فجرت صفقة بيع اوراسكوم تليكوم لكامل حصتها في تونيزيانا قضية بالغة الاهمية حيث تم الاعلان أن هذه الصفقة كان متفقا عليها مع شركة فيمبلكوم الروسية مما يعني أن هناك المزيد من البنود السرية في صفقة اندماج فيمبلكوم واوراسكوم تليكوم. واختلف العاملون في السوق حول حق الشركات في الافصاح حول تفاصيل اتفاقياتها فمن ناحية يري المؤيدون أن مجلس الادارة له الحق في اتخاذ القرارات الصائبة اتجاه الشركة مما يعود بالنفع علي المساهمين فيما يري الرافضون أن المساهم له الحق في معرفة كل ما يجري داخل شركته. يري محسن السلاموني العضو المنتدب لشركة المجموعة الدولية للسمسرة أن الشركات من حقها أن تخفي بعض بنود تعاقداتها علي المساهمين حيث أن لديها مصالح يجب أن تظل قيد الحماية من المنافسين أو أي أطراف أخري. وبالتالي فمجلس إدارة الشركة يكون أكثر حرصا علي مصالح المساهمين والشركة نفسها. واوضح أن الاتفاق الذي تم بين شركة أوليمبك جروب والشركة السويدية لم يتم الاعلان عن كامل تفاصيله حرصا علي مصالح الشركة أما فيما يخص أزمة اوراسكوم تليكوم مع الجزائر فهناك العديد من الالغاز وهي مرتبطة بسياسات دولة قد تكون اتجاهها نحو التأميم وهو ما يعني أن عقد الاتفاق الذي تم بين شركة أوراسكوم تيلكوم والحكومة الجزائرية لا ينص بالطبع علي التأميم ولكن ما حدث خارج عن نطاق الشراكة وهو ما قد يدفع الشركة إلي الاتجاه إلي التحكيم الدولي في الفترة المقبلة. انخفاض سعر السهم وأكدت فاطمة أبو العزم المحللة المالية بشركة نماء للوساطة في الأوراق المالية أن الافصاح عن عقود المشاركة مشكلة غاية في الأهمية في ظل ظروف السوق وما يحدث بالفعل من اندماجات كبيرة وصفقات استحواذ مهمة ومؤثرة علي السوق بالاضافة إلي تأثيرها المهم علي مستقبل الشركات وبالطبع فإن الإفصاح عن تلك العقود يمثل أهمية كبيرة خاصة في الشركات المقيدة بالبورصة المصرية والتي تسهم فيها مجموعة كبيرة من المستثمرين فمن حق هؤلاء المستثمرين الوقوف علي جميع البيانات الخاصة بشركاتهم وذلك وفقا لما يكفله لهم القانون من إفصاح تام وشفافية للمعلومات والتي قد تؤثر علي قراراتهم الاستثمارية. وبرزت خلال الفترة الماضية مشكلة أوراسكوم تيليكوم في الجزائر والناتجة عن تعسف الحكومة الجزائرية وفرض المزيد من الالتزامات الضريبية علي وحدة جيزي وما تبعه من تذبذبات حادة لسعر السهم. أضافت أنه في ظل كل هذه الأنباء لا يزال الأمر غامضا فيما يتعلق بصفقة أوراسكوم تليكوم مع فيمبلكوم الروسية فمرة يقال إن الصفقة نهائية وغير متأثرة بأزمة جيزة ومرة تخرج علينا تصريحات من مساهمين في فيمبلكوم تبرز عدم موافقتهم النهائية علي الصفقة. مشاكل عديدة من جانبها تري انجي سعيد محللة مالية بشركة أصول للوساطة في الأوراق المالية أن المستثمر في كثير من الشركات يتعرض لمشاكل بسبب عدم قدرته علي اتخاذ القرار السليم فيما يتعلق باستثمارات لعدم توفر معلومات كافية تساعده في ذلك،، وأبرز أمثلة علي ذلك اتفاقية أوراسكوم تليكوم مع فرانس تليكوم حول موبينيل والتي لم تعلن بنودها إلا في مرحلة متأخرة وأيضا الاتفاق مع فيمبلكوم لا يزال غامضا.. وبناء علي ذلك يتذبذب السهم بقوة عاكسا هذه الحالة من نقص المعلومات. ونوهت سعيد أنه من حق كل شركة أن تحافظ علي سرية بعض بنود العقود المبرمة بينها وبين الأطراف الأخري دون نشرها للجمهور خاصة أن مجلس إدارة الشركة وحده هو الذي يملك التصرف في أي مشكلة تطرأ بخصوص تلك العقود، ولكن المطلوب من الشركات الإفصاح عن المعلومات الضرورية التي يمكن أن تنعكس علي قرارات المستثمرين بشكل حقيقي. وأشارت إلي أن الغموض حول تلك المشكلات يؤثر سلباً علي قرارات المستثمرين وكذلك علي أداء السوق ككل خاصة إذا كانت المشكلة متعلقة بإحدي الشركات القيادية كشركة "أوراسكوم تليكوم" الذي لا يزال يؤثر سلباً علي أداء السوق ككل فمعظم المستثمرين في حالة ترقب حول موقف "جيزي" وعلاقته باتمام صفقة "فيمبلكوم"