مع بداية شهر رمضان اصطدم السلوك الغذائي للمصريين بارتفاع معدلات التضخم بصورة غير مسبوقة والتي جاءت نتيجة الخلل الواضح والناتج عن انخفاض العرض وزيادة الطلب علي المواد الغذائية والتي يزداد انفاق الاسرة عليها خلال شهر رمضان الكريم حيث و اصلت اسعار العديد من السلع الاساسية ارتفاعها وفي مقدمتها يأتي الارز والذي واصلت اسعاره ارتفاعها مدفوعة بزيادة في الطلب حتي وصل سعره للمستهلك 5.6 جنيه للكيلو للحبة العريضة فيما بلغت الاسعار للانواع الاقل جودة 5.5 جنيه للكيلو اي بزيادة حوالي جنيه عما قبل رمضان، ايضا شهدت اسعار الزيوت ارتفاعا خلال اليومين الماضيين حيث وصل سعر الزجاجة واحد لتر 10 جنيهات بزيادة حوالي 2 جنيه، كما شهدت الاسواق زيادة في اسعار السكر حيث وصل سعر الكيلو 5.6 جنيه اي بزيادة حوالي جنيهين خلال الشهرين الماضيين كما ارتفعت اسعار الالبان ومنتجاتها بنسبة 30% بسبب الاقبال الشديد عليها خلال شهر رمضان.. ومن السلع الغذائية التي شهدت ارتفاعا في اسعارها ايضا خلال الايام الاولي من الشهر الفضيل اللحوم والدواجن حيث وصل سعر كيلو اللحوم 55 جنيها في المناطق الشعبية ويرتفع هذا المبلغ كلما انتقلنا لمنطقة اكثر رقيا كما وصل سعر كيلو الدواجن الحية 5.14 جنيه مقابل 12 جنيها قبل ايام من دخول رمضان، فيما ارتفعت ايضا اسعار الخضراوات والفواكه رغم استقرار اسعارها قبل اسبوع فقط من رمضان حيث ارتفع سعر كيلو الطماطم من 1 الي 2 جنيه مع قابلية حدوث زيادة خلال الايام القادمة وايضا ارتفعت اسعار البطاطس من 2 إلي 3 جنيهات للكيلو والجزر من 5 إلي 7 جنيهات للكيلو فيما استقرت اسعار البامية عند 7 جنيه للكيلو والكوسة 2 جنيه والفاصوليا 5 جنيات في ظل نقص المعروض منها بالاسواق والخيار خمس جنيهات وهو نفس سعر الليمون.. وعلي الرغم من توافر كميات كبيرة من الفواكه الا ان اسعارها ما زالت مرتفعة حيث يتراوح سعر كيلو المانجو ما بين 7 إلي 10 جنيهات والتين 5 جنيهات وهو نفس سعر كيلو العنب وفي ظل حالة الانفلات في الاسعار التي نحياها حاليا يقع المستهلك فريسة ما بين قلة الدخل وجشع التجار والمنتجين للسلع الغذائية في ظل احجام الحكومة عن القيام بدورها الرقابي علي التجار والمنتجين والذين يقومون برفع هامش الربح و فقا لاهوائهم الشخصية. الخبراء تباينت آراؤهم ما بين متفائل ومتشائم من امكانية تأقلم المواطن المصري مع الوضع الراهن وتكييف دخله وفقا لمتطلباته الاساسية فقط. بداية يوضح د. مجدي نزيه رئيس قسم التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية وعضو اللجنة القومية لعلوم التغذية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ان المستهلك الغذائي يتسم خلال شهر رمضان بأنماط سلوكية متوارثة تؤدي الي تضخم في الاسعار ومزيد من الاستهلاك الامر الذي اصبح علي المستهلك صعوبة تحمله مما يستلزم التخلي عن كثير من هذه السلوكيات حتي يستطيع تنمية القدرة الشرائية له وضبط اسعار السلع المختلفة، مضيفا اما علي المستوي الصحي والغذائي فاليوم الرمضاني لا يختلف كثيرا عن بقية ايام السنة فكثير من الاغذية المرتبطة بالشهر الكريم مثل الياميش والمكسرات والاغذية السكرية وكذلك البروتينات الحيوانية مرتفعة الثمن يستطيع المستهلك الاستغناء عنها تماما خاصة ان الانسان يتغذي في الاساس لكي يقابل احتياجات جسمه والجسم لا يحتاج لنوع معين من الطعام وانما يحتاج لنوعية معينة من التغذية فمثلا يحتاج الجسم الي ثلاثة اغذية رئيسية هي أولا أغذية لمنح الطاقة، وثانيا اغذية لبناء والخلايا وثالثا اغذية لدعم المناعة.. منوها إلي ان الاغذية الخاصة بمنح الطاقة يمكن ان تتوافر في تورتة المنفية التي صل ثمنها الي 150 جنيها او في رغيف الخبز التمويني والذي ثمنه خمسة قروش فكلاهما يمنح الطاقة كذلك البروتين الذي يعمل علي بناء الخلايا ويمكن الحصول عليه من ديك رومي ثمنه 300جنيه، ويمكن الحصول علي هذا البروتين نفسه لبناء الخلايا من طبق متوسط من العدس ثمنه 3 جنيهات فقط او بيضة ثمنها 70 قرشا او قرص طعمية ثمنه 25 قرشا، اما طبق المناعة وهو عادة الطبق الذي يختفي من علي موائد رمضان نظرا للنهم الكبير في بقية الاغذية مما يعتبر خطأ كبيرا في نمط التغذية الذي نسلكه خلال شهر رمضان فهو طبق السلطة الخضراء المكون من خمسة الوان وهي الاحمر والمتوافر في الطماطم والبنجر واللون البرتقالي المتوافر في الجزر والاخضر الموجود في اي من الورقات الخضرية المتاحة والاصفر المتوافر في الخس بالليمون واخيرا اللون الابيض المتوافر في البصل