قبل بضعة أسابيع أرسل أكبر بنك في الصين بحسب عدد العملاء وفدا سريا من كبار المسئولين إلي اليونان، لم يذهب البنك الزراعي الصيني إلي هناك لإجراء عملية استحواذ انتهازية أو للقيام بشيء في إطار بناء الامبراطورية الصينية. لقد كانت رحلة أكثر أهمية حيث كانت جزءا من مهمة لتقصي الحقائق عن منطقة اليورو تقف شاهدا علي أمر واحد هو أن الصين تشعر بالقلق من الحال التي تعيشها منطقة اليورو وهي ليست الوحيدة في آسيا. ففي الأسابيع الأخيرة اطلقت متابعة آسيا الهادئة إلي حد بعيد للتباطؤ الاقتصادي في أوروبا العنان لمخاوف من أن متاعب الديون السيادية التي تعانيها منطقة اليورو يمكن أن تفجر مشاكل عميقة للاقتصاد الآسيوي الأوسع ولمراكزه المالية. وتعد سنغافورة والبلدان المجاورة لها في جنوب شرقي آسيا من بين البلدان الأكثر عرضة للتأثر السلبي المباشر لأن جزءاً كبيراً من نشاطها الاقتصادي يعتمد علي التجارة الدولية. وحتي المصرفيون الأقل تفاؤلا يتهيأون علي الأقل لتكرار الضربة التي تعرض لها اقتصاد آسيا وبنوكها في عام 2008 عندما أدت أول فورة للأزمة المالية العالمية إلي فصلين من النمو السالب في المنطقة. إن الفكرة القديمة المأخوذة عن آسيا أو غيرها من الأسواق الناشئة بأنها ملاذ آمن من المتاعب التي تعانيها الأسواق المتقدمة أصبح موضع شك الآن. فكما أظهر عام 2008 ليس هناك شيء اسمه اقتصاد منعزل في عالم معولم. وتواجه آسيا حاليا موجتين من الألم. وسيتم الشعور بالأثر المالي المباشر عندما تتضاءل أحجام التداول في الأسواق المالية مثلما تضاءلت في الغرب. وحين تصبح الأسواق عصبية كما هي الآن يبدو أن التنويع الجغرافي لن يهم كثيرا النقد الموجود تحت الفراش وحده المهم. وضعف الروابط التجارية الذي يحدث عندما يفقد المصدرون عملاءهم سيضاعف التباطؤ المالي. ولا يعتبر هذا الأمر أقوي أثرا في أي بلد آخر منه في الصين حيث مازالت الصادرات تشكل نحو ثلثي الناتج المحلي الاجمالي والبنوك هي شريان الحياة لذلك التدفق التجاري.