ارتفعت قيمة تجارة الفنون في مختلف انحاء العالم خلال العام الماضي بنحو 2.10% وذلك وفقاً لمؤسسة الأصول الجميلة للاستشارات في نيويورك التي تدير مؤشرات رصد حركة تحولات الأسعار لآلاف القطع الفنية التي يتم بيعها لأكثر من مرة خلال العام الواحد. تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن وتيرة المبيعات تختلف من منطقة إلي أخري حيث رافق الحذر الكثير من عمليات اقتناء القطع الفنية في أمريكا في العام الماضي حيث تراجعت مبيعات مؤسسة كريستيز العالمية البريطانية في أمريكا 3% إلي 19 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي. كما تراجعت مبيعاتها في دبي أيضاً بنسبة قدرها 64% إلي 186 مليون دولار. وفي الجانب الآخر زاد معدل اقتناء القطع الفنية في أوروبا خاصة في سويسرا وإيطاليا من عمليات الشراء ليبلغ مجموع مبيعات كريستيز في أوروبا نحو 22 مليار دولار بزيادة 29% عن 2010. ونتج عن ارتفاع الأسعار علي نحو عالمي زيادة في مبيعات كريستيز إلي 57 مليار دولار في العام الماضي أي بارتفاع قدره 14% مقارنة بعام 2010. وذكرت الدار البريطانية من مقرها في لندن أن هذه المبيعات تشمل 49 مليار دولار مبيعات في المزادات ونحو 6.808 مليون دولار مبيعات لقطع فنية تم بيعها بالطرق التقليدية. ويذكر أن مبيعات المؤسسة تضاعفت في العام الماضي مقارنة بالعام السابق. وتقارب مبيعات مزادات كريستيز مبيعات منافستها الرئيسية سوثبيز التي بلغت مبيعاتها نحو 49 مليار دولار في العام الماضي بزيادة قدرها 5.14% عن عام 2010. وأشارت المؤسسة المملوكة للقطاع العام إلي أنها بصدد الكشف عن مبيعاتها التقليدية نهاية الشهر الحالي. وذكر ستيفين مورفي المدير التنفيذي لدار كريستيز أن المستثمرين والعاملين في جمع القطع الفنية يرون في قطاع الفنون الملاذ الآمن لأموالهم في وقت لا يتسم فيه المناخ المالي العام بالاستقرار. ويضيف: يحاول الجميع مضاعفة مقتنياته من القطع الفنية في الوقت الراهن ما أكسب سوق القطاع قوة واضحة. وجاءت أكبر النجاحات التي حققتها كريستيز من بيع لوحة للفنان روي ليتشنستين التي يعود تاريخها لعام 1961 بنحو 432 مليون دولار في نوفمبر الماضي. أما دار سوثبي العالمية للمزادات فحققت رقماً أفضل ببيع لوحة للفنان كليفورد ستيل بنحو 617 مليون دولار أيضاً في نوفمبر الماضي. وتجذب كل من الدارين المهتمين باقتناء تحف الفن المعاصر تلك الفئة التي تضم أعمالا فنية يعود تاريخها حتي 1949 ويلاقي هذا النوع من الفنون إقبالاً مميزاً من صغار الأثرياء الذين يتهافتون علي اقتناء القطع الفنية الفريدة. ويساعد الاختلاف غير المتوقع في أسعار هذه الأعمال الفنية المعاصرة علي جذب المراقبين الذين يبحثون عن الأرباح من خلال التحول في قيمتها. وبلغت مبيعات كريستيز من مثل هذا النوع من الفنون نحو 12 مليار دولار في العام الماضي بزيادة قدرها 27% عن العام السابق. واشارت الصحيفة إلي أن آسيا اظهرت قوة شرائية كبيرة في العام الماضي نظراً للمقتنين الجدد من الصين الذين تنافسوا في رفع أسعار القطع الفنية المحلية مثل أعمال الفنان تشي بايشي المتخصص في رسم المناظر الطبيعية بالإضافة إلي الأعمال العالمية مثل بابلو بيكاسو. وشكل هواة جمع القطع الفنية في الصين 13% من مبيعات كريستيز في العام الماضي بينما بلغت مبيعاتها لآسيا 890 مليون دولار. وخيبت مبيعات الفن الانطباعي والحديث آمال المراقبين في القطاع حيث تراجعت مبيعات كريستيز منها 26% إلي 3.883 مليون دولار في السنة الماضية. وحققت لوحة كلود مونيه رائد هذا الفن الرقم القياسي بنحو 224 مليون دولار. ومن المتوقع أن تعزز دور الفنون الكبيرة مبيعاتها من خلال العرض علي شبكة الإنترنت أيضاً حيث ذكرت كريستيز أن ما يقارب ثلث مناقصات العام الماضي تمت عبر الإنترنت بزيادة قدرها 2% عن 2010. مصطفي عبد العزيز