علي طريقة مصائب قوم عن قوم فوائد أدي الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد خلال الشهور الأخيرة إلي زيادة الوعي بالصيرفة الالكترونية بعد اضطرار الكثيرين إلي عدم حمل الأموال في جيوبهم أو في السيارة حيث نشطت التعاملات علي "إي تي إم" ويؤكد الخبراء أن الأزمة الأخيرة ساعدت علي إثراء هذه الثقافة بين الناس مشيرين إلي ضرورة انتهاز ذلك في تشجيع مزيد من العملاء للصيرفة الالكترونية لزيادة الأمان ولانعاش هذا القطاع الواعد في مصر. عصام الملاخ المدير الاقليمي للافارتي جروب أكد أن الصيرفة الاسمية ستظل إحدي وسائل الأمان المطلوبة لحماية عملاء البنوك خلال الفترة القادمة حتي بعد الاستقرار لأن التجربة الأخيرة أكدت أهميتها بما حققته من تحقيق الأمان لكثير من العملاء. وأوضح الملاخ أن هناك معوقات أدت إلي إعاقة استيعاب المصارف المصرفية للعمل الإلكتروني، وتمنع تحقيق العائد المطلوب من الاستثمار الإلكتروني، أهمها العقبات الأمنية والتقنية والقانونية، بالإضافة إلي العوائق المرتبطة بالبنية التحتية. وأشار إلي أن تطور الصيرفة الإلكترونية مرتبط بوعي العملاء وقدرتهم علي التغيير، والأمية في الكمبيوتر، بالإضافة إلي المعوقات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، التي تمنع استخدام بعض الخدمات، موضحا أن التغلب علي هذه العقبات يتطلب من المؤسسة المصرفية ككل أن تزيد من استيعابها للتطبيقات التقنية الحديثة، وأن تحاول الاستفادة من عملية التسويق الإلكتروني مع تحسين إدارة العلاقات مع العملاء، وتطوير أساليب الحماية، ومحاولة تغيير نظرة ومفهوم المتعاملين مع البنوك عن التطبيقات المصرفية الإلكترونية. وهو ما أكده الخبير المصرفي محمد سلامة قائلاً إن تطبيق نظم المعلومات سيحل جميع مشاكل القطاع المصرفي، مؤكداً تشديد البنك المركزي المصري علي إجراءات عملية انتقال الأموال داخل مصر وخارجها، مما أدي الي تأخر عدد كبير من التطبيقات الإلكترونية. وأضاف قائلاً إن تجاهل تطوير التجارة الإلكترونية والانخراط فيها بجرأة بالإضافة إلي عدم ازدهار سوق أجهزة الكمبيوتر والإنترنت بالمستوي المأمول في الوطن العربي سيعرقل تطوير العمليات المصرفية الإلكترونية في البنوك، مشددا علي ضرورة الاستثمار في قطاع التقنية وتنمية الثقافة المصرفية الإلكترونية، وأن تدخل إلي الاقتصاد الجديد في أسرع وقت. وأشار إلي أن تكلفة الخدمات المصرفية الإلكترونية علي البنك تشكل نحو 0.2 % فقط من تكلفتها التقليدية مقارنة بنحو 3.6 % من هذه التكلفة في حال استخدام الهاتف و8 % في حالة استخدام الصراف الآلي. موضحاً أن البنوك الإلكترونية لها مزايا عديدة منها تمتع العملاء بتوفير الوقت والجهد حيث يستبدل التعامل معه طوال الساعات الاربع والعشرين يوميا، كما أنه يغني البنوك عن افتتاح فروع في أماكن كثيرة بالمحافظات مشددا علي حتمية دخول الجهاز المصرفي المصري مجال الصيرفة الإلكترونية من أجل مواكبة التطورات العالمية. وهو ما أكده الخبير المصرفي علي الوتيدي قائلاً إن الصيرفة الالكترونية تسهم في معرفة النقاط الأساسية التي يبحث عنها العملاء ويفضلون تواجدها في المصارف حتي تتمكن هذه المصارف من توفيرها وتقديمها لهم علي شبكة الانترنت لضمان جودتها، إضافة إلي مساعدة المصارف التجارية في الاستحواذ علي اهتمام العملاء وجذبهم للتعامل منها، وذلك من خلال ادراكهم لأثر التنسيق الإلكتروني علي جودة الخدمات المصرفية وربطها بالعوامل الشخصية والوظيفية لدي العملاء والعمل علي تنميتها وتطويرها، وكذلك المساهمة في توفير قاعدة بيانات تساعد المصارف التجارية في تحقيق مزايا تنافسية تساعدهم في اتخاذ قراراتهم التسويقية بشكل خاص والإدارية بشكل عام.