التخوفات الأخيرة التي طرأت بشأن السياحة أو تحريمها من قبل بعض الأحزاب أو في حالة وصول الإخوان المسلمين للحكم أثارت قلق خبراء ومستثمري السياحة علي استثماراتهم خاصة خلال هذه الفترة التي تعاني فيها السياحة الأمرين من جراء تداعيات ثورة يناير ونتيجة لهذه التداعيات الخطيرة أسرع ائتلاف دعم السياحة الذي تم تشكيله مؤخرا من جميع العاملين بالقطاع وعدد من المهتمين بالقطاع السياحي والراغبين في تطويره بمناقشة الأوضاع السياحية ورؤية الحزب للقطاع السياحي، بصفته أحد أهم الموارد الاقتصادية لمصر، والتعرف علي نظرة الأحزاب السياسية تجاه القطاع وكذا رؤيتهم لمستقبل السياحة وكيفية النهوض بها. الخبراء يرون أن السياحة هي أول قطاع متضرر من التداعيات المصاحبة للثورة لأنها تحتاج مناخا أهم دعائمه استتباب الأمن كما أن الخسائر اليومية التي تصيب هذا القطاع فادحة ويدفع ثمنها ملايين من المصريين تعتمد حياتهم وأرزاقهم علي السياحة سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة لذلك كان المحللون المتسرعون يتوقعون أن ينضم المشتغلون بالسياحة أو الذين ترتبط حياتهم بهم إلي صفوف أعداء الثورة علي الأقل نتيجة ل "وقف الحال" الذي لا يمكن تجاهل تأثيراته الكارثية. لكن تيارا مهما من أبناء مهنة السياحة فاجأوا هؤلاء المحللين بتأييدهم للثورة وانضمامهم إلي صفوفها رغم ما تعرضت له مصالحهم الشخصية من خسائر واضعين مصالح الوطن والأمة فوق مصالحهم الذاتية. وأنشأ هؤلاء ائتلاف شباب وثوار العاملين في السياحة تحت قيادة إيهاب موسي منسق عام الائتلاف. وعقد الائتلاف سلسلة من اللقاءات مع معظم الأحزاب السياسية المصرية "سواء القديم منها أو الحديث" دون استبعاد احد وهدف هذه اللقاءات الحوار مع كل هذه الأحزاب حول مكان ومكانة السياحة في برامجها وطرح كل الأسئلة بما في ذلك المسكوت عنها من قبل الحلال والحرام في السياحة من وجهة نظر الأحزاب ذات المرجعية الدينية ومواقف هذه الأحزاب من السياحة الترفيهية مثلا بما في ذلك تقديم الخمور للسياح الأجانب وحريتهم في ارتداء المايوهات البيكيني وغير البيكيني. كشف المناظرات التي قام بها الائتلاف أن المخاوف مقتصرة علي الأحزاب ذات المرجعية الدينية ،بل هناك مخاوف من باقي التوجهات الحزبية ومنها مثلا مخاوف المستثمرين السياحيين من أن تقوم الأحزاب اليسارية بتأميم استثماراتهم في حال نجاحها في الوصول إلي الحكم كما تطرح نفسها قضايا صعبة أخري مثل الموقف من السياحة الإسرائيلية وغيرها من تساؤلات والأهم من هذه المخاوف رؤي مختلف الأحزاب لكيفية تعظيم السياحة المصرية وزيادة تنافسيتها وحصتها من كعكة السياحة العالمية.. كما كشفت أنه لأول مرة تتفق عدة أحزاب مثل الوفد والوسط والتجمع والجبهة الديمقراطية والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وغيرها من الأحزاب علي أهمية صناعة السياحة بالنسبة للاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لملايين المصريين. واتفقت الأحزاب علي أن تشمل برامجها الانتخابية البعد الاجتماعي للسياحة والمستهدف من عدد السائحين وكذا الايرادات المحققة وأهمية زيادة معدلات انفاق السائحين وأيضا كيفية تلافي المشكلات التي تعرقل السياحة.. وكذلك خطة التسويق خلال الفترة المقبلة ومعالجة الثغرات الموجودة بالقوانين الحالية التي تؤثر بالسلب علي النشاط السياحي.. بالإضافة إلي تشجيع المنتجات المصرية وعدم الاعتماد علي المنتجات الصينية خاصة في البازارات السياحية.