خلال العقد الماضي وبصفة خاصة منذ 4 أعوام تفجرت قضية المبيدلات المسرطنة وفي تقرير لمركز الأرض لحقوق الإنسان حول المبيدات الزراعية في مصر تم إلقاء الضوء علي مخاطر عدم ترشيد استخدام المبيدات الزراعية حيث يؤكد التقرير أن استخدام المبيدات الحشرية إزداد بصورة كبيرة في كثير من دول العالم ومنها مصر خلال العقدين الأخيرين. ويشير التقرير إلي أنه مع مرور الوقت يصبح لدي معظم الحشرات مناعة ضد المبيدات، كما أن عدم الاستخدام الرشيد يؤدي لتدهور التربة الزراعية. وتبلغ نسبة استخدام المبيدات في الدول النامية 7% من حجم الإنتاج العلامي لكنها تعد الأ:ثر سمية وخطورة علي الإنسان والحيوان والنبات، حيث إن غ البيتها من المبيدات المقلدة التي تعد من أكبر المشاكل في صناعة المبيدات والمعروف بأعلي نسبة سمية ويشير التقرير أنه مع حلول عام 2011 ستكون 76% من المبيدات في العالم مقلدة. ويؤكد التقرير أنه علي الرغم من وجود عدة جهات رقابية علي المبيدات في مصر وعلي الرغم من تعدد هذه الجهات إلا أن تطبيق القوانين يظل في حالة غياب، كما لا توجد عقوبة رادعة خاصة في حالة تعمد سوء الاستخدام. كما يشير التقرير لمشكلة المبيدات الزراعية في مصر حيث إن أساليب تداول استخدام المبيدات في مصر حاليا يصعب عملية السيطرة عليه من حيث عدد وأنواع وحجم وتداول استخدام المبيد، كما يصعب متابعة ومراقبة متبقيات المبيدات في المنتجات الزراعية المعدة للاستهلاك، وكذلك فترة ما بعد الحاصد في محاصيل الخضر والفاكهة بالذات، إضافة إلي التجاوزات والسلوكيات الخاطئة والتاريخ المرضي للمزارعين وعمال الشر، وهي أمور بالغة الأهمية والخطورة بالنسبة لإنتاج غذاء صحي آمن. في نفس السياق يلقي التقرير الضوء علي قضية المبيدات المسرطنة مؤكدا علي نسب انتشار مرض السرطان في مصر وأسبابه، وعلاقة المبيدات الزراعية بالمرض، حيث تمثل نسبة الإصابة بالمرض في مصر حوالي 150 حالة لكل 100 ألف نسمة سنويا، وتتراوح بين 100 و110 آلاف حالة سنويا. إلا أن مصر وكل الدول النامية مهددة بالكارثة بحلول عام 2020 وفقا لاحصائيات منظمة الصحة العلامية، إئا استمر الحال كما هو عليه الآن خاصة في مجال مكافحة السرطان وستصل نسب الإصابة بالسرطان إلي الضعف إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات. وهو الأمر الذي أكدته أوساط علمية طبية أن ثمة زيادة في نسبة الإصابة بالأورام السرطانية في مصر طيلة السنوات الماضية. ويكشف التقرير أن تركيز مادة ال "دي. دي. تي" في أجسام المصابين بالسرطان يعادل مرتين ونصف غير المصابين. كما كشف تقرير طبي آخر أن احتمال حدوث سرطان في المخ لدي العاملين في مجال رش المبيدات يعادل ثلاثة أضعاف بالمقارنة بالناس الطبيعيين الذين لا يعملون في هذا المجال. أما في مصر فتكمن المشكلة في عدم وجود إحصاء علي مستوي الجمهورية يمكن به معرفةنسبة الأورام إلا أنه من الملاحظ زيادة عدد مراكز الأورام في مصر خلال السنوات الأخيرة، وحتي هذه اللحظة يتم الحصول علي نسب ومعدلات الإصابة بالسرطان من أعداد المرضي الذين يترددون علي معهد الأورام.