تحب كاثلين تايلور أن تصف نفسها بانها شخصية اجتماعية تهوي خدمة الناس وتقول مجلة "تايم" ان كاتي الصغيرة نشأت وترعرت في شرق اونتاريو بكندا وأنها كانت تلعب الرياضة وتشارك في اتحادات الطلاب ومنتديات الفتيات. وتقول كاثلين انها حقيقة تحب الناس وتحب العمل من أجلهم والتعامل معهم مهما اختلفت نوعياتهم وانها كانت كذلك منذ نشأتها الأولي. وهذه الطبيعة جعلت السيدة تايلور التي عملت حتي الآن 21 سنة متصلة في شركة "فورسيزونز" للسياحة والفنادق هي واحدة من نخبة شركات الفنادق العالمية شخصية تميل إلي المرح والسخرية. وفي اغسطس الماضي صارت كاثلين تايلور رئيسا تنفيذيا لشركة "فورسيزونز" لتكون ثاني رئيس تنفيذي في عمر هذه الشركة البالغ 49 عاما. ومنذ فترة قالت كاثلين إنها بدأت العمل مع "فورسيزونز" في مكتب استشاري لم يكن يضم سوي شخص آخر معها ولكنها لم تفكر أبدا في انها يمكن ان تقود هذه الشركة. والحقيقة أن كاثلين 53 عاما سيدة ودودة ومتواضعة إلي جانب كونها حلالة المشكلات وهذه كلها أسباب جعلت إيزادور شارب مؤسس "فورسيزونز" ورئيسها التنفيذي يختار كاثلين منذ عشر سنوات لتكون الخليفة المرتقب له في هذا المنصب عندما يقرر التقاعد وهذه الميزات أيضا هي التي جعلت تلك المحامية الشابة تتولي منذ 3 سنوات منصب رئيس العمليات في "فورسيزونز" خلال فترة الانكماش غير المسبوقة في تاريخ السياحة بسبب الازمة الاقتصادة العالمية. وقد قال شارب في يونية الماضي إن شركته لم تشهد ما هو أصعب من تلك السنوات وأن كاثلين كانت محاربة في الخط الأمامي كما كانت خير من يتحدث عن المشكلات التي تواجه "فورسيزونز". وعلي اية حال فقد مرت الأزمة وعادت شركات السياحة والفنادق الكبري إلي الحركة النشطة من جديد. وتتوسع "فورسيزونز" الآن اسرع من أي وقت مضي ولكن كاثلين سيكون عليها الابحار بسفينة الشركة في ظل ندرة التمويل وازدحام الأسواق الناشئة بالشركات المتنافسة وتقول سوزان هيلستاب مدير التسويق في "فورسيزونز" ان كاثلين وضحت بجلاء أن قيم وثقافة وعناصر تفوق الشركة لن تتغير في عهدها ولكنها مع ذلك لا تتخوف من الابتكار وتقديم الجديد. وما نود التنويه إليه هو أن فنادق السياحة الفاخرة لا تمثل سوي مشكلة صغيرة من حجم صناعة الضيافة في العالم والذي يناهز 950 مليار دولار ومجموع الغرف في تلك الفنادق نحو 400 ألف غرفة فندقية من إجمالي 13 مليون غرفة منتشرة في مختلف أنحاء العالم. وقد كانت هذه الشريحة من الفنادق الفاخرة هي الأكثر تضررا خلال الأزمة المالية العالمية ففي ظل هذه الأزمة تراجع حجم حجوزات الشركات والمجموعات في الفنادق الكبري تراجعا شديدا وهو ما أثر سلبيا علي الفنادق الفاخرة في المقام الأول حتي أن الناس كما يقول ديفيد لويب المحلل في شركة روبرت دبليو بايرد اندكو راحت تتساءل: هل ماتت صناعة السياحة الفاخرة؟! وكان واضحا حدوث تراجع كبير في عدد الغرف الجديدة ونسب الاشغال فيما هو قائم منها ولجأت حتي افخم شركات الفنادق إلي خفض النفقات في كل شيء من زهور ونباتات الزينة وحتي المناشف في الغرف والحمامات ويعلق علي ذلك الاستشاري السياحي ريك سويج قائلا إن التضحية بالاشياء الصغيرة كانت هي الخطوة الأولي لمواجهة الأزمة ولم تكن "فورسيزونز" استثناء مما يحدث وعندما تتذكر كاثلين هذه الفترة فإنها تشعر بالكرب والألم وتقول هذه السيدة التي هي أم لثلاثة أطفال انهم تلقوا من العاملين لديهم في مختلف أنحاء العالم افكارا خلاقة لخفض التكاليف في كل شيء وانهم كانوا ينفذون هذه الأفكار ما دامت لن تؤثر علي مستوي الخدمة المقدم للنزلاء لقد حلت الزهور الصناعية محل الزهور الطبيعية في معظم ارجاء الفنادق الكبري وزادت ساعات العمل في المطابخ والمطاعم وغيرها من أجل تقليل عدد العاملين لتوفير أجورهم وصار شائعا أن يعمل بعض الافراد ورديتين متتاليتين في اليوم كما تم الاستغناء عن عديد من العاملين وتقول كاثلين إن شابا في أحد فنادق "فورسيزونز" كان يؤدي 10 وظائف لكل واحدة منها زي رسمي مختلف وأنه كان يفعل ذلك لاداء ما هو ملتزم به من عدد ساعات العمل ولتلبية ما يحتاجه الفندق. لقد كان علي "فورسيزونز" كما تقول مجلة "تايم" ان تخفض التكاليف بهذه الدرجة القاسية من دون أن يؤثر ذلك كثيرا علي حسن سير الخدمة وقد أدي هذا إلي نشوب حروب احيانا بين "فورسيزونز" وبين ملاك الفنادق التي تديرها هذه الشركة. فمن المعروف ان "فورسيزونز" شركة لإدارة الفنادق وأنها لا تملك الفنادق التي تحمل اسمها في مختلف أنحاء العالم والمستثمرون الذين انفقوا علي بناء أو شراء الفنادق الفاخرة يبرمون عقودا طويلة الاجل مع "فورسيزونز" لإدارة فنادقهم وقراهم السياحية وغير ذلك من المنشآت الفاخرة ويتوقعون بالطبع الحصول علي عائد مجز لاستثماراتهم وفي الاوقات العادية لا تكون هناك مشكلة في ذلك ولكن في ظل الركود العميق وجدت بعض الفنادق