لا يوجد شاب أو شابة بدون حلم الزواج وتكوين أسرة صغيرة من أجل السكن والمودة والرحمة واستمرار سنة الحياة! وتنكسر كل هذه الأحلام مع أولي خطوات الزواج بداية من البحث عن شقة لو "عش عصفورة" ثم فرشها وأخيرا وهي العقبة الكبيرة تدبير مصاريف البيت خاصة مع شكوي الجميع من ارتفاع العجز في ميزانية البيوت بين المرتبات والمصروفات خاصة مع زيادة بند الانفاق بسبب ارتفاع الأسعار، وأصبح كثيرون يشعرون بالندم والعجز.. وغياب السكن والمودة والرحمة مع عناء السعر وراء أي دخل إضافي يكفي المتطلبات الأساسية لا أكثر أو أقل. نطرح في هذه السطور مجرد ومع نماذج من الذين عاشوا هذه التجربة المريرة وعلي رأسها الشعور بالعجز أمام المصاريف وتجعلهم أقرب للخلع أو الطلاق كأسهل حل للخروج من مأزق الزواج!! أحمد السيد محاسب في شركة خاصة يقطن في شبرا في شقة ورثها عن أمه يقول إنه عندما تقدم لزوجته طلبوا منه تجهيز غرفتين كاملتين وتقديم شبكة ذات قيمة وتجهيز المطبخ كاملا بخلاف ما يلزم للشقة من "بياض وأرضيات وخلافه" غير إقامة فرح في نادي كبير يقول: اعتقدت انني تجاوزت الصعوبات ولكن المشكلات المادية ظلت تلاحقني منذ زواجي فأنا اتقاضي 800 جنيه مرتباً وزوجتي تعمل في إحدي المدارس في شبرا براتب 150 جنيها ويعرض أحمد مرتبه هو وزوجته علي وزير المالية بصفته وزيرا ونائبا في دائرته شبرا لحل مشكلته. الحل الصيني أما كرم عبدالهادي طبيب ويعمل في مستشفي حكومي صباحا وفي مركز طبي مساء ويقطن في مدينة 6 أكتوبر وتعمل زوجته صباحا في نفس المستشفي وكل هذا لا يكفي لإكمال 30 يوماً "الشهر" فهو من يوم 10 أو 12 علي الأكثر يقطن مع والدته أو والدة زوجته باقي أيام الشهر، ويقول رغم مساعدة والدة زوجتي لي عند التجهيزات قبل الزواج فإن الاهتمام بالشكل الاجتماعي كان كبيراً وجعل المطالب أكثر من إمكانياتهم وإمكانياتي مما جعل فترة الخطوبة تمتد حتي 4 سنوات. ويذكر كرم أن الصين حلت هذه المشكلة لمصر فهناك عروسه صينية ب 1500 جنيه وليس لها أي مطالب وأكلها قليل وجسدها قليل يعني موفرة وهذا حل يراه كرم أنه جيد.. فهي لن تطلب شقة بمواصفات خاصة وتسكن في حجرة أو في شقة مشتركة فهي مريحة للجيب والفكر والأعصاب كما أن صوتها عند الخلاف لن يكون عاليا كالمصريات!! الندم! ويتذكر صبحي عبدالحي مهندس في أحد مصانع 6 أكتوبر ويقطن في نفس المدينة أنه عندما تزوج منذ عامين سأل والدته عن أسعار كل شيء وقام باعداد أكثر من ميزانية لبيته حتي لا يصدم بعد الزواج ويلجأ إلي الاقتراض الذي يكرهه بشدة، ولكنه عندما تزوج لم يستطع السير علي أي ميزانية ولم يكفه المرتب كما أن أسعار مدينة 6 أكتوبر أعلي بكثير من منطقة الدقي التي تقطن فيها والدته، كما أن الأسعار كل يوم تزداد زيادة كبيرة لم يستطع راتبي الالحاق بها ويقول صبحي: أنا نادم علي زواجي الذي وضعني في موضع المسئولية وأخشي أن يأتي يوما لا أستطيع تحملها. مديونة دائماً أما نهي عبدالمنعم فهي تقول إن راتبها مع زوجها حوالي 1500 جنيه ولديهما طفلان في مدارس، ولذلك فهي دائما مديونة وتعرف أن أولادها ينقصهم الكثير وتخشي علي معنوياتهم عندما ينظرون إلي الجيران وأطفال الأرقاب فهم يخرجون ويسافرون إلي شرم الشيخ والغردقة وغيرها، وأولادها لا تستطيع أن تخرج بهم خارج القاهرة وتسأل: إلي متي يظل هذا الوضع.. الأسعار ترتفع والراتب لا يكفي والاطفال محرومين من أمور كثيرة؟ والأعباء لتدبير الأمور لا تنتهي ومستمرة ولابد من تدخل الحكومة لضبط الأسعار وزيادة الأجور حتي يخرج للمجتمع شباب سوي وليس نادما وناقما ورافضا لأي خطوة نحو إنشاء أسرته الصغيرة لتستمر سنة الحياة!