اتجه عدد كبير من البنوك العاملة في السوق المصرية خلال الفترة الأخيرة نحو تأسيس شركات للاستثمارات المالية أو الاستحواذ علي حصص حاكمة من بعض شركات السمسرة المعروضة للبيع وكان آخر هذه البنوك بنك فيصل الإسلامي الذي أعلن عن تخطيطه لإنشاء شركة للاستثمارات المالية. من جانبهم كشف بعض المصرفين أن البنوك تسعي لأن تكون مؤسسات مالية متكاملة يمكنها تقديم خدمات مصرفية تقليدية وغير تقليدية لجميع العملاء مؤكدين أن البنوك اكتشفت أن هناك شريحة كبيرة من عملائها لديها اهتمام بسوق الأوراق المالية. وقالوا إن هذا التوجه من جانب بعض البنوك ليس جديدا ولكن نشط مؤخرا، فكل بنك يخطط لعمل شركة قابضة للاستثمارات المالية يجب أن يكون فيها شركة أوراق مالية بها كوادر بشرية مدربة بالإضافة إلي شركات لإدارة صناديق الاستثمار وإدارة المحافظ. في البداية يذكر عمر السيسي العضو المنتدب السابق للبنك المصري الخليجي ان كل البنوك العاملة في السوق حاليا تسعي للتحول إلي مؤسسات مالية شاملة ومتكاملة بحيث تكون قادرة علي تقديم جميع الخدمات المصرفية وكذلك الخدمات المالية الأخري لجميع عملائها بدون استثناء. ويستطرد قائلا: إنه خلال الفترة الأخيرة اكتشفت البنوك أن لديها شريحة كبيرة من العملاء لديهم اهتمام بالبورصة وسوق الأوراق المالية سواء فيما يتعلق بالاستثمار في السوق بيعا وشراءا أو من خلال الاكتتاب في زيادة رؤوس أموال بعض الشركات المقيدة في البورصة. ويضيف السيسي أن العملاء كانوا يلجأون إلي بعض شركات الأوراق المالية أو تلك المعروفة بشركات السمسرة لتنفيذ وإتمام خدماتهم المختلفة المتعلقة بهذا النشاط مشيرا إلي أن البنوك اتجهت إلي تأسيس شركات أوراق مالية أو الاستحواذ علي حصص حاكمة في بعض الشركات القائمة بالفعل انطلاقا من حرص البنوك علي تقديم وتوفير جميع الخدمات لعملائها المختلفين. ويقول إنه في إطار سعي البنوك العاملة في السوق لأن تكون مؤسسات مالية متكاملة فإننا نجدها أيضا تقوم بتأسيس شركات للتأجير التمويلي والاستثمار العقاري وأخري لإدارة الأصول بالإضافة إلي شركات السمسرة. ويؤكد عمر السيسي أن اتجاه البنوك مؤخرا للتوسع في إنشاء شركات للأوراق المالية أو الاستحواذ علي حصص حاكمة ورئيسية في بعض الشركات لا يتوقف في المقام الأول علي تحقيق معدلات ربحية عالية ولكن يحكمه أولا توفير الخدمات التقليدية وغير التقليدية. ويضيف أن عامل الربحية يأتي في المرتبة الثانية ويتوقف علي قاعدة العملاء وشبكة فروع البنك فكلما كان البنك من المؤسسات المصرفية الكبيرة التي تتمتع بشبكة ضخمة من الفروع وحجم عملاء كبير ساهم ذلك في تحقيق معدلات ربحية عالية من وراء الدخول في هذا النشاط مؤكدا أن البنك يحدد الجدوي الاقتصادية من هذا النشاط بناء علي حجم قاعدة عملائه وعدد المستفيدين من هذا النشاط. ومن جانبه يقول هشام شوقي مدير عام الاستثمار ببنك الاستثمار العربي إن اتجاه بعض البنوك العاملة في السوق المصرية نحو تأسيس شركات أوراق مالية أو الاستحواذ علي حصص رئيسية في بعض الشركات الموجودة بالفعل لا يعتبر توجهاً جديداً ولكنه موجود منذ سنوات سابق مؤكدا أن كل ما حدث هو أن هناك رواجا ونشاطا ملحوظا من جانب بعض البنوك للاستحواذ علي بعض شركات السمسرة. المعروضة للبيع وقد تكون أسعارها مغرية ومقبولة إلي حد ما. ويضيف شوقي أن هذا التوجه من جانب بعض البنوك العاملة في السوق قد نشط خلال الفترة الأخيرة مشيرا إلي أن كل بنك يخطط لعمل شركة قابضة للاستثمارات المالية لابد أن يكون فيها شركة أوراق مالية أو شركة سمسرة يتوافر فيها كوادر بشرية مدربة وجاهزة للعمل في مجال الأوراق المالية. ويستطرد قائلا: إن هناك بعض البنوك التي أسست شركات قابضة للاستثمارات المالية التي تضم كل من شركات لإدارة صناديق الاستثمار وإدارة المحافظ بالإضافة إلي شركات السمسرة. ويؤكد شوقي أن هناك علاقة وثيقة بين اتجاه البنوك بصفة عامة إلي تأسيس شركات سمسرة أو الاستحواذ علي