أكد تقرير صادر عن باركليز كابيتال بنك الاستثمار البريطاني أن عدم اختيار الوقت المناسب للدخول والخروج من أسواق المال كبد العديد من المستثمرين خسائر كبري، حيث يقوم هؤلاء المستثمرون بالشراء عندما تكون أسعار الأسهم عالية ويبيعون عندما تكون أسعارها رخيصة، كما أشار التقرير إلي أن المستثمرين الأفراد تقوم استراتيجيتهم الاستثمارية علي الشراء وفقا للبيانات التاريخية، وهذا يعني اعتمادهم علي التحليل الفني، وعلي النقيض من ذلك المؤسسات فإن استراتيجيتهم تقوم علي النظر للمستتقبل، ومحاولة توقع اتجاهات السوق، وفقا لما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية . ويعلق إيهاب سعيد خبير أسواق المال عضو مجلس إدارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية أن 99% من المتعاملين بالبورصة يتفائلون في قمة السوق وهي نفس النسبة التي تتشاءمون عندها في قاع السوق، والمفروض في القمة أن تكون متفائلا فهذا أمر طبيعي ولكن بطريقة تمكن من التعامل بطريقة عكسية عن طريقة المستثمرين الذين يتبعون سياسة القطيع، وسياسة القطيع تعني مسايرة الآخرين أن اشتروا يشتري وان باعوا تبيع، وهي تعد سياسة "غير ناجحة"، وهذا هو الفرق بين المستثمر المحترف والمستثمر العادي، وهناك نسبة قليلة جدا من المتعاملين بالسوق يمتلكون القدرة في حال قمة السوق تتفائل عكس الآخرين وتقوم بالبيع، وهناك نسبة كبيرة جدا لا تسطيع أن تملك نفسها وتتجه للشراء، والغريب في هذه النقطة أن المستثمرين حال تأكدهم من هبوط السوق وأن هذه قمة تتجه للشراء أيضا بسبب ظروف نفسية، مثل بقية القطيع حوله . ويوضح أن القطيع كله يتفاءل في القمة وكله يتشاءم في القطاع أي يشتري في القمة ويخسر في القاع وهذا ما يسبب تحقيق الخسائر، وهذا يعني أن هؤلاء المستثمرين يقومون بالشراء في توقيت خاطئ ويبيع في توقيت خاطئ وعن سلوك السوق المصري خلال العام ونصف العام الماضي، يقول سيعد إنه بسبب الاتجاه العرضي للبورصة المصرية، فبالتالي لا يمكن الشراء وقت الصعود وأيضا لا يمكن البيع وقت الهبوط وبالتالي عند تراجع السوق من الممكن أن تقوم بالشراء، وعندما تكون حالة صعود من الممكن الاتجاه للبيع، وهذا هو السلوك للاتجاه العرضي أي السوق يتحرك في مستويين كمستوي دعم ومستوي مقاومة . ويشير إلي أن السوق يتحرك منذ عام يتحرك بين مستوي 5800 إلي 7200،7300 وحدث الوصول إلي مستوي 7700 ثم الرجوع منها فالمفروض أنه عندما يقترب السوق من مستوي 5800 يكون هذا وقت شراء وكلما اقترب من مستوي 7000 يكون هذا توقيت بيع والمستثمرون يقومون بعمل العكس . وعن قول التقرير إن المستثمرين الافراد تقوم استراتيجيتهم الاستثمارية علي الشراء وفقا للبيانات التاريخية، وهذا يعني اعتمادهم علي التحليل الفني، وعلي النقيض من ذلك المؤسسات فإن استراتيجيتهم تقوم علي النظر للمستقبل، ومحاولة توقع اتجاهات السوق ويقول عضو مجلس إدارة شركة أصول أن هذا الكلام ظالم إلي حد ما لأن كثيراً من الافراد يعتمدون علي التحليل المالي، ولكن في المجمل النسبة الأكبر تتعامل وفقا للتحليل الفني، وهذه إشارة تحسب للتحليل الفني وليس ضده لأنه لا يمكن القول إن هناك طريقة فاشلة يتجه غالبية المستثمرين إليها، فالاتجاه الملحوظ نحو التحليل الفني أثبت نجاحه خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أشارت إليه فاينانشال تايمز في أحد اعدادها الصادرة خلال الشهر الماضي . ويلفت إلي أن المؤسسات أو صناديق الاستثمار فكرها يختلف عن الأفراد فالاتجاه نحو التحليل المالي مسيطر عليهم منذ فترة كبيرة لأنه في فترة السبيعينيات بأمريكا غالبية من أسند اليهم إدارة البحوث بالشركات كانوا يتبعون "نظرية كفاءة السوق"، وهي ترفض الاتجاه نحو التحليل الفني ولا يمكن توقع أسعار الغد بناء علي أسعار الأمس، وظلوا مسيطرين علي إدارات البحوث حتي عام 1987 وبداية ظهور التحليل الفني عندما توقع قمة السوق الأمريكي وظهر أكثر في عام 2000 عند انفجار أسهم التكنولوجيا، ومن هنا بدأ المستثمرون في الرجوع إلي التحليل الفني علي أنه اداة فعالة ويمكن استخدامها بأسواق المال، وهناك مؤسسات كبري بالأسواق المتقدمة تدير صناديق الاستثمار بها علي أساس التحليل الفني، وأثبتت الأيام أن الصناديق التي تدار علي أساس التحليل الفني تحقق أرباحا أكثر من نظيراتها المدارة بواسطة التحليل الفني . ويقول إن البورصة المصرية يكونها مازالت في مرحلة السوق الناشئة فيسيطر علي كثير من المستثمرين فيها المرحلة التي كانت في السبيعينيات بأمريكا، ولكن منذ عامين تقريبا بدأ الاهتمام بالتحليل الفني حيث هناك صندوق تم انشاؤه ليدار بواسطة التحليل الفني، ومن الممكن في حال تحقيق هذا الصندوق لنتائج إيجابية، فمن المتوقع تحول الكثير من المؤسسات نحو التحليل الفني والبعد شيئا ما عن التحليل الفني . وقد أشار التقرير إلي أن العديد من المستثمرين البريطانيين تصل نسبة خسائرهم في المت