في أكتوبر عام 1975 وتمت زيادته إلي 5 خطوط في يوليو 1983. وأيضا لدينا منظومة من الصناعات التكميلية محليا في مجال تصنيع الألومنيوم فهناك 6 مصانع لإنتاج بروفيلات الألومنيوم للأغراض الإنشائية كالأبواب والنوافذ وأجزاء المعدات والسيارات والأثاث وتبلغ طاقة تلك المصانع 80 ألف طن سنويا ويتم تصدير نصف منتجاتهم تقريبا إلي جانب نحو 106 شركات ومصانع من الحجم المتوسط والكبير تغطي الاستهلاك المحلي إلا أنه خلال 2009 ونتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية فقد استهدفت مصر كأحد الأسواق الناشئة واندفعت الواردات الكثيفة في إطار ما يسمي بما يشبه حرب الأسعار، وذلك يقترح وضع تسعير خاص بالسوق المحلي بعلاوات وتكلفة النقل الداخلي لمواجهة الواردات الكثيفة التي بلغت عام 2009 نحو 11،5 ألف طن من البروفيلات والمواسير وبعض القطاعات الإنشائية و6000 طن من القوالب والاسطوانات و9200 طن من الألواح واللفائف والاقراص بالإضافة إلي 15،4 ألف طن من الرقاق والمعلبات 1،6 ألف طن أسلاك الومنيوم والمشاركة في استثمارات مشروعات صناعية جديدة خاصة في مجال إنتاج الرقائق لأغراض التعبئة والتغليف والمعلبات.