تلقيت العديد من الرسائل الالكترونية من الناشطين والمثقفين من سوريا الشقيقة وكلها تحمل معني واحدا وهو أن "صمتكم يقتلنا أيها العرب"! والصمت العربي المقصود هو تجاهل الدول العربية وأجهزة إعلامها ومؤسسات المجتمع المدني فيها لما يدور في سوريا من ثورة شعبية تستهدف تغيير النظام ودخول سوريا العصر الجديد للحريات والديمقراطية. والأشقاء في سوريا علي حق تماما في استغرابهم واستنكارهم لهذا الصمت العربي علي كل المستويات بينما الدبابات السورية تواصل إطلاق النار وقتل المتظاهرين في مختلف المدن السورية. وحتي الجامعة العربية لم تصدر بيانا يدين قتل المدنيين أو يدعو إلي الحوار والتهدئة بقدر ما كانت زيارة الأمين العام للجامعة إلي سوريا ولقاؤه الرئيس بشار الأسد هما بمثابة نوع من الدعم للنظام ومساندة له أمام الضغوط الدولية المطالبة بالتغيير في سوريا. ونحن نعتذر لإخواننا في سوريا عن هذا الصمت، فالثورة السورية ليست "بالثورة اليتيمة" كما اطلقوا عليها هناك، بل هي ثورة كل عربي محب للحرية يتطلع لغد أكثر أمنا وأمانا، ومستقبل يترجم تطلعات شعوب تريد أن تستنشق هواء الحرية وتنعم بحق التعبير وحق الاختلاف وحق تداول السلطة. إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن قبل أيام قليلة أنه يتعهد بالعمل علي تخلي بشار الأسد عن موقعه، وهو تحرك جاد ويمثل تطورا ايجابيا في الموقف الغربي بعيدا عن الشجب والاستنكار والتهديدات، ولكنه موقف لن يكون متكاملا دون عزلة عربية ودولية للنظام السوري ودون إدانة واسعة النطاق تستهدف أيضا محاكمة كل الذين أجرموا في حق الشعب السوري والذين أصدروا الأوامر بقتل المتظاهرين أو شاركوا في التنفيذ. ويقينا فإن الثورة ستنتصر في سوريا وسوف تنتصر أيضا في ليبيا وفي اليمن مهما يكن تعنت هذه الأنظمة في البقاء والمقاومة والتضحية بشعوبها.. فلم يعد هذا العصر عصر الطغاة.. وإنما عصر الشعوب ولا يوجد من استطاع البقاء عندما يتحدي إرادة شعبه.