في ذروة الازمة المالية الامريكية عام 2008 أصيب جون ماك الرئيس التنفيذي السابق لبنك الاستثمار مورجان ستانلي بالهلع ولم يكن يعرف كيف سينجو بسفينته من هذا الاضطراب، وتقول مجلة "الايكونوميست" إن معركة مورجان ستانلي من أجل النجاة كانت الأشد دموية ولكنها في النهاية وصلت إلي شاطئ الامان بمساعدة من الحكومة الامريكية إلي جانب بعض الاستثمارات الآسيوية والمشكلة التي تواجه جيمس جورمان خليفة ماك الآن في منصب الرئيس التنفيذي هي مشكلة أيضا مثيرة للاضطراب وهي بالتحديد كيفية اعادة تشكيل مورجان ستانلي البالغ من العمر 75 عاما ليصبح مؤسسة قادرة علي الازدهار في عصر ما بعد الازمة المالية؟! وبديهي ان جزءاً من الاجابة الصحيحة علي هذا السؤال هو ألا يقع جورمان - ذلك الاسترالي المهذب صاحب الصورة المنشورة في أخطاء سلفه ماك بالاستثمار في سندات الرهن العقاري ومشتقاتها وما شابهها من الاصول عالية المخاطر، لقد انخفض حجم ميزانية مورجان ستانلي بنسبة 50% وجري اغلاق كثير من مكاتب التعامل علي الممتلكات أو تم فصلها عن مورجان ستانلي مثلما حدث ايضا مع صناديق التحوط التي كانت تابعة لهذا البنك، وجري ايضا التوسع في العمليات الاكثر استقرارا والتي لا تحتاج إلي رأسمال كبير مثل ادارة الثروات وعمليات الوساطة الصغيرة عندما أقدم مورجان ستانلي علي شراء حصة مسيطرة تبلغ 51% في سميث بارني من سيتي جروب، وجري من ناحية ثالثة استحضار كوادر وقيادات جديدة لادارة الاقسام الرئيسية في هذه الشركة. ويمكن القول إن ما قام به مورجان ستانلي يعد أكبر عملية مراجعة وتغيير طوعية تتم داخل أية شركة مالية أمريكية منذ انفجار أزمة عام ،2008 حيث ان عملية المراجعة التي تمت في سيتي جروب كانت بإكراه من السلطات الامريكية المعنية، وقد استطاعت هذه المراجعة الكبري ان تمكن مورجان ستانلي من الصمود امام منافسه الشرس جولدمان ساكس الذي يبدو انه لم يكن بحاجة لاي تغيير. ويصر القادة التنفيذيون لمورجان ستانلي علي ان ما حدث ليس عملية تواجد لشركة جديدة وإنما هو مجرد اعادة التوازن إلي نشاطها ليصبح اقل تعرضا للتقلبات وأقرب إلي العملاء وان هذه الانشطة مثل عمليات حسم الاوراق المالية واستشارات الاندماج والاستحواذ كانت ذات يوم هي الخبز والزبد لمورجان ستانلي قبل الازمة علي نحو كان يثير حسد جولدمان ساكس، ويقول جورمان إن مورجان ستانلي قد استغني عن العمليات التي كانت تأكل من رأسماله بضراوة مثل مكاتب التعامل في الأصول المالية للرهن العقاري التي بلغت خسائر واحد منها فقد خلال الازمة 6.9 مليار دولار لقد أصبحت فلسفة مورجان ستانلي في عهد جورمان هي انشاء وتوزيع وادارة رءوس الاموال وليس المقامرة برأسمال الشركة ذاته. وبوجه عام فإن مسيرة مورجان ستانلي الجديدة تبدو واعرة ومتخبطة حتي الآن فبعد النجاح الذي احرزته الشركة في النصف الاول من عام 2010 عادت في الربع الثالث من العام فحققت ارباحا بلغت 313 مليون دولار وهي تقل كثيرا عن ارباح ذات الربع من العام السابق 2009 والتي بلغت مليار دولار، والاقسام غير المرضية نتائجها حتي الآن هي قسم صرافة الاستثمار وتداول الاسهم الذي يعد قاطرة الشركة كلها، فإيرادات هذا القسم هبطت إلي ادني مستوي لها منذ بداية عام 2009 وان كان أحد المنتمين إلي مورجان ستانلي يمزح مدعيا ان سوء اداء هذا القسم عن نظيره في جولدمان ساكس مجرد لعبة علاقات عامة لكي يقال إن مورجان لاتزال أكثر شعبية من منافستها جولدمان!! ومع ذلك يقول مخائيل مايوا المحلل في شركة الوساطة إن ما يحدث في مورجان ستانلي أمر طبيعي حيث عادة ما تكون النتائج غير مؤكدة في ظل أي تغيير كبير استدعي وجوهاً جديدة كثيرة لتصور العمل وان الامر يحتاج إلي بعض الوقت لكي يعتدل مورجان ستانلي ويعود إلي الازدهار. وليس كل ما في مورجان ستانلي الآن ضعيفاً بل ان الشركة تتمتع بوضع قوي في عمليات الوساطة الصغيرة، فصفقة شراء سميث بارني من سيتي اتاحت مركزا متقدما في هذا النشاط، حيث أصبح لديها 18 ألف وسيط أو سمسار يديرون أصولاً حجمها 6.1 تريليون دولار، وفي هذا النشاط الذي يعد الحجم فيه مسألة مهمة لا ينافس مورجان سوي شركتين هما بنك أوف أمريكا ميريل لنش، وويلز فارجو، ويقول جورمان عن شركته انها أجمل الفتيات في هذه الرقصة وبالفعل فإن مورجان ستانلي سميث بارني