لم يعد يمر يوم خلال الفترة الحالية إلا وشهد دعاية مكثفة علي البرامج اللحظية لنقل الأسعار وجميع المنتديات والمواقع المتعلقة بالبورصة وحتي غير المتعلقة بها عن انعقاد دورات جديدة في التحليل الفني والتحليل المالي وإن كان الفني يتفوق في العدد بشكل كبير.. ناهيك عن أسماء محاضريها ومؤهلاتهم غير المعلومة وللآسف الشديد هناك من المتعاملين الذين يتعلقون بأي أمل لتعويض خسائرهم الكبيرة وهو ما يتسبب في وقوعهم بسهولة في فخ هذه الدورات "المضروبة" أملا في ايجاد سر الربح السريع في البورصة، وهو ما دفعنا للتوضيح مرارا وتكرارا في أكثر من مناسبة انه لا توجد أسرار للبورصة وإنما المسألة كلها لا تخرج عن مفهوم الطلب والعرض.. والمشكلة الحقيقية التي تخلفها مثل هذه الدورات الفقيرة فنيا وهو أن المتعامل بعد أن يجتازها يظن انه قد احترف التحليل الفني بمجرد حصوله علي عدد قليل من المحاضرات في فترة وجيزة ليبدأ بعدها التعامل في البورصة واعطاء التوصيات لزملائه علي أساس ما تعلمه وقطعا بما أن ما تعلمه كان علي يد هواة وليس محترفين وأيضا كونه ليس علي المستوي العلمي المناسب حتي للمبتدئين.. ففي الغالب سيتعرض لخسائر فادحة ويبدأ في صب جام غضبه والهجوم علي التحليل الفني ودارسيه ومحترفيه ظنا منه أن ما تعلمه هو أساس هذا العلم الذي فشل في تطبيقه ولهذا يجب علي أي متعامل قبل اتخاذ قراره علي الالتحاق بمثل هذه الدورات "المضروبة" أن يتأكد من محتواها ومؤهلات محاضريها خاصة انه يوجد بالفعل بعض المحترفين الذين يقيمون دورات تدريبية حقيقية وكذلك الحال في الدورات التي تنظمها الجمعية المصرية للمحللين الفنيين سواء للمبتدئين أو المحترفين والتي أصبحت شهادتها CETA. وهناك أيضا نوع آخر من خداع المتعاملين يتمثل في شركات الترويج للفوركس والتي تحصل علي أرقام تليفونات لقاعدة كبيرة من المتعاملين في البورصة المصرية وحتي من غير المتعاملين من جهة غير معلومة وتقوم بالاتصال بالضحية لتزف اليه خير ترشيحه لحضور دورة مجانية في احتراف الفوركس والتحليل الفني فيتوجه الشخص علي الفور إلي الشركة للحصول علي تلك المنحة المجانية ليفاجأ بتجيز عقد للتعامل في سوق العملات بمبلغ بسيط لا يتعدي ال 200 دولار مع وعده باعطائه التوصيات الفنية التي قد تساعده علي تحقيق أرباح سريعة لحين انتهاء الدورة المجانية التي ستحوله إلي محترف في محاضرتين فقط!!.. وللأسف الشديد ونظرا للخسائر الفادحة التي تعرض لها أغلب المتعاملين في البورصة المصرية يقع العديد منهم في هذا الفخ المنصوب بحرفية أملا في تعويض خسائره في البورصة. وفي النهاية لا نملك سوي أن نناشد هيئة الرقابة المالية وكل من بيده الأمر بضرورة وضع ضوابط محددة لتلك الدورات العشوائية ومنع الإعلان عنها نهائيا لحين التأكد من مؤهلات محاضريها ومحتواها والحصول علي موافقة مسبقة من الجهات الرقابية.. ولا يمكن أيضا إغفال دور الجمعية المصرية للمحللين الفنيين والتي أتشرف بعضويتها في توعية جميع المتعاملين بالتحليل الفني الحقيقي الذي يحتاج لسنوات طويلة لدراسته وليس مجرد محاضرة أو اثنتين للتعريف بالدعم والمقاومة وتعلم رسم خط الاتجاه والقنوات السعرية!! [email protected]