.. السكان: نموت قبل أن نخرج من منازلنا إذا لم تعوضنا الحكومة بوحدات سكنية حنفية واحدة لأكثر من 100 أسرة رغم وجود محطة مياه بالمنطقة! كتبت دينا حسين وزينب طلبة: حكومة الثلاثين عاما أضاعت حقوق المواطنين في الحصول علي مأوي ليعيشوا حياة كريمة، حيث يعيش سكان عزبة النخل في عشش من أخشاب وصفائح منذ 40 عاما، وبعد أن تقدموا إلي محافظة القاهرة منذ سنوات طويلة للحصول علي شقة بدلا من السكن غير الآدمي الذين يسكنون به كانت كل محاولتهم تبوء بالفشل، حيث تقدم عدد من أهالي عزبة النخل بشكاوي عديدة إلي الجريدة نظرا لإعلان المحافظة هدم هذه المساكن لعمل كوبري خلال منتصف شهر يوليو الحالي، معبرين عن قلقهم في عدم الحصول علي المسكن الذي يطالبون به منذ سنوات عديدة، حيث قامت "العالم اليوم الأسبوعي" بعمل جولة لعزبة النخل لرسم صورة واقعية لسكان عزبة النخل، الذين يعانون من الفقر الشديد والسكن غير الملائم. فتقول سعاد عبدالله سيد أحد سكان عزبة النخل بنبرة حزينة إنهم يسكنون بهذه المساكن منذ أكثر من 40 عاما، موضحة أنهم راضون بهذه العيشة لأنهم لم يجدوا سكنا ليعيشوا به علي الرغم من أنهم تقدموا لمحافظة القاهرة أكثر من مرة للحصول علي شقة، ولكن جاءت الصدمة الكبري عندما أعلنت محافظة القاهرة خلال الأسبوع الماضي أنها سوف تقوم بهدم هذه المباني من أجل الصالح العام للدولة، معبره عن قلقها في عدم الحصول علي شقة من المحافظة، موضحة أن محافظة القاهرة ترانا غير مستحقين للشقق علي الرغم من المسكن غير الآدمي الذين نعيش به، متسائلة أي معايير تقيس بها محافظة القاهرة المواطنين للحصول علي شقة، موضحة انها لابد من حدوث كارثة ليشعروا بنا، فهذه هي حكومتنا لابد من أن تقع الكارثة لكي تتحرك. فوق الرؤوس وأضافت افراح علي إحدي قاطنات عزبة النخل أنه لابد من حدوث زلزل وبيوت تقع فوق رؤوس الناس لكي تتحرك الحكومة، موضحة أنهم لم يتنازلوا عن حقهم في الحصول علي مأوي ليسكنوا به قبل أن يهدموا بيوتهم، معبرة يقولها: إذا كانت الحكومة تريد إخراجنا قبل أن تعطينيا مسكنا لنعيش به فنفضل الموت مع هدم منازلنا، فنحن نعيش حياة مميتة كل يوم، فلم تنظر إلينا الحكومة علي الرغم من أننا نعيش بهذه المساكن منذ أكثر من 35 عاما، موضحة أن سكان المنطقة عاصروا أكثر من وزير للإسكان ولكن لم يضعنا أي وزير في اعتباره. حياة بسيطة تقول آمال كامل سيد أحد سكان المنطقة إنهم يعيشون حياة بسيطة جدا، مشيرة إلي أنهم يسكنون هذه المساكن بدون مياه أو كهرباء، فلا توجد سوي حنفية واحدة لأكثر من 100 أسرة يستعملونها علي الرغم من وجود محطة للمياه بالمنطقة، فهذا يرضي من ولماذا لم تنظر إلينا الحكومة بعين الشفقة والرحمة حتي ترحمنا من هذه العيشة التي مرضنا منها، مشيرة إلي أن الحكومة يجب أن تساعدنا في الحصول علي شقة قبل اخراجنا من منازلنا التي نعيش بها منذ فترة طويلة. بينما أضاف فتحي رمضان أحد سكان المنطقة منذ 50 عاما، موضحا أنه تزوج في هذا المنزل ويعيش به منذ عهد جمال عبدالناصر، وكنا راضين بهذه العيشة لأننا لا نختلف عن غيرنا من البلاد المجاورة في حالتنا فنحن مازلنا نعيش حياة الأرياف، ولكن في الوقت الحالي أصبحت هذه الحياة لا تناسبنا علي الإطلاق، وقدمنا شكاوي عديدة إلي الحكومة ولكن لا حياة لمن تنادي فلم توجد كلمة مسموعة لنا علي الرغم من أننا نعيش في عشش وأمامنا أبراج سكنية متوافر لها كل مميزات، موضحا أنه إلي متي نظل مغضوبا علينا من الحكومة ولم تنظر إلينا بعين المساعدة والحب. بينما قال محمد يوسف أمين أحد سكان المنطقة إنه يعيش بهذه المنطقة منذ 34 عاما، موضحا أنهم يعيشون حياة غير كريمة علي الإطلاق وعلي الرغم من ذلك إلا أن الحكومة لم تتركنا في حالينا، حيث تحصل الحكومة من كل منزل سنويا عوائد علي العقارات مبلغ يتراوح ما بين 250 جنيها حتي 500 جنيه، فهذا يرضي من أننا نعيش حياة غير آدمية وتظلمنا الحكومة في نهاية المطاف وتصدر منشور باخلاء هذه المنطقة للبدء في عمل كوبري يكون امتداد للطريق الدائري، فنحن لا نعترض علي الصالح العام، ولكن لابد أن تحقق الحكومة كل مطالبنا قبل إخراجنا من البيوت، وأن يتم نقلنا إلي وحدات سكنية آدمية وليس كما نسمع عنه إننا نحصل علي شقة في الصحراء لا توجد بها أي مزايا سوي انها وحدة سكنية.