وسط التطورات الحادثة في العالم العربي والثورات التي اندلعت في بعض دوله تفاقم القلق الأمني وشاع التوتر السياسي في أروقة دول خليجية بدت وكأنها تخشي المجهول ومن ثم سعت في خطوة استباقية لمجابهة أي طارئ قد يحل بها مع قادم الأيام من خلال المفاجأة التي جاءت من "الرياضي" في أعقاب الاجتماع الذي استضافته لدول مجلس التعاون الخليجي في العاشر من مايو الماضي عندما وجهت الدعوة للأردن والمغرب للانضمام إلي المجلس وهي الدعوة التي أثارت جدلا وطرحت العديد من التساؤلات وكان من بينها لماذا في هذا التوقيت بالذات؟ تحليل إسرائيل لدعوة الضم جاءت الدعوة عشية مرور ثلاثين عاما علي إنشاء مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو سنة 1981 ولعلها هدفت إلي الحفاظ علي النظم الخليجية بدون تغيير وحتي لا تنتقل إليها العدوي التي شاعت في دول كاليمن وسوريا. ولقد خرج مؤخرا "يو آل غوزنسكي" الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب ليصنف الدعوة علي أنها ترمي إلي شحذ القوي ضد إيران. وهو يري بأن موقف دول الخليج الست بالإضافة إلي الأردن والمغرب من موضوع التسوية السلمية ومن إسرائيل هو موقف متقارب. ويشير إلي أنه في الماضي كان لإسرائيل علاقات جزئية مع بعض الدول الخليج، وفي الأعوام الأخيرة كثر الحديث عن وجود تعاون أمني بين إسرائيل وهذه الدول الثمانية من أجل مواجهة إيران، وأنه فيما إذا استمر هذا المسار فقد تنضم إسرائيل إلي مجلس إقليمي يتمتع بقوة سياسية واقتصادية لا يستهان بها!! علام الدعوة لضم الأردن والمغرب؟ تزامن مرور ثلاثين عاما علي إنشاء مجلس التعاون الخليجي مع ظروف داخلية وإقليمية ودولية غاية في الأهمية، فهل أريد بدعوة الأردن والمغرب إلي الانضمام إلي المجلس تحصين الأنظمة الملكية في وجه المخاطر التي تهدد استقرارها مع تعزيز شرعيتها في الداخل والخارج في ظل التحولات والثورات التي اجتاحت دولا في المنطقة وبالتالي كأن المجلس يستعد من خلال ذلك لمواجهة ما؟ أي وكأن هناك خطرا ما يقف خلف دعوة عضوين جديدين رغم أن كلا منهما يفتقر إلي الكثير من شروط العضوية التي تؤهله للانضمام إلي هذا المجلس المحافظ ولكن ربما جاءت دعوة الضم علي أمل أن تمنح مجلس التعاون الخليجي بعدا سياسيا وأمنيا أوسع. ويظل القلق من إيران حاضرا هناك من تماهي مع تأويلات إسرائيلية عزت دعوة ضم الأردن والمغرب إلي الخشية من الخطر الإيراني، ولكن هناك مع أرجع الدعوة إلي خروج مصر مما كان يسمي بمحور الاعتدال في أعقاب ثورة 25 يناير والمنحي الجديد الذي طرأ علي السياسة الخارجية لها والتي ظهرت بودارها في اتمام صفقة المصالحة بين الأطراف الفلسطينية وفتح معبر "رفح" والتلويح بتحسين العلاقات مع إيران وكأن الدعوة هنا ليست إلا محاولة لإعادة تركيب محور الاعتدال العربي بعد انهياره بسقوط نظام مبارك في مصر الذي كان يشكل حماية أمريكية لهذه الدول. وهناك من رأي أن الدعوة تأتي من أجل تعزيز الاستقطاب المذهبي السني حماية له من الخلايا الإيرانية التي تخترقه والتي يمكن لها أن تزعزع أمن منطقة الخليج، اذ تظل هناك خشية من حرب طائفية قادمة وهو ما قد يتطلب وجود قوات عسكرية أردنية ومغربية لاسيما وأن أمريكا الغارقة في مستنقع العراق وأفغانستان لن يكون بمقدورها هذه المرة التورط في حرب جديدة ضد إيران. ** الخطر المزدوج وتجابه منطقة الخليج اليوم خطرا مزودجا يتمثل في الطموح الإيراني الاقليمي المدعوم ببرنامج نووي يثير المخاوف والقلق بالإضافة إلي خطر الثورات الشعبية التي اجتاحت المنطقة لتطالب بالحريات والديمقراطية وهو الخطر الذي حدا بالسعودية والإمارات إلي ارسال قوات عسكرية إلي البحرين لحماية نظامه من الانتفاضة التي تطالب